الأربعاء 8 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

السفير محمد العرابى رئيس لجنة العلاقات الخارجية فى البرلمان لـ«روزاليوسف»: «1-2»

السفير محمد العرابى رئيس لجنة العلاقات الخارجية فى البرلمان لـ«روزاليوسف»: «1-2»
السفير محمد العرابى رئيس لجنة العلاقات الخارجية فى البرلمان لـ«روزاليوسف»: «1-2»




كتبت - أمانى عزام

 

«السيسى» حكم مصر فى أصعب فترات تاريخها والعالم ينظر إلينا كقوى راسخة يجب الاستماع لها

4 سنوات مرّت على حكم عبد الفتاح السيسي فى ولايته الأولى، أولى خلالها الرئيس اهتمامًا كبيرًا بالسياسة الخارجية، لاستعادة دور مصر المحورى فى منطقة الشرق الأوسط، ووضعها على الطريق الصحيح، بعد الوهن الذى أصابها خلال فترة حكم جماعة الإخوان الإرهابية، لذلك رأت «روزاليوسف» أنه من الضرورى أن تناقش تلك الملفات مع السفير محمد العرابى، وزير الخارجية الأسبق، ورئيس لجنة العلاقات الخارجية بالبرلمان، ليحدثنا ويفند لنا ما أنجزه الرئيس السيسى فى شأن السياسة الخارجية، ويسلط الضوء على أهم الملفات التى حظيت بالاهتمام فى عهده، قبيل انتهاء ولايته الأولى.
«العرابى» أكد خلال حواره معنا أن فترة حكم السيسى كانت الأصعب فى تاريخ مصر، وفى تاريخ أى رئيس جمهورية، مضيفا أنه استطاع بحكمته وحنكته العبور بها إلى بر الأمان، وأشار «العرابى» إلى أن الرئيس يتمتع بقدر كبير من المنطق والدراسة، جعلاه يُطبق استراتيجيات حديثة فى التعامل مع الشباب والعالم الخارجى، واستحداث علوم تستحق أن تدرس فى الجامعات الدولية.. وإلى نص الحوار.
■ بداية.. حدثنا عن تطورات العلاقات المصرية الخارجية التى حدثت فى عهد الرئيس السيسى؟
- تولى الرئيس الحكم فى ظروف صعبة للغاية، فالصعوبات التى واجهها السيسى لم يقابلها أى رئيس جمهورية حكم مصر فى السابق، حيث إنه تولى البلاد فى مرحلة كان العالم بأكمله مُترقباً ومُتربصاً بمصر، ولكنه استطاع بأسلوب أكثر من دبلوماسى أن يُصفى جيوباً كثيرة جدًا من الغل والحقد على مصر، ويُنشئ علاقة بدأت من تحت الصفر مع العالم كله، فى ظل ظروف معقدة جدًا داخليًا وإقليميًا ودوليًا، وبالتالى فإن الأربع سنوات الماضية فى رئاسته هى الأصعب فى تاريخ مصر، والتاريخ سيكتب ذلك.
وفى الوقت ذاته تحملت الدبلوماسية المصرية بقيادة الرئيس السيسى الكثير، وفتحت أبواب أكثر، فى ظل نضال يومى مستمر مع مشكلات مزمنة ومتعددة، وموقف إقليمى مُعقد للغاية لا يبشر بانفراجة حقيقية، إضافة إلى المشاكل الجديدة التى بدأت الآن تطفو على السطح.
■ كيف تقيم تجربة مؤتمر شباب العالم فى التعريف بثقافة مصر ودمج الحضارات والتجارب؟
- دون أى مجاملات..فكرة رائعة يُمكن أن تكون سلاحا قويا جدًا تستخدمه مصر بطريقة ناعمة للوصول إلى أهداف كثيرة، لذلك أحيى من فكر ونفذ هذه الفكرة، لأن ماجرى فى شرم الشيخ من جذب شباب من جميع أنحاء العالم هو علم يدرس فى الجامعات بالخارج اسمه ENTER culture COMMUNICATIO قديمًا اعتدنا أن نجرى حوار أديان بين الكبار، وحوار ثقافات بين وزراء الثقافة، ولكننا فى هذه المرة جئنا بالشباب والقاعدة التى ستنمو فيما بعد وتشكل القيادات المستقبلية، ولذلك أحيى هذا المؤتمر وأرى أنه أهم الأشياء التى قمنا بها فى مصر والمنطقة، وأدعو أن يكون لقاءً سنويًا، وأن يحظى بدعم منظمات الأمم المتحدة، والجامعة العربية، والاتحاد الأفريقى، الآن أصبح لدينا مفهوم جديد اسمه «الشباب العابر للحدود»، وهذا عمل رائع لوكنا جئنا بأساتذه وفلاسفة وشيوخ وقساوسة لينسقوا مع بعضهم لإخراج منتج بهذه الجودة فلن يتمكنوا من هذا لأن المؤتمر خاطب المعنيين بالأمر فعليًا.
■ مصر نظمت العديد من المؤتمرات العالمية الهامة مثل إعمار غزة والمؤتمر الاقتصادى وسلسلة الشباب كيف تقيم هذه التجربة؟ وما مدى نجاحها خارجيًا من وجهة نظرك؟
- أنا أؤيد هذه الفعاليات، هناك سياحة تعرف بسياحة المؤتمرات وبالتالى فهذا يعد تنشيطًا للسياحة، خاصة أن السياحة تعتبر مصدر الدخل الرئيسى لمصر وأى إهمال لها يؤثر سلبيًا على قاطرتنا الاقتصادية، ولذلك يجب أن نبارك كل هذه الخطوات ونؤيدها، وسوف يعقد مؤتمر كبير حول التعاون الاقتصادى فى أفريقيا فى 7 ديسمبر.
■ أزمة سد النهضة من أبرز الأزمات التى تواجهها مصر فى ملفاتها الخارجية؟ كيف كانت أزمة سد النهضة قبل تولى الرئيس السيسى؟ وإلى أين وصلت تطوراتها فى عهده؟
- الأزمة قديمة بدأت قبل تولى الرئيس السيسى الرئاسة، ثم تفاقمت كثيرًا بعد ثورة 25 يناير، حيث انكفأت مؤسسات الدولة المصرية على المشاكل الداخلية وانغمست فى المطالب الفئوية، والتعقيدات الكثيرة التى كانت موجودة فى فترة حكم الإخوان البغيض، ما جعلها تهمل الأزمات والمشاكل الخارجية، مصر أصيبت بالوهن خلال هذه الفترة، فاستطاعت إثيوبيا استغلالها بشكل جيد لمصالحها وهذا مباح فى الدبلوماسية حيث يبحث كل بلد عن مصالحه، ولكن الأمر تجاوز المصالح وأثر على الآخرين بشكل يعد انتهاكاً لمواثيق كثيرة جدًا سواء كانت ثنائية أو إقليمية أو دولية.
■ كيف تقيم تعامل الرئيس السيسى مع هذه الأزمة؟
- الرئيس تعامل مع هذا الملف باستراتيجية جديدة ملخصها «لدينا حق فى الحياة وإثيوبيا لديها حق فى التنمية.. ويجب ألا يتناقض أو يتصارع الحقان بل يسيران معًا إلى ثقة تجعل الأمور سهلة فى التعامل مع هذا الملف الدقيق».
رغم أننا بنينا ثقة بالفعل مع الدولة الإثيوبية، وكانت هناك زيارات متبادلة على كافة المستويات معها، والرئيس كان حريصاً عليها، لكننا لم نحقق إنجازًا ملموسًا على مدار 4 سنوات، وهو ماعبر عنه وزير الخارجية مؤخرًا من تخوفات وقلق بشأن إطالة أمد الدراسات الاستشارية وغيرها فى حين أن الأعمال فى السد تسير بوتيرة سريعة جدًا.
■ برأيك كيف ترى التعامل الأمثل مع حل هذه الأزمة؟
- أعتقد أن هذا الملف يحتاج إلى مراجعة، ومصر ستكون بصدد إعادة نظر فى أسلوب التعامل مع هذه القضية الحيوية الخاصة بالأمن القومى المصري، وكما قال الرئيس السيسى لدينا حق فى الحياة ولن نتنازل عنه.
■ ما التطورات التى طرأت على العلاقات المصرية - الافريقية بعد أن ظلت مهملة طوال 30 عامًا فى فترة حكم الرئيس الأسبق مبارك؟
- العلاقات المصرية - الأفريقية لم تكن مهملة فى عهد مبارك، ولم تبدأ منذ 4 سنوات فقط، لأن الرئيس السيسى جاء وهو يمتلك رصيداً من العلاقات مع أفريقيا واستطاع بحكمته وحنكته أن يبنى على هذا الرصيد بسرعة، وبالتالى مصر أحدثت طفرة سريعة فى العلاقة مع الدول الأفريقية، ولكن مازالت هناك بعض المشاكل الموجودة.
■ ما أبرز هذه المشكلات؟
- الأسواق الإفريقية مازالت غير مطروقة بالنسبة لمصر نظرًا لصعوبة وسائل الاتصال، بالإضافة إلى انتشار الفساد فى بعض الدول،وتطلع الدول الأفريقية للتعامل مع دول الاستعمار القديم مثل بريطانيا وفرنسا وإسبانيا والبرتغال، وهو ظهر جليًا فى انتخابات اليونسكو الأخيرة، نظرًا لأن الدول الأفريقية تنظر باهتمام كبير ناحية الدول التى كانت تستعمرها، وفى الوقت ذاته لديها التزام استراتيجى بحمايتها فى المرحلة الحالية، وبالتالى لايُمكننا إنكار أهمية العلاقات مع أفريقيا، وضروة إعادة النظر فيها لنصبح أكثر تأثيرًا لديها، خاصة أن تجربة اليونسكو أثبتت أن هناك ارتباطات قد تكون أهم بالنسبة لدول أفريقيا من الالتزام بقرارات القمم الأفريقية.
■ كيف ترى نجاح الدبلوماسية المصرية فى حل العديد من الأزمات التى واجهت الوطن وعلى رأسها أزمة جوليو ريجينى؟
- مصر اتخذت مواقف دبلوماسية مبنية على منطق وتمسك بالموقف المصرى تحت أى ضغط، وهو ما أنتج هذا التعامل الجيد فى موضوع ريجيني.
■ وماذا بشأن إدارة أزمة سقوط الطائرة الروسية؟
- لم أكن أتوقع من الصديق الروسى هذا التعنت والمبالغة فى موضوع المطارات، لذلك أدعو السلطات المصرية أن تتوقف عن الحديث عن إنجازاتها وقوة تأمينها للمطارات المصرية لأن مطاراتنا تُطبق أعلى درجات الأمن فى العالم، أنا أجوب معظم دول العالم لم أرى استعدادات أمنية مثل التى تحدث فى مصر، وبالتالى فإن قدوم وفد روسى أمنى أصبح ليس له محل ونحن قدمنا مالدينا وأهلًا وسهلًا بهم فى أى وقت عندما يريدون زيارة مصر.
■ مصر والسودان شقيقتان تربطهما روابط تاريخية عظيمة رغم الخلافات الطفيفة التى حدثت على السطح؟ كيف ترى إدارة الملف الخاص بعلاقة البلدين فى عهد الرئيس السيسي؟
- أنا مؤمن تمامًا بأهمية العلاقة بين البلدين، والشعبان المصرى والسودانى اختارا طريقهما بغض النظر عن أى خلافات سياسية تحدث بين المسئولين، ولذلك أعلنت منذ عدة أيام عن تدشين جمعية صداقة مصرية - سودانية على المستوى الشعبى بعيدًا عن الرسميات والخلافات، فالشعوب ترغب فى التعايش والاستمرار بعيدًا عن خلافات الحكومات.
■ حدثنا بشكل أوسع عن هذه المبادرة؟
- نحن زرنا السودان فى 2015 تلبية لدعوة الأشقاء السودانيين الذين انضموا لهذه الجمعية وكانوا أشهروها فعليًا هناك، كنا وفداً مكوناً من 4 برلمانيين و6 طلاب مصريين لايعلمون شيئًا عن هذا البلد، لذلك كانوا خائفين للغايةعند الزيارة، وعندما عادوا كانوا يبكون لأنهم شاهدوا بأعيونهم مدى الحب الذى يكنه السودانيون لمصر وشعبها.
أجرينا خلال الزيارة لقاءات عظيمة جدًا، لذلك شعرنا أنه آن الأوان لرد الجزء المصرى فأعلنا عنها وسيكون الرئيس السودانى السابق المشير سوار الذهب هو الرئيس الشرفى لهذه المجموعة، لما يحظى به من تقدير لدى الشعبين.
■ ما هدف المبادرة ولماذا حرصتم على اصطحاب شباب فى المبادرة؟
- لايُمكن لدولة أن تقوم بسواعد الشباب فقط أو بعقول العجائز فقط، لابد من أن نأخذ بأيديكم ونصطحبكم معنا فى كل مكان، لأنكم ستكونون مسئولين يومًا ما عن إدارة هذا الوطن، وسنكون قد قصرنا فى حقكم لأننا لم ننقل إليكم الخبرة التى صرفت علينا بلادنا أموالًا طائلة لنحصل عليها ونصل إلى هذا الوضع والمكانة، وبالتالى يجب علينا رد الدين الذى علينا تجاه الشباب وإثقالهم بالخبرة.
■ ما معايير اختيار الشباب الذين شاركوا فى الوفد؟
- انتقيناهم عشوائيًا دون وسائط أو شروط، وقتها كانت الدكتورة هالة السعيد تشغل منصب عميد كلية الاقتصاد والعلوم السياسية، وكانت شخصية استثنائية لديها اتصال قوى بالطلاب، فرشحتهم، وبعضهم لم يكن يمتلك ثمن تذكرة السفر، وساندناهم، ولكن راعينا أن يكون لهم قدرة على تمثيل مصر جيدًا بالخارج، والتعبير عن بلدهم وأنفسهم، وبالفعل أعطيناهم فرصة للحديث مع رئيس مجلس النواب السوداني، ووزير الخارجية.
■ كيف تقيم دور الدبلوماسية المصرية فى التعامل مع الملف السودانى؟
- تعاملت بشكل جيد للغاية فى ظل وجود بعض التجاوزات من بعض المسئولين الأشقاء فى السودان، ولكن مصر دائمًا تتمتع بقدر كبير من الحكمة والرصانة.
■ الرئيس السيسى تربطه كيمياء قوية بالعديد من زعماء العالم الذين أعلنوا عن ذلك رسميًا مثل بوتين وترامب وماكرون..فما تفسيرك لذلك؟
- دون مجاملة أو تجميل السيسى إنسان بسيط ومهذب جدًا، ولديه منطق ودارس للملفات دراسة عميقة، عندما تحدث عن حقوق الإنسان فى مصر خلال المؤتمر الصحفى مع الرئيس الفرنسى استخدم منطقاً يستطيع أن يصل من خلاله إلى الآخرين، فهو يدرك تمامًا كيف يتعامل مع الأجنبى بشكل يختلف عن العربى والمصرى، منطقه يتماشى مع الحالة والمكان الموجود فيه وبالتالى أنا أعطيه درجة قدير، ولكن قدره أنه جاء فى وقت صعب للغاية.