الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

الوحدات الصحية «خيال مآتة»!

الوحدات الصحية «خيال مآتة»!
الوحدات الصحية «خيال مآتة»!




كفر الشيخ ـ محمود هيكل


فى الوقت الذى تسعى فيه الدولة بكامل طاقتها لدعم وتطوير المنظومة الصحية، وتوفير جميع المستلزمات الطبية والكوادر البشرية، لإنقاذ المرضى المترددين على المنشآت الصحية بكل أنواعها من مستشفيات «عامة ـ مركزية ـ تكاملية ـ وحدات صحية»، تجد أن هناك وحدات صحية بكفر الشيخ، مغلقة بـ«الضبة والمفتاح» ولم تقدم أى خدمات للبسطاء، رغم صرخات الأهالى بضرورة فتحها.
كوادر بشرية
لم يكن هذا فحسب، بل إن تلك الوحدات لم يتم تجهيزها بالأجهزة الطبية والفروشات والأثاث أو الكوادر البشرية حتى الآن، بالرغم من السنوات الطويلة التى مرت على إنشائها والانتهاء منها تماما إلا أنها لا تزال «خيال مآتة»، الأمر الذى أثار حفيظة المواطنين، ويهدد أرواحهم، وعلى رأس تلك الوحدات قرية «الثمانين» التابعة لمركز الحامول بمحافظة كفر الشيخ.
«نتعرض فى قرية الثمانين لإهمال شديد، ونعانى أشد العناء بسبب غلق الوحدة الصحية الموجودة بالقرية».. بهذه الكلمات بدأ عبدالرءوف فؤاد عبدالرءوف، حديثه، مؤكدا أن هناك حالات طارئة تحدث للأهالى مثل الحوادث، ونوبات المرض المفاجئة، خاصة لكبار السن والأطفال فى أوقات الليل المتأخرة، فلا يجدون من يسعفهم أو ينقذ حياتهم، فضلًا عن أن تلك الوحدة ستخدم 25 ألف نسمة، بالإضافة إلى الجوار «الطومبارى  علام ـ التعاون أول ـ التعاون ثانى  الشواشنية ـ العمرانية»، ما يعنى أنها ستخدم أكثر من 50 ألف نسمة.
كعب داير
وقال: إن ذلك يتسبب فى بعض الأحيان فى تدهور الحالات المرضية، خاصة أن أقرب وحدة صحية لهم يترددون عليها تبعد عنهم 3 كيلو مترات بقرية التفتيش أبوسكين، والخدمات الطبية فيها تكاد تكون معدومة تماما، الأمر الذى يجبرنا على الذهاب لمستشفى الحامول المركزى حال وجود حالات خطرة، وهو يبعد عن القرية 10 كيلو مترات.
ويلفت محمود حمدان، من أبناء القرية، إلى أن إغلاق الوحدة الصحية يؤكد عدم الاهتمام بنا والتهميش الذى نتعرض له، مستنكرا إغلاق الوحدة الصحية منذ سنوات دون أن يتحرك ساكن لدى المسئولين، مناشدا جميع القائمين على المنظومة الصحية بسرعة تجهيز الوحدة وافتتاحها لخدمة أهالى القرية والقرى التابعة لها، وعدم تركها كالبيت المهجور.
تجهيزات غائبة
ويؤكد الحاج عادل، عمدة قرية الثمانين، أن وحدة المستقبل الصحية بقرية «الثمانين» تم إنشاؤها وتسليمها منذ سنوات كثيرة ضمن عدد من الوحدات الصحية الأخرى بمدينة الحامول، وهما: «النصرية ـ خالد بن الوليد ـ عزبة نيل» وغيرها، وإلى الآن لم يتم تشغيل كل هذه الوحدات وعلى رأسها وحدة المستقبل بقرية «الثمانين».
وأضاف: ولا نعلم حتى الآن لماذا لم يتم افتتاحها حتى الآن، أو تجهيزها وفرشها بالأثاث أو المعدات والأجهزة الطبية، لخدمة المرضى من مواطنى القرى التابعة لمركز ومدينة الحامول، الأمر الذى يجبر الأهالى إلى الذهاب لأقرب وحدة صحية حتى فى أبسط الأسباب، كلدغات العقارب والثعابين.
إهمال مسئولين
إلى ذلك قال اللواء إبراهيم عبدالعزيز القصاص، عضو مجلس النواب عن دائرة الحامول: إن الوحدة الصحية بقرية «الثمانين» من أقدم الوحدات فى مركز الحامول، لكن كان مقرها فى قرية التفتيش، وعندما كنا نطالب بإنشاء وحدة صحة فى «الثمانين» كان المسئولون يقولون إن القرية بها وحدة صحية، وهذا على خلاف الحقيقة، لأنها موجودة على الأوراق فقط.
أزمة اسم
وتابع: وقمنا بإقناع المسئولين أن وحدة الثمانين تم إنشاؤها بقرية التفتيش، وقرية الثمانين ليس بها أى وحدات صحية، ومن هنا تمت الموافقة على إنشاء وحدة صحية بالقرية، وبالفعل تم إنشاؤها فى عهد الرئيس الأسبق حسنى مبارك، وأطلقوا عليها اسمه، ومنذ نشأتها حتى الآن وهى مغلقة تمامًا ولم تدخل الخدمة بعد.
ولفت القصاص إلى أنه تقدم بطلب تشغيل الوحدة الصحية فور توليه عضوية مجلس النواب، إلا أن المسئولين أكدوا أنه لابد من تغيير اسم الوحدة، وبالفعل قمنا بتغير اسمها من وحدة «مبارك الصحية بالثمانين»، إلى وحدة «المستقبل الصحية»، ومع ذلك لم يتم تشغيلها، فالتقيت الدكتور أحمد عماد الدين، وزير الصحة، شخصيا أكثر من مرة، ووعدنى فى أسرع وقت ممكن بأنه سيتم فرش الوحدة وتجهيزها وافتتاحها لخدمة المرضي، وحتى الآن لم يفعل شيئًا.
مجرد وعد
وتابع: وقمت بتقديم طلب مباشر فتم التأشير عليه إلى الرعاية الأساسية، فقامت الرعاية الأساسية بعمل مكاتبة لشركة «وادى النيل» المسئولة عن فرش الوحدة الصحية بالثمانين، وحتى الآن الوحدة مغلقة ولم يصلنى أى رد، علما بأن المبالغ التى سيتم شراء المعدات بها لوحدة الثمانين تم صرفها بالفعل.
من جانبه قال الدكتور محمد يونس، مدير إدارة التخطيط بمديرية الشئون الصحية بكفر الشيخ، فى تصريحات خاصة لـ«روزاليوسف»: إن وحدة المستقبل بقرية الثمانين التابعة لمدينة الحامول، تم إدراجها ضمن الخطط منذ فترة طويلة بالمديرية، لكن الاعتماد المالى والطرح لا يكون إلا  عن طريق وزارة الصحة، وبالفعل تم اعتمادها من قبل الوزارة وإنهاء جميع الإجراءات والأوراق الخاصة بذلك، وتم إدراجها فى خطة هذا العام «2017 ـ 2018» للفرش والأثاث وباقى التجهيزات، وسيتم تجهيزها فى أقرب وقت ممكن.