الأربعاء 8 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

انفراد.. «روزاليوسف» تكشف هوية المتورطين فى حادث الواحات

انفراد.. «روزاليوسف» تكشف هوية المتورطين فى حادث الواحات
انفراد.. «روزاليوسف» تكشف هوية المتورطين فى حادث الواحات




هشام عشماوى العقل المدبر هرب إلى ليبيا بعد إصابته فى قدمه بالفرافرة

 

وأسس تنظيم «المرابطون» فى درنة الذى بايع تنظيم القاعدة

 

عماد عبدالحميد اسمه الحركى «حاتم» نفذ العملية بمشاركة أيمن أنور

 

و11 إرهابياً

 

كتب المحرر السياسى

كعادته.. سيظل شعب مصر بتماسكه ووحدته قادرا على مواجهة المخططات التى تستهدف ضرب أمنه واستقراره، وسيظل الأبطال من رجال القوات المسلحة والشرطة، قادرون على دحر الإرهاب وقوى الشر المتحالفة معها داخليا وخارجيا.
ورغم النجاحات التى حققتها القوات المسلحة والشرطة فى تصفية الإرهابيين المتورطين فى حادث الواحات، وتحرير النقيب البطل محمد الحايس، إلا أن الحرب على الإرهاب لم تنته بعد، فهى معركة النفس الطويل، فى مواجهات مخططات مخابرات دولية تستهدف مصر.
ويوما بعد الآخر تتكشف معلومات جديدة عن الإرهابيين المخططين والمتورطين فى حادث الواحات الذى أسفر عن استشهاد 16 من قوات الشرطة وإصابة 13 آخرين، حيث تشير المعلومات إلى تورط تنظيم «المرابطين» الذى أسسه الإرهابى الهارب إلى ليبيا هشام عشماوى، وهو ضابط سابق مفصول من الخدمة العسكرية.
بدأت مسيرة هشام عشماوى مع الإرهاب فى أعقاب عزل محمد مرسى، فى 3 يوليو 2013، حيث انتقل إلى سيناء مثل باقى الإرهابيين ليتخذ منها مركزا للعمليات الإرهابية القذرة، فأسس خلية تابعة لتنظيم « بيت المقدس»، ثم تولى عناصرها فيما بعد قيادة التنظيم الإرهابى.
ومع تكثيف القوات المسلحة ضرباتها العسكرية والجوية فى إطار عملية «حق الشهيد»، انتقل  عشماوى إلى الصحراء الغربية، ليتخذ منها مسرحا للعمليات الإرهابية، وشارك فى عدد من العمليات من بينها حادث الفرافرة الإرهابى التى استهدفت 21 فردا من قوات حرس الحدود بكمين نقطة الكيلو 100 بمدينة الفرافرة يوم 21 من شهر رمضان عام 2014، وخلال المواجهات، أصيب فى قدمه إصابات بالغة، جعلت حركته صعبة.
بعدما أفلت من المواجهات فى حادث الفرافرة، لاذ بالفرار عبر الدروب الصحراوية إلى ليبيا، ومنها إلى مدينة درنة، هناك أسس ما يسمى بتنظيم «المرابطون» بهدف التخطيط لتنفيذ عمليات إرهابية ضد الدولة المصرية، واستهداف الكنائس، والقيادات الأمنية والعسكرية ورجال الإعلام والقضاء.
هشام عشماوى، المتهم التاسع فى قضية تنظيم «بيت المقدس» كان المخطط الرئيسى لتنفيذ حادث الواحات الإرهابى، وأوكل مهمة التنفيذ إلى زميله الضابط المفصول من الخدمة العسكرية عماد الدين عبد الحميد، وتشير المعلومات إلى تصفيته فى الحادث الأخير، ويخضع جثمانه إلى تحليل الـ dna. إضافة إلى أيمن أنور عبدالرحيم ابراهيم واسمه الحركى «أبو شروق».
الإرهابى عماد الدين عبد الحميد اتخذ عدة أسماء حركية أبرزها «حاتم» منذ تواجده فى اعتصام رابعة، وهروبه إلى شمال سيناء، حيث تولى مسئولية التدريب للإرهابيين، وكان المخطط الرئيسى للمحاولة الفاشلة لاغتيال وزير الداخلية الأسبق اللواء محمد إبراهيم فى 5 سبتمبر 2013، حيث تولى  مع هشام عشماوى عملية رصد تحركات الوزير، فى حين استقل الإرهابى وليد بدر السيارة المفخخة، التى أودت بحياته.
تحرير النقيب البطل محمد الحايس، والقضاء على جميع الإرهابيين المنفذين لحادث الواحات، عملية نوعية احترافية، عكست قدرة الدولة على التنسيق على المستوى العالى بين القيادات والأفراد ومؤسسات الدولة.
حرص الرئيس عبد الفتاح السيسى على زيارة النقيب البطل محمد الحايس بعد ساعات من تحريره من يد الإرهابيين، كان لها أثر ايجابى، حيث رفعت الروح المعنوية للشعب المصرى ولرجال الشرطة، وأكدت بما لا يدع مجالا للشك أن مصر لا تنسى أولادها.
تصفية الإرهابيين المتورطين فى حادث الواحات دفعت ما يسمى بـ «قوات البنيان المرصوص» إلى توجيه تهديد مباشر ضد مصر وتوعدها بتنفيذ عمليات إرهابية.
العمليات الإرهابية التى تتعرض لها مصر، منذ ثورة 30 يونيو 2013، أثارت تساؤلات عديدة، لدى رجل الشارع، والمراكز البحثية، ودوائر صنع القرار.. ولكن السؤال الأبرز هو لماذا مصر؟
1-  مصر أفلشت مخطط الشرق الأوسط الكبيرة، وما يسمى بالربيع العربى، وأنقذت المنطقة العربية، بل والعالم من إرهاب جماعة الإخوان، الذى يعتمد على سياسة الأرض المحروقة، وسقوط الدول، فضلا عن تقسيم المنطقة العربية إلى دويلات صغيرة.
2- بعد ثورة 30 يونيو، كان الرهان على خروج الشعب المصرى إلى الشارع مرة أخرى، فى ثورة جديدة، بسبب الأوضاع الاقتصادية، ومحاولات حصار مصر اقتصاديا، ولكن الشعب ضرب نموذجا من الفهم والوعى، كانا مثار شكر الرئيس فى كافة  المحافل الدولية، وخلال زياراته إلى دول العالم.
3-  التحسن الملحوظ فى الاقتصاد المصرى، بعد الإصلاحات الاقتصادية، وتحرير سعر الصرف، وتدفق الاستثمارات الأجنبية، بعد إقرار قانون الاستثمار الجديد، ولائحته التنفيذية، واعتبار مصر من أهم المقاصد للاستثمار العالمى.
4- قدرة مصر على تنفيذ عدد من المشروعات القومية الكبرى، مثل قناة السويس الجديدة، ومحور التنمية بقناة السويس، وربط مصر بشبكة جديدة من الطرق يصل طولها إلى أكثر من 3200 كيلو متر، فضلا عن استصلاح 1.5 مليون فدان، ومشروع الضبعة النووى، وتنمية غرب مصر وغيرها من المشروعات العملاقة.
5-  تسيلح الجيش المصرى،  حتى أصبح فى المرتبة العاشرة عالميا من بين جيوش العالم، فضلا عن تنوع مصادر التسليح، حتى صار الأول فى المنطقة، بعدما كان هدفا للتفكيك خلال ما يسمى بثورة 25 يناير 2011.
تنامى القدرات الدفاعية للجيش المصرى، بهدف الردع للحفاظ على الأمن القومى المصرى وتحقيق التوازن الاستراتيجى للقوى العسكرى فى المنطقة والحفاظ على ثروات الشعب المصرى، فى المياه الإقليمية والاقتصادية.
6-  الدور  القوى الذى تلعبه الدولة المصرية والمخابرات العامة فى استعادة العواصم العربية، والدور الإقليمى والدولى المتنامى لمصر فى منطقة الشرق الأوسط والعالم، ودلالات ذلك نجاح مصر فى المصالحة الفلسطينية وحقن الدماء فى سوريا، كما لعبت دورا كبيرا فى الحفاظ على وحدة الأراضى العراقية، وفرض الشرعية ودعم الجيش الوطنى الليبى، للحفاظ على أمن واستقرار البلاد، وتأمين الحدود الغربية، كما تلعب دورا كبيرا فى حل الأزمة اليمين سياسيا.
كل ما سبق، أثار حفيظة قطر وتركيا، والدول الداعمة للإرهاب، ولجماعة الإخوان الإرهابية، وفى ضوء ذلك صدر التعليمات بنقل الإرهابيين من العراق وسوريا إلى ليبيا، ودعمهم ماديا ولوجستيا وعسكريا، وإقامة معسكرات لهم فى محاولة لاستنساخ النموذج السورى فى مصر مرة أخرى، من خلال اقتحام الحدود الغربية وتنفيذ عمليات عسكرية لاستهداف قوات الجيش والشرطة والمؤسسات والمنشآت الحيوية.
حادث الواحات لن يكون الأخير، فهو قابل للتكرار مرة أخرى، لأن الهدف من تلك الأحداث الإرهابية هو إضعاف عزيمة الشعب المصرى، ولكن العملية الأخيرة التى استهدفت بقايا الإرهابيين أكدت بما لا يدع مجالا للشك أن للوطن درعًا وسيفًا.