السبت 21 سبتمبر 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

ازدراء الأديان.. تهمة تطارد «الشيخ جاكسون»

ازدراء الأديان.. تهمة تطارد «الشيخ جاكسون»
ازدراء الأديان.. تهمة تطارد «الشيخ جاكسون»




كتبت _ آية رفعت


كان يتوقع صناع فيلم «الشيخ جاكسون» تعرضه لانتقاد أو هجوم فكرى من بعض الفئات بالجمهور والذين قد لن يتقبلوا فكرته أو يعترضوا عليها، فليس من المطلوب من كل الجمهور أن يتفهم فكرة الفيلم ويوافق عليها. ولكن جاءت المفاجأة عندما تم عرض الفيلم لما يزيد على شهر بدور العرض وتحقيقه إيرادات جيدة ولم يتم استخدام قصته «الشائكة» فى قضايا ترفع ضده. لينتشر خلال الأيام القليلة الماضية اسم محاميان يقوموا بالإعلان عن رفعهما دعوى قضائية ضد صناع الفيلم لاتهامهم بازدراء الأديان وإهانة الدين الإسلامى، بل ونصرتهم لأغانى ملك البوب الراحل مايكل جاكسون على تعاليم الدين وقيمه.
لا شك أن الفيلم تعرض لأمور دينية خاصة، ولكن ليس بالتدخل فى الدين وفروضه، بل استخدم المخرج عمرو سلامة والمؤلف عمر خالد ما يدور من أحداث واقعية وانقسامات يمر بها جيل كامل من الشباب، وذلك عن طريق طرح فكرة التشدد والتطرف الفكرى ومحاولة جذب كل فئة من الشباب ليكونوا بصفها.
 فشخصية «الشيخ جاكسون»، التى قدمها الفنانين أحمد مالك وأحمد الفيشاوي، كان يعانى من عدم وجود الوسطية بحياته فابيه (ماجد الكدوانى) يعمل على جذبه لعالم البلطجة والشدد الفكرى وعدم الاستماع للآخر أو احترامه، ويريد ابنه أن يعيش بقانون الغابة دون وجود حساب أو عقاب، وكأنه لن يقدر عليه أحد أو أنه يعيش أبدًا.
والجانب الآخر كان متمثلا فى خاله (محمود البزاوى) وهو يمثل التشدد الدينى والجانب السلفى فى حياته، وعلى عكس أبيه الذى يعتقد بالعيش طويلًا فخاله يحوله إلى داعية متشدد يقويه بترهيب الناس من الدين ويتحدث عن الموت وعذاب القبر. فلم يتناول الفيلم قضية حب رجل الدين لمايكل جاكسون كنوع من الايذاء او الكوميديا السوداء. ولكنه سلط الضوء على أحد شباب الجيل الذى يقع بين جانبين متشددين يريد كل منهما جذبه إليه بينما هو يريد ان يظل وسطيا محبا للحياة متسامحا ويقوم بدوره تجاه ربه وتجاه مجتمعه وتجاه أسرته، ولا ينسى حق نفسه فى الاستمتاع بفنون الحياة وجمالها.
وربما تعجب البعض من جرأة تناول الفيلم لما يحدث بداخل العقل الباطن من تخيلاته لوجود مايكل جاكسون فى المسجد أو لاحلامه بيوم القيامة حيث سيدخل مع جاكسون النار، ولكن كل هذه الأمور تعد من سينما الفانتازيا التى تجسد الأمور بشكل خفيف لتوضح مدى معاناة البطل من مخاوف عذاب القبر وغيرها من تهديدات المتشددين.
فى البداية قابل صناع الفيلم الدعوى القضائية المرفوعة ضدهم بمنتهى الهدوء حيث قال عمر خالد مؤلف العمل انها ليست المرة الأولى التى يسمع فيها لانتقاد بشأن تطرق الفيلم للتشدد الدينى والفكرى، مؤكدًا أنه تلقى عدة تهديدات برفع دعاوى قضائية ولكن كل منها لم تتم حتى الآن بشكل فعلي، وأضاف قائلًا: «ليس من المطلوب أن يتقبل كل شخص فكرة الفيلم أو يؤمن بها ومنذ بداية عملنا بالفيلم ونحن ندرك أن فكرة تناوله للقضايا وطرق المعالجة قد تدفع البعض لانتقادنا، وكانت المفاجأة عندما وافقت الرقابة على المصنفات الفنية وتقبل الجمهور الكثير من المشاهد التى شككنا أننا سنواجه اعتراضا عليها ومنها مشهد رقص المصلين فى المسجد. كما أنى فوجئت بأن جمهور الشباب تقبل الفيلم وفهم فكرته وشعر بأنه يمسه اجتماعيا ويتطرق إلى أى شىء يمس الدين».
وأضاف خالد إنه من المضحك وجود أشخاص انتقدوا الفيلم واتهموه بأنه يدافع عن السلفيين وأنه يظهر أحدهم كشخص طبيعى يمكن التعاطف معه، وذلك بسبب ما يحدث من أحداث إرهابية ومشاكل سياسية نابعة عن ايمانهم المغلوط بالمعتقدات الدينية.
وعن كيفية الرد القانونى على الدعوى المزعومة قال المنتج محمد حفظى انهم حتى الآن لم يتسلموا إخطارًا رسميًا يفيد بوجود دعوى للرد القانونى عليها مؤكدا أن الأمر حتى الآن مجرد «شو» إعلامى يقدمه المحامون للشهرة. وأضاف قائلًا: «الفيلم لم يسئ ولا يتعرض لأى من تعاليم الدين، والمخرج عمرو سلامة يقدم فكرته بطرق المعالجة المختلفة وهى تهتم بالجانب الاجتماعى الذى يعيشه البطل ولم نقصد باى شكل التطرق لمعتقدات أو أديان. ونحن مؤمنون بفكرة الفيلم وأبعاده وإذا وصل الأمر للقضاء سنتناقش به وندافع عن وجهة نظرنا ضد أى اتهام».