الخميس 28 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا

العميد خالد عكاشة عضو المجلس القومى لمكافحة الإرهاب والتطرف: «الإسلام السياسى» تعرض لانتكاسة هائلة بسبب ثورات الربيع العربى

العميد خالد عكاشة عضو المجلس القومى لمكافحة الإرهاب والتطرف: «الإسلام السياسى» تعرض لانتكاسة هائلة بسبب ثورات الربيع العربى
العميد خالد عكاشة عضو المجلس القومى لمكافحة الإرهاب والتطرف: «الإسلام السياسى» تعرض لانتكاسة هائلة بسبب ثورات الربيع العربى




حوار - هبة فرغلى

 

كشف العميد خالد عكاشة مدير المركز الوطنى للدراسات الأمنية وعضو المجلس القومى لمكافحة الإرهاب والتطرف بأننا نواجه جيلاً جديداً من الإرهاب أصعب مما كان فى الماضى لأنه جيل مدرب على أعلى مستوى بسبب احتضان بعض الدول التى تستخدمه وتستثمر فيه عن طريق ضخ استثمارات هائلة لصناعة هذه التنظيمات الإرهابية لكى تمارس حروب الوكالة ويجب أن نتعامل معه بنفس الأدوات ونسبقه بخطوة.
وحذر عكاشة فى حواره مع «روزاليوسف» من أحد أخطر التعقيدات التى تواجه الإرهاب وهو السلاح الذى تستخدمه الدول فيما يمكن أن يطلق عليه حروب الوكالة وإدارة الصراع ما بين هذه الدول التى تحتضن الإرهاب وما بين الدول الأخرى التى تناصرها العداء كما أنه لا يوجد نمط للجيوش التى تغزو دولاً أو للصراعات المباشرة وجها لوجه هذه الدول التى تستخدم تلك التنظيمات الإرهابية من أجل تحقيق مصالحها.
وكعضو فى المجلس القومى للإرهاب ومحاربة التطرف قال عكاشة إن المجلس فى جلسته الأخيرة طالب الوزراء الأعضاء بضرورة تجفيف منابع الإرهاب ومواجهته من خلال الاحتكاك المباشر مع الشباب..
 وفيما يلى نص الحوار:

 

■ ماذا يجب علينا أن نفعل لمواجهة الإرهاب؟
- بعد أخذ نفس عميق يجيب ضاحكا العالم كله يبحث عن إجابة لهذا السؤال ما يجب علينا فعله هو أن ننظر إلى قضية الإرهاب بنظرة شمولية باعتبارها قضية معقدة وتحتاج للعمل على جميع المسارات لمحاصرة تلك الظاهرة وتجفيف منابعها ونحن نتكلم عن مسارات مختلفة مثلما تقوم به القوات المسلحة والأجهزة الأمنية الموجودة فى الصفوف الأمامية الخطرة والاشد خطورة فى مواجهة الارهابيين والعمل المسلح وجها لوجه أيضا نحن نحتاج أن نشتغل على المسار التعليمى ــ الثقافى الفكرى على الشباب وعلى المسار الإعلامى كل هذه المسارات تحتاج إلى جهود كبيرة جدا وتحتاج إلى جهود مركزة وليست نوعاً من أنواع الإضافات الشكلية فوزارة التربية والتعليم ووزارة التعليم العالى وهما أكثر وزارتين ذات احتكاك بالشباب بشكل مباشر موجود لديهما منهج شامل وكامل تحت عنوان مكافحة التطرف والإرهاب وقطع الطريق على الأفكار المتطرفة أو الإرهابية التى تستقطب هذه الشريحة من الشباب وهم أكثر الفئات استهدافا كما أن وزارة ا لشباب تحتاج منهجاً حقيقياً وليس دعائياً وتحتاج منهجاً محدداً بخطوات وتلك الوزارات تمتلك تلك البرامج فعليا وعليها أن تراجعها وتنقيها وتعلن عن تلك الخطوات لتحصين شبابنا وإذا كانت لا تملك فلا يمنع من الاستعانة بخبراء لوضع تلك الاستراتيجيات لتعمل عليها الوزارات فى المناطق الأكثر فقرا والأكثر احتياجا والتى تكون بمثابة بيئة خصبة يدخل عليها التنظيمات فهى تحتاج إلى خطة عمل من وزارة التضامن والمحافظات التى بها تلك المناطق ويجب أن تعلن تلك الخطط للمجتمع والناس وتطالب المجتمع المدنى إذا كان لديه الرغبة أن يشترك ويتفاعل يقدم جهوده مع هذه الشرائح الفقيرة ليجفف منابع الإرهاب.
■ وماذا عن دور الأزهر؟
- الأزهر عليه جهد كبير ووزارة الأوقاف أيضا وأنا مع كل احترامى للهجوم الشديد الذى تتلقاه المؤسسة الدينية متمثلة فى الأزهر لكن على الأقل هما من أكثر المؤسسات التى لها منهج واضح وحاضر على أرض الواقع وتعمل الوزارتان على ذلك الهدف ولكن للأسف لا يوجد ضوء إعلامى على هذا المنهج وأحمل الاعلام تلك المسئولية ولكننا نحتاج الاكثر والأفضل وإذا قيمنا أدوارهم سنجده مشتبكاً مع الناس ونتمنى من المؤسسات الأخرى أن تشتبك مع الناس بنفس القدر.
■ ما رأيك فى احتضان بعض الدول لتلك التنظيمات الإرهابية؟
- أحد أخطر التعقيدات التى تواجه الإرهاب هو السلاح الذى تستخدمه الدول فيما يمكن أن يطلق عليه حروب الوكالة وإدارة الصراع ما بين هذه الدول التى تحتضن الإرهاب وما بين الدول الأخرى التى تناصرها العداء هذا السبب المباشر والصريح الذى دفع الإرهاب هذه الدفعة المتقدمة فى الامكانيات فهناك دول تحتضنه وتستخدمه وتستثمر فيه عن طريق ضخ استثمارات هائلة فى صناعة هذه التنظيمات الإرهابية هى تفعل هذا لكى تمارس حرباً فى الوكالة بمعنى أن هذا هو سلاحها فى حربها ضد دول أخرى تتصارع معها فى النفوذ أو تتصارع معها فى تحقيق نوع من المصالح فلديها أجندة محددة كما لا يوجد نمط للجيوش التى تغزو دولاً او للصراعات المباشرة وجها لوجه هذه الدول تستخدم تلك التنظيمات الإرهابية من أجل تحقيق مصالحها وهذه أصل المعادلة وأحد أخطر أشكال الدعم والتطوير الهائل جداً الذى طرأ على التنظيمات الإرهابية ونقلها من إمكانيات محدودة وتجمعات لبعض الاشخاص إلى منظمات لها طابع ميليشياتى البعض منها وصل إلى امتلاك جيوش صغيرة مثل تنظيم داعش وغيره وله فروع فى دول أخرى وهذا الشكل من الإرهاب نعمل عليه منذ عام 81 منذ اغتيال الرئيس السادات وهذا عن تجربتى الشخصية والتابعة من هذا التوقيت طبعا المنتج الجديد من الإرهاب يختلف عن الشكل القديم والمحدود الذى كان يمكن القضاء عليه فى الفترات السابقة النهارده لدينا ميليشيات حقيقية ودرجة تسليح تمكن تلك الميليشيات على إدارة عمليات شبه عسكرية وتدخل فى معارك مع قوات لجيوش دول عربية ودول أجنبية فالتنظيمات تحارب قوات التحالف من عامين وقوات التحالف 40 دولة ووحدات عسكرية وقوات خاصة لم يحدث الانتصار إلا من شهور أو الأسابيع الماضية مثل تحرير الرقة والموصل هذا ما يفسر وقوف دول حقيقية بأجهزة استخباراتها وإمكانياتها لوصول التسليح إلى أيادى هذه الميليشيات وهذا أدى إلى تلك النقلة فى الإرهاب.
■ هل خطر تلك التنظيمات الإرهابية سيظل باقيا؟
- أظن نعم سيظل باقياً لفترة لأننا نتكلم عن فصل من فصول الصراع لم ينته حتى الآن تنظيم مثل تنظيم داعش مثلا ربما يكون تلقى هزائم من فصوله لكن لا أعتقد أنه سيكون هناك خبر قريب ينقل إلينا إنهاء داعش هذا الفصل سيظل ممتداً معنا لفترة خاصة أن الصراعات السياسية وصراعات النفوذ وصراعات المصالح لم تحسم أمرها بعد فى المنطقة على مستوى العالم ولذلك سيبقى الإرهاب لأنه عنصر فى هذه المعادلة الضخمة التى بها صراع المصالح والنفوذ الإقليمى وطالما هذا الصراع موجوداً فسيظل الإرهاب وطالما مازالت عمليات الصراع وعمليات تبادل المواقع والرغبة فى الاستحواذ على الثروات وعلى مصادر الثروة وعلى النقاط الاستراتيجية فى المنطقة وفى الإقليم والعالم وكل مازال فى أوج ازدهاره وطالما هذا الأمر موجوداً فلابد أن نعلم أن الإرهاب سيظل باقيا وربما يغير جلده وشكله أو يتراجع لفترة وينحصر قليلا على الأرض لكنه لازال باقيا للأسف الشديد.
■ ماذا نفعل لحماية حدودنا ما دمت تتوقع بقاء الإرهاب لفترة؟
- من المفترض أننا نعظم قدراتنا بأقصى قدر ممكن فتستطيع الدولة تعظيم قدراتها العسكرية وقدراتها الأمنية وتكون أكثر تطورا فليس من المقبول أن نشاهد التطور الذى يحدث للإرهاب وفى المقابل يوجد تباطؤ فى الجهاز الأمنى فيجب أن يسبق الإرهاب بخطوات وعدم مكافحته بطرق تقليدية وبشكل محدود فلابد من تعظيم قدرات التأهيل والتكنولوجيا والتسليح لأجهزة الامن المتخصصة فى مكافحة الإرهاب لابد العمل على ذلك الامر فى الفترة القادمة لانهم يواجهون خطراً متطوراً ولابد أن يكونوا جاهزين لذلك.
الحدود الرسمية للدولة هى مسئولية القوات المسلحة وهى تبذل فيها جهداً هائلاً خاصة أننا امامنا الجانب الآخر به قدر من السيولة والتوتر فمصر تواجه خطراً غير مسبوق من قبل فلأول مرة فى التاريخ مصر يحيط بها كل ذلك الخطر الموجود من إرهاب سواء فى ليبيا أو السودان أو البحر المتوسط وهذا كم من الأخطار الموجود فى وقت واحد لم نشاهده من قبل.
المطلوب هو تعظيم القدرات العسكرية بأقصى قدر ممكن فى الوقت الراهن تخطيطا واستعدادا وتأهيلا لاخطار مستقبلية الدخول على الأسلحة التكنولوجية والنوعية وأن تكون موجودة فى أيدى القوات المسلحة وهذا أمر مفروض يكون فرض عين وننفق بقدر ما نستطيع على ميزانيات لتطوير ومراقبة الحدود بالتكنولوجية الحديثة ونقاط المراقبة بالأقمار الصناعية وطائرات بدون طيار العالم كله يشتغل على هذا الأمر ومهم جدا أن نستجلبه من الخارج وأن نعمل عليه.
■ على المستوى العربى كيف ترى مستقبل الإسلام السياسى وعلى المستوى المصرى هل يعود الإخوان مرة أخرى للساحة؟
- على المستوى العربى هناك تنظيم واحد فقط يقدم نفسه على أنه تنظيم سياسى وهو تنظيم الإخوان قولا واحداً لا توجد تنظيمات أخرى وإنما جمعيات صغيرة أو محدودة ولها علاقة بالعمل المدنى أكثر من العمل السياسى لكن ما يقدم نفسه على أساس كيان ومنظومة سياسية هم الإخوان المسلمون فلهم تجليات وصور وأنماط عمل فى بعض الدول العربية لها علاقة بخصوصية تلك المجتمعات وهناك تجربة فى الاردن والكويت والمغرب وتونس السودان واليمن وهذه الفروع لها علاقة بخصوصية المجتمعات التى تعمل فيها وبعض هذه التجارب تركز فى العمل السياسى وتحاول تقديم نفسها بعيداً عن ربطه بالإرهاب لكن الواقع يقول إن مشروع الإسلام السياسى برمته تعرض إلى انتكاسة هائلة ولانكشاف كبير بعد ما أطلق عليه ثورات الربيع العربى ولا يمكن النظر إلى هذا المشروع قبل 2011 بنفس النظرة بعد تلك الفترة وهناك العديد من النماذج والأدلة التى ظهرت ليس فى مصر فقط وإنما على مستوى العالم حاولت ربط تنظيم الإخوان بالنشاط الإرهابى والعمل المسلح وغيره وهذا النموذج السياسى ما هو إلا فرع سياسى لكيان أكبر لديه فروع مسلحة وإرهابية وهذا ملخص للصورة الموجودة حاليا فعلى المستوى العربى التجارب الموجودة تعرضت لهزة كبيرة جدا بعض منها تفكك مثل الأردن وتشقق والبعض فيها انهزم فى انتخابات نزيهة مثل تونس والمغرب البعض منها أطيح به بالكامل بثورة شعبية مثلما حدث فى مصر.
■ كعضو فى المجلس القومى لمكافحة الإرهاب والتطرف ما الدور الذى سيلعبه فى الفترة القادمة؟
- المجلس بطبيعته هو مجلس استراتيجى يصنع استراتيجيات وسياسات والمجلس لديه طموح كبير فى اقتحام المشاكل الموجودة ويرى أن فيها شكلاً من أشكال التباطؤ وفى إجابة أول سؤال من الحوار عن المواجهة الفكرية والتعليمية يكاد يكون هذا هو ملخص نقاش جلسة عمل ضمت أعضاء المجلس وحضرها السيد الرئيس نفسه، فكثير من الوزراء أعضاء داخل المجلس مثل وزيرة التضامن الاجتماعى ووزير الشباب والرياضة ووزير التربية والتعليم ووزير التعليم العالى ولديهم رغبة فى العمل فلا أحد يملك رفاهية الوقت وأجزم أن هذه الشخصيات التى تدير العمل التنفيذى تعطلها البيروقراطية المصرية إلى حد ما وربما دولايب العمل الإدارى بها قدر من الجمود وربما ميزانيات التمويل غير حاضرة بشكل مريح لديهم لأنهم يمتلكون ميراثاً طويلاً من الإصلاح كل ذلك معوقات تدفع بالتباطؤ لكن الإرادة موجودة.