الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

«الهالووين» يكشف «تميم»

«الهالووين» يكشف «تميم»
«الهالووين» يكشف «تميم»




كتب - محمد عثمان

وكالات الأنباء

كتبت مديرة تحرير صحيفة «ذى اراب ويكلي» الصادرة من لندن إيمان زيات أنّ الأمير القطرى الشيخ تميم بن حمد آل ثان تنكّر بزيّ لم يناسبه جيّداً قبيل احتفالات هالوين فى الولايات المتّحدة الأمريكية. فخلال مقابلة مختصرة مع برنامج 60 دقيقة الذى تبثه شبكة سى بى إس، لعب الأمير دور الضحية البريئة فى الأزمة التى جعلت السعودية والإمارات والبحرين ومصر تقطع علاقاتها الدبلوماسيّة مع قطر.
«تشارلى، لقد كانت صدمة»، قال الشيخ تميم مع محاوره تشارلى روز. «قبل ذلك (قطع العلاقات فى 5 يونيو) ببضعة أسابيع، كنا مجتمعين، جميعنا مع بعضنا البعض، فى قاعة واحدة، بمن فينا الرئيس ترامب وكنّا نناقش الإرهاب وتمويل الإرهاب. ولم يعرب أحد من هذه الدول عن أى قلق. لم يقل لى أحد أى شىء». وتساءل زيات: «هل كانت المقاطعة حقاً صدمة كهذه؟».
«تاريخ قطر المضطرب»
وأشارت الكاتبة إلى أن قطر تتمتع بتاريخ مضطرب مع جيرانها الخليجيين، ففى العام 2002 قامت السعودية باستدعاء مبعوثها الدبلوماسى إلى قطر بعدما أدلى سعوديّون منشقون بآراء مثيرة للجدل على قناة الجزيرة.
وتصاعدت التوترات سنة 2014 حين اتّخذت ثلاث دول من مجلس التعاون الخليجى (السعودية والإمارات والبحرين) خطوة غير مسبوقة عبر سحب سفرائها من قطر ردّاً على دعمها المجموعات العدائية فى مصر واليمن.
وبرز الخلاف حينها من عدم الالتزام القطرى بالاتفاقات السابقة.
 «الصدمة الحقيقية»
فى 23 نوفمبر من العام 2013، وقعت دول مجلس التعاون الخليجى اتفاق الرياض الذى يلزم الدول الأعضاء بالامتناع عن التدخل فى الشئون الداخلية للجيران وبحظر الدعمين المالى والسياسى عن المجموعات المنحرفة. وسمّى الاتفاق بالتحديد تنظيم الإخوان المسلمين والفصائل المعارضة ومنع عنها أى دعم.
وكان هناك اتفاق ثانٍ فى نوفمبر 2014 دعا الموقّعون عليه إلى دعم أمن مصر واستقرارها وامتناع الجزيرة عن تحدّى الحكومة المصريّة.
على ضوء هذه الاتفاقات، «الصدمة» الحقيقية تحققت عندما فشلت قطر فى الالتزام بموجباتها كما أكّدت زيات.
 «الوقوف الخادع للشعوب»
خلال المقابلة نفسها، قال الأمير تميم إنّ الدوحة وقفت إلى جانب الشعوب خلال الثورات: «إنّنى أشعر إنّنا اخترنا الجانب الصحيح عندما وقفنا مع الشعوب».
وتشدّد كاتبة المقال على أنّ قطر اختارت الوقوف إلى جانب نفسها. الجانب لم يكن ذلك المصطفّ خلف «الشعوب» بل خلف الإخوان المسلمين، حين وصل الإسلاميون إلى مصر، تدفقت عشرات المليارات من الدولار إضافة إلى الغاز الطبيعى المجانى المسال إلى القاهرة لدعم حكم محمد مرسي. وأمّنت قطر دعماً مماثلاً لتونس حين وصل حزب النهضة إلى السلطة أواخر سنة 2011. لقد ادّعت قطر بأنها وقفت إلى جانب الشعوب بينما وجّهت دعمها اللا محدود إلى المجموعات الإسلامية حول العالم. وأكدت زيات غرابة هذا الأمر لأنّ «الشعوب» لا تلتزم بعقيدة واحدة.
  «عبارات مخادعة»
لقد دافع الأمير عن التغطية المنحازة للجزيرة واصفاً إياه بأنه «حرية تعبير». ووصف أيضاً تدخل بلاده فى شئون جيرانه بأنه «استقلال» و«سيادة».
وتمّ إلباس علاقاته مع إيران ودعمه للمجموعات الإسلامية بعبارات مخادعة شبيهة. وأخطأ الأمير القطرى فى تصنيف الدول المقاطعة بأنها تريد تغيير النظام فيما هى تريد بكل بساطة تغيير السياسات القطرية.
 «التاريخ يكذّب قطر»
خلال المقابلة قال الأمير تميم: «إذا كان سيتقدمون متراً باتجاهي، فأنا أريد أن أمشى 10 آلاف ميل تجاههم». أشارت زيات إلى أنّ التاريخ أظهر أنّ جيران قطر الخليجيين ومصر ساروا آلافاً إن لم يكن ملايين من الأميال باتجاه قطر لكن من دون جدوى. ربما حان الوقت بالنسبة للنظام القطرى، لمرة واحدة، أن يتوقف عن لعب دور الضحية البريئة ويتّخذ خطوته الأولى صوب الإجماع العربى.