الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

العاهل السعودى يقود ثورة ضد الفساد وأصحاب النفوذ

العاهل السعودى يقود ثورة ضد الفساد وأصحاب النفوذ
العاهل السعودى يقود ثورة ضد الفساد وأصحاب النفوذ




الرياض - صبحى شبانة


حظيت الاوامر الملكية التى اصدرها العاهل السعودى الملك سلمان بن عبد العزيز ليلة الاحد بتأييد شعبى كبير عكسته منصات التواصل الاجتماعى، التى حفلت بتأييد جارف  للقرارت التاريخية التى قاد بها العاهل السعودى المملكة الى عهد جديد وتحول تاريخى بعدما اطاح بعدد كبير من ابناء الاسرة الحاكمة،  وعدد من الوزراء وكبار المسئولين الذين أمر  بتوقيفهم «اعتقالهم» وتحويلهم للتحقيق، ومنعهم من السفر، وتجميد حساباتهم،   وتتبع أموالهم وأصولهم ومنع نقلها أو تحويلها من قبل الأشخاص والكيانات أياً كانت صفتها.
 وتمثل القرارات الملكية الاخيرة حلقة فى سلسلة  حزمة  سبقتها من القرارات طوال الفترة الماضية تتهيأ بها المملكة لمرحلة جديدة يقود فيها الشباب سدة الحكم، وعصرنة المملكة، والتخلى عن الإرث المعمول به فى آلية انتقال الحكم إلى نظام جديد يضمن بقاء المملكة دولة  قوية، تحقن نفسها بدماء شابة تنفض عنها الضعف والوهن، وتقودها الى المستقبل الذى رسمته، وحددت ملامحه  رؤية 2030 للانفتاح على العالم وتحقيق التغيير،  وكبح جماح جماعات التطرف، ورجال الدين المتشددين.
يخطئ من يظن ان القرارات جاءت مفاجئة، ربما من حيث التوقيت، لكن بحسب المتابعين للشأن السعودى فهى جاءت فى سياق التحول المتدرج لنقل الحكم الى جيل جديد اكثر قدرة على التعاطى مع منتجات العصر، ومفرداته والتعامل معه.  
 بقراءة متأنية للاسماء التى جرى اعتقالها ليلة امس جميعها أسماء من الوزن الثقيل سواء كانوا من طبقة الامراء أو الوزراء أو من رجال الأعمال أو من المسئولين، القاسم المشترك بينهم جميعا هو الفساد،  كما انهم جميعا تربطهم بالعهد القديم  ولاءات  لم يستطيعوا التخلص منها وان حاولوا مرارا إخفاءها أو التملص منها عبر تغريدات متباعدة على حساباتهم الشخصية فى تويتر، لكنهم بالتأكيد لا يحملون ودا  للرجل القوى فى المملكة الامير محمد بن سلمان الذى يقفز بالمملكة فى خطى واسعة تتجاوز قدراتهم وامكانياتهم ومصالحهم،  بتفصيل أوضح، ثلاثة من المعتقلين  يمتلكون إمبراطوريات إعلامية مؤثرة هم الامير الوليد بن طلال صاحب مجموعة روتانا،  ورئيس مجلس ادارة شركة المملكة، يتصدر الأثرياء العرب، بثروة ناهزت 18.7 مليار دولار أمريكي، فى آخر إصدار لمجلة فوربس العالمية 2017.
ويملك الأمير الوليد %95 من أسهم شركة المملكة القابضة التى لديها سلسلة عقارات وفنادق وأسهم حول العالم، وتملك «المملكة القابضة» حصة فى شركة «آبل» و«إى باى» وفى نهاية العام الماضى، حصل الوليد على حق امتلاك 35 مليون سهم فى شركة تويتر وتبلغ  حصة الوليد فى تويتر فى السوق العالمية  695 مليون دولار أى ما يقارب 5٪ من القيمة الأصلية لتويتر، ويأتى  رجل العمال الوليد البراهيم  صاحب مجموعة MBC والتى تضم قناتى العربية والحدث، ضمن قائمة المعتقلين،  وتربطه علاقة نسب ومصاهرة بالراحل الملك  فهد بن عبدالعزيز،  كما جاء الشيخ صالح كامل صاحب مجموعة دلة البركة  وقنوات  ART ورئيس مجلس ادارة مؤسسة عكاظ للصحافة والنشر،  ورئيس مجلس إدارة الغرفة التجارية الصناعية بجدة ورجل الاعمال المعروف،  كما تم القاء القبض على ابنيه عبدالله ومحيى، واثنين من  ضمن المعتقلين توليا رئاسة مجلس إدارة شركة الاتصالات السعودية أكبر شركة اتصالات فى الشرق الأوسط وأيضا الخطوط السعودية، هما المهندس خالد الملحم وينتمى لأسرة كبيرة تقطن منطقة الاحساء «شرق المملكة»، والمهندس سعود الدويش.  
وشملت الاسماء الموقوفة أيضًا الأمير متعب بن عبد الله، وزير الحرس الوطنى،  والذى كان يعد العقبة الاخيرة فى طريق تولى ولى العهد السعودى الأمير محمد بن سلمان عرش الحكم فى المملكة،  وكذلك  أخيه الأمير تركى بن عبدالله؛ أمير الرياض السابق، (ابناء الملك عبدالله امتنعوا عن مبايعة الامير محمد بن سلمان وليا للعهد  فى رمضان الماضى)، والأمير تركى بن ناصر الرئيس العام السابق للأرصاد، والأمير فهد بن عبدالله بن محمد نائب وزير الدفاع السابق.
كما تضمنت الأسماء كلاً من خالد التويجرى، رئيس الديوان الملكى السابق والذى تمت اقالته بعد وفاة الملك عبد الله مباشرة،  ومحمد الطبيشى؛ رئيس المراسم الملكية فى الديوان الملكى سابقاً ابان فترة الملك عبد الله، وعمرو الدباغ؛ محافظ هيئة الاستثمار السابق، وعادل فقيه؛ وزير الاقتصاد والتخطيط السابق، وإبراهيم العساف؛ وزير المالية السابق، وعبدالله السلطان؛ قائد القوات البحرية، وبكر بن لادن؛ رئيس مجلس إدارة مجموعة بن لادن، ورجل الأعمال الشهير محمد العمودي، وهو مطلوب على ذمة أحكام قضائية كثيرة فى مصر.
من جانبها قالت هيئة كبار العلماء فى السعودية إن محاربة الفساد لا تقل أهمية عن محاربة الإرهاب.
وفى تغريدة له حاول الاعلامى الهارب جمال خاشقجى التقرب الى الملك سلمان والتكفير عن خطاياه بتغريدة على حسابه فى تويتر بقوله: بأن كل مواطن سعودى بسيط يشعر بأن الملك اخيرا استمع له، فطالما قال لازم نحارب الفساد، انا من زمان اقول كدا.
 وجاء المغرد مشعل الخالدى مفحما له بقوله: كل المقربين منك من الدرجة الأولى إما موقوفين على خلفية تجسس وإرهاب أو فساد مالى ومعز بك اولهم! (يقصد الوليد بن طلال) ارجع للسعودية بما انك واثق انك لست منهم!
وكان العاهل السعودى اصدر مساء السبت أمرا ملكيا بتشكيل لجنة لمكافحة الفساد برئاسة ولى العهد وعضوية كل من: رئيس هيئة الرقابة والتحقيق، ورئيس الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد، ورئيس ديوان المراقبة العامة، والنائب العام، ورئيس أمن الدولة.
وأصدر الملك سلمان بن عبدالعزيز أمرا ملكيا بإقالة الأمير متعب بن عبدالعزيز من وزارة الحرس الوطنى وتعيين خالد بن عبدالعزيز بن محمد بن عياف آل مقرن فى مكانه.
كما أصدر الملك سلمان أمرا ملكيا آخر تضمن إقالة عادل بن محمد فقيه من وزارة الاقتصاد والتخطيط وتعيين محمد بن مزيد التويجرى خلفا له على رأس الوزارة.
وأنهى العاهل السعودى خدمة الفريق الركن عبدالله بن سلطان بن محمد السلطان قائد القوات البحرية وتمت إحالته إلى التقاعد، حيث عين خلفا له اللواء البحرى الركن فهد بن عبدالله الغفيلى الذى تمت ترقيته إلى رتبة فريق ركن.
وقال الملك سلمان إن بعض ضعاف النفوس الذين غلبوا مصالحهم الخاصة على المصلحة العامة، واعتدوا على المال العام دون وازع، مستغلين نفوذهم والسلطة التى اؤتمنوا عليها فى التطاول على المال العام وإساءة استخدامه واختلاسه متخذين طرائق شتى لإخفاء أعمالهم الشائنة.
وأمر العاهل السعودى بالتحقيق وإصدار أوامر القبض والمنع من السفر وكشف الحسابات والمحافظ وتجميدها وتتبع الأموال والأصول ومنع نقلها أو تحويلها من قبل الأشخاص والكيانات أياً كانت صفتها.
وأكد الملك أن اللجنة المشكلة لمكافحة الفساد لها الحق فى اتخاذ أى إجراءات احترازية تراها حتى تتم إحالتها إلى جهات التحقيق أو الجهات القضائية بحسب الأحوال.
وشدد على تطبيق الأنظمة بحزم على كل من تطاول على المال العام ولم يحافظ عليه أو اختلسه أو أساء استغلال السلطة والنفوذ فيما أسند إليه من مهام وأعمال.