السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

أسطورة «خنوم» تفك نحس العانس والعاقر فى معبد إسنا

أسطورة «خنوم» تفك نحس العانس والعاقر فى معبد إسنا
أسطورة «خنوم» تفك نحس العانس والعاقر فى معبد إسنا




كتب - علاء الدين ظاهر

 

كشف مجدى شاكر، كبير أثاريين وزارة الآثار، عن واحدة من العادات الغريبة للنساء فى إسنا بالأقصر، مشيرا إلى أنه لاحظ ذلك أثناء عمله لمدة 17 يوما فى معبد إسنا المكرس لعبادة المعبود «خنوم» والمعبودة «نيت»، إذ لاحظ فى معظم الأيام تكرار قدوم سيدتين للمعبد، ترتديان الملابس السوداء وتغطى كل الجسم، وإحداهما كبيرة السن والأخرى صغيرة، وتحمل الكبيرة قماشة بيضاء» أحيانا تكون بها طفل أو فارغة.
وتابع شاكر لـ«روز اليوسف اليومية»: تدور السيدتان حول المعبد، وأثناء ذلك لا تنظران لأى من نقوشه، سوى منظر على الحائط الشمالى من الداخل لملك ومعبودات تجر شبكة بها أسماك وطيور، ثم تخترقان منتصف المعبد وتذهبان لأحد التماثيل الواقفة فى الفناء وهو تمثال المعبودة «سخمت»، وتدوران حوله ثم تخرجان من باب غير الذى دخلتا منه.
وقال:ذلك الموقف يتكرر عدة مرات فى اليوم الواحد، وعندما استفسرت عن ذلك وسألت إحداهن قالت إنها «المشاهرة» وهى «العكوسات» التى تصيب المرأة كما تعتقد النساء، فيتأخر  زواجها أو حملها إذا كانت متزوجة حديثا ولا تنجب أويكون اللبن اللازم لرضاعة طفلها شحيحا منها، وهذه المشاهرة كما قالت السيدة لعدة أسباب،منها أن ترى المرأة التى أنجبت حديثا مشغولات ذهبية، أو دخول زوجها عليها وهو حالق الرأس أو عائد من جنازة أو اشترى لحما!
واستطرد: كما قالت السيدة كى يتم حل المشاهرة يقمن بعمل الشقة «بضم الشين»، أى تشق المرأة المعبد وتدور حوله فتنتهى المشاهرة وتحمل إذا كانت عاقرا أو تدر لبنها لطفلها أو تتزوج إذا كانت عانسا، وهو ما حدث بالفعل فى حالات كثيرة بعد أن زرن المعبد بالشكل السابق، وهذا جعلنى أطرح سؤالا: «هل لهذه المعتقدات علاقة بالمعبود «خنوم» صاحب المعبد، والذى كان ينظر له أنه خالق البشر وجالب فيضان النيل ومعطى الشمس إلى الأحياء».
وتابع: كذلك كان المعبود «خنوم» هو سيد الموتى والزراعات والحامى الأكبر، ومعه طفله المعبود «حيقا» سيد السحر، ويمثل خنوم بجسم آدمى له رأس كبش جالسا على عجلة الفخرانى وهو يشكل إنسانا وروحه «كا»، كذلك كان المعبد مكرسا للمعبودة «نيت» مع زوجها «توتو» وطفلهما «سشم نفر» فى هيئة تمساح، والذى كان يأتى بالطمى الجيد من الأعماق لخنوم ليشكل البشر وسخمت أنثى الأسد المنتقمة.
وأضاف: أما منظر صيد الطيور والأسماك فى شبكة فهو منظر سحرى، حيث يقوم الملك ومعبودات المعبد قبل بنائه بصيد الأرواح الشريرة التى تقمصت هذه الأسماك والطيور، ويتم القضاء عليها لتكون أرضية المعبد طاهرة نظيفة، فهل يدرك هؤلاء البسطاء هذا الفكر أم أنها جنيات انتقلت من جيل لجيل عبر آلاف السنين، رغم أنهن لسن متعلمات ولا يعرفن هذا الفكر.