الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا

السفير محمد العرابى عضو لجنة العلاقات الخارجية فى البرلمان لـ«روزاليوسف»: «2-2»

السفير محمد العرابى عضو لجنة العلاقات الخارجية فى البرلمان لـ«روزاليوسف»: «2-2»
السفير محمد العرابى عضو لجنة العلاقات الخارجية فى البرلمان لـ«روزاليوسف»: «2-2»




كتبت - أمانى عزام


«السيسى» أعاد تشييد علاقة مصر المتوازنة مع أمريكا وروسيا والصين


نستكمل اليوم الجزء الثانى من حوار «روزاليوسف» مع السفير محمد العرابى وزير الخارجية الأسبق، وعضو لجنة العلاقات الخارجية بالبرلمان، الذى نركز خلاله على تحركات مصر الخارجية وإنجازاتها الدولية، ونسلط الضوء على أهم الملفات التى حظيت باهتمام الرئيس السيسى خلال ولايته الأولى.
«العرابى» أكد أن مصر لعبت دورًا مهماً فى حل قضايا وأزمات الشرق الأوسط، وحذر من الظروف الصعبة التى تمر بها المنطقة العربية، مشددًا أنها تتطلب مزيدًا من الحوار الاستراتيجى العربى، للتصدى للمؤامرات التى تُحاك ضد العرب.
وإلى نص الحوار..


■ كيف ترى التغيرات التى حدثت فى العلاقات المصرية - الأمريكية فى عهد السيسى وترامب؟
- العلاقة مع أمريكا لها طابع خاص جدًا فهى متنوعة ومتشابكة وتحمل عناوين كثيرة، وبالتالى فهى خاضعة لتحليل دقيق دائم ومستمر، ودائمًا يكون هناك صعود وهبوط فى العلاقة دون الإضرار بالعنوان الكبير الذى يؤكد أن العلاقة بين البلدين استراتيجية أساسية مهمة للطرفين.
بالطبع هناك طفرة فى العلاقات المصرية - الأمريكية حدثت فى عهد الرئيس السيسي، ولكن هذا لا يدعنا ننجرف عاطفيًا بأن كل شىء سيبقى على مايرام، لأن أمريكا دولة كبيرة لها استراتيجيتها، ومصر أيضًا دولة كبيرة فى المنطقة ولها اهتماماتها وأولوياتها، وبالتالى يجب أن نتوقع من حين لآخر أن يكون هناك صعود وهبوط للعلاقة فى العديد من الملفات.
■ كيف ترى شكل العلاقات المصرية الصينية فى عهد الرئيس؟
- العلاقات مع الصين تطورت كثيراً وتوجت بدعوة الرئيس السيسى باجتماع دول البريكس هذا يعتبر انجازاً كبيراً واعترافاً بحجم مصر السياسى والاقتصادى لانها من اهم المجموعات الاقتصادية كان يعكس تمسك الصين بعلاقاتها مع مصر وهو ما ظهر جلياً عند تنازل المرشح الصينى فى انتخابات اليونسكو لصالح المرشحة المصرية.
■ ما هى إيجابيات زيارة الرئيس لفرنسا ولقائه بماكرون؟
- زيارة الرئيس لفرنسا تأسيس لعلاقة مصرية - فرنسية جديدة فى عهد إدارة حديثة كانت إلى حد ما خطوطها وملامحها غير واضحة خلال الفترة الماضية، وبالتالى فإن الزيارة كانت مهمة جدًا وفى توقيت مهم، لأنها أكدت أهمية العلاقة بين البلدين، وضروة المحافظة على قوة الدفع الخاصة بها، وأسست لعلاقة قوية جديدة.
■ كيف ترى نجاح الرئيس السيسى فى إقناع المانيا بثورة 30 يونيو بعد أن كانت أكثر الدول مساندة للإخوان؟ وماتبعها من زيارة ميركل لمصر؟
- تماسك الوضع الداخلى فى مصر، ودورها النشط فى مكافحة الإرهاب، والهجرة غير الشرعية، جعل ألمانيا تنظر للدولة المصرية على أنها قابلة للحياة، وتستطيع أن قوم بأدوار فاعلة ورئيسية فى مشاكل تهدد أمن أوروبا نفسها، وهذا ما دفعها لإعادة النظر فى سياستها تجاه مصر والتعاون مع الرئيس السيسى.
■ ماذا عن علاقة مصر بالفاتيكان وزيارة البابا فرانسيس لها لأول مرة؟
- العلاقة بين مصر والفاتيكان لم تقتصر فقط على زيارة البابا فرانسيس، حيث ذهب شيخ الأزهر أيضًا لحضور عدد من المؤتمرات، وهذا يمثل القيمة الحقيقية لمصر وتمتعها بالتسامح وقبول الآخر والاعتراف بالجميع، كما يعكس إدراك مصر أن التعاون والتسامح يجب أن يكونا سمة العصر لأنهما الوسيلة الحقيقية للتقدم والرفاهية والرخاء، وليس التطرف والغل الموجود لدى بعض الأطراف الأخرى والذى يجلب الدمار والموت.
■ ما الدور الذى لعبته الدبلوماسية المصرية لإرثاء هذه القيم؟
- الدبلوماسية المصرية تتبع أسلوبا أخلاقيا منفتحا فى التعامل مع جميع دول العالم، ليس لديها حواجز أو تمييز تجاه دول معينة سواء فى عدم التعاون معها أو الانفتاح عليها، نحن نتعامل مع الجميع برغبة كبيرة فى التعاون، فالخارجية المصرية تتعامل بقيم أخلاقية نابعة من تقاليد ثقافية وحضارة قائمة على التنوع وقبول الآخر، والتعاون معه، والتعامل مع الآخرين بقدر كبير جدًا من الندية والشعور بأننا على قدم المساواة ويجب دائمًا أن نتعامل من هذا المنطلق.
■ ماذا عن الدور الذى لعبته مصر فى المصالحة الفلسطينية؟
- دور مصر مهم قائم على وعى استراتيجى كبير جدًا من الجانب المصري، يوضح أهمية التعامل مع دولة وكيان قائم على الحدود معنا لا يمكن تجاهله أو الدخول معه فى عداء مستمر، وضرورة إيجاد حلول لأى مشاكل، والمصالحة كانت خطوة مهمة جدًا وحاسمة أثبتت أن الملف الفلسطينى يحظى دائمًا باهتمام الدولة المصرية التى تسهل التقدم فيه، والجميع يدرك هذا سواء كانوا أصدقاء أو أعداء.
بالطبع صعوبة الظروف الإقليمية ساعدت على إتمامها، حيث أدرك الفلسطينيون ضرورة استعادة مصر، وأنها الدولة التى يستطيعون أن يرتكنوا إليها ويتعاملون معها فى هذا الملف الحساس الذى يوحد صفوفهم.
■ حدثنا عن دور مصر فى حل الأزمة الليبية؟
- معقدة للغاية لايمكن التوقع بالوصول إلى حل فيها قريبًا، بالطبع هناك جهود مصرية قوية ومثمرة على الأرض، ولكن الأزمة الليبية مازالت أمامها وقت طويل جدًا للوصول إلى حل، وهذا يمثل عبئا استراتيجياً وعسكرياً وسياسياً كبيراً على عاتق الجانب المصري، ولكن مصر قادرة على معالجة هذا الأمر.
■ ماذا عن دور مصر فى حل الأزمة السورية واحتواء كافة التيارات المتناحرة؟
- مصر بذلت جهدًا كبيرًا وكان لها موقف ثابتًا منذ البداية فى 2011 وهو ماساهم فى تعزيز دورها وإضفاء قدر من الثقة والمصداقية عليه،وبالتالى مصر لعبت دورًا مهماً فى الأزمة السورية وإسهاماتها واضحة يقدرها الجميع، ونتمنى أن يكون لها دور فى التشكيلة النهائية للحل لأن هناك بعض القوى الدولية تتحين لوضع قوى إقليمية أخرى فى المعادلة مثل إيران وتركيا، لإبعاد مصر عن الحل المقبل، لذلك يجب أن ننشط فى العمل على هذا الأمر بالتعاون مع روسيا.
■ الدول العربية وقفت إلى جوار مصر وساندتها كثيرًا عقب اندلاع ثورتى 25يناير و30 يونيو..فكيف تقيم شكل العلاقات المصرية مع أشقائها العرب فى عهد الرئيس السيسي؟
- هناك انجاز كبير حدث فى العلاقات المصرية على المستوى العربي، ولكن يبدو أنه ليس مقدراً لنا أن نترك على هذا التوافق واقتراب وجهات النظر، هناك دائمًا من يحاول غرس الخلافات والمشاكل بين الدول العربية وبعضها البعض.
■ ما أبرز هذه المشاكل ؟
- الوضع فى العالم العربى يمُر بمرحلة صعبة للغاية، فى ظل الأحداث التى تجرى فى المنطقة، بداية من بوادر داعش، وصعود السيطرة الإيرانية فى بعض دول المنطقة، وسرعة الانتقال من مرحلة إلى مرحلة، بالإضافة إلى وجود مشاكل كثيرة وطويلة الأمد لم تحل، مع بداية خلق مشاكل جديدة فى دول أخرى.
كل هذه المؤشرات تشير إلى أن المرحلة المقبلة قلقة وخطيرة للغاية، خاصة فى ظل وجود فراغ سياسى فى بعض الدول، وفراغ آخر سينشأ فى دول أخرى، بالإضافة إلى بعض الدول التى تلعب دور الثغرة فى الجسد العربي، والبعض الآخر يحاول توسيع هذه الثغرة وبالتالى فإن هذه المرحلة تقتضى ضرورة وجود وعى وحوار استراتيجى عربى ولاتظل الأمور معتمدة على سياسة فردية لدولة ما تضر المنطقة وتجرها إلى عواقب وخيمة، ولكننى لا أرى هذا.
■ برأيك ما أسباب كل هذه الأزمات؟
- كنت من أنصار عدم الاعتراف بنظرية المؤامرة ولكن من الواضح أننا نستهلك فى مؤامرات ويُستخدم معنا أساليب كثيرة من الإخوان، وداعش، وإيران لنصل إلى مرحلة الفوضى بأى وسيلة وأى ثمن.
■ برأيك كيف يمكن مواجهة هذه المخاطر؟
- لابد أن تتمتع الدول العربية بوعى كبير، وتجلس على موائد حوار استراتيجى أكثر ليس بالضرورة أن يكون على مستوى الرؤساء والحكام، الخطر داهم والحدود السياسية لن تحمى أحد وبالتالى يجب أن نتعامل بفكر ومقدرات واحدة لمواجهته، لايوجد شىء يقول إن دولة تمتلك قوى اقتصادية وسياسية وعسكرية ستكون فى مأمن من الخطر لأنه عابر للحدود، ولايوجد أحد فى أمان تام يجب أن نتعامل مع بعضنا البعض بشكل أكثر مواجهة وصراحة.
■ كيف ترى حصول مصر على عضويات مجالس دولية مثل مجلس الأمن رغم ما شهدته من أزمات خلال الفترة الماضية؟
- بالرغم من المشاكل المصرية الداخلية والإقليمية لكنها مازالت هى مصر، ومازال العالم ينظر إليها كقوى راسخة يجب الاستماع إليها.
■ كيف ترى ترأس مصر للجنة مكافحة الإرهاب فى مجلس الأمن؟
- أمر جيد للغاية.. ولكن اسمحى لى ماذا فعلت لجنة مكافحة الإرهاب؟ ولاحاجة!!
■ هل هذا يعنى أنك غير راضِ عن أدائها؟
- بالطبع لأن معالجة الإرهاب فى إطار دولى لم تصل إلى الجدية التى تتناسب مع خطورة الظاهرة، ولم يكن للجنة خطوات حاسمة فى مكافحة، رئاسة اللجنة لابد أن يتوافر معها إرادة سياسية من كافة الدول الموجودة وعلامات واضحة لمكافحة الإرهاب.
■ برأيك التقصير من القائمين على اللجنة؟ أم من عدم تعاون باقى الدول معهم؟
- للأسف العمل الجماعى الدولى لم ينضج بعد، ولم يصل إلى حلول صحيحة ذات فاعلية، فهو تجميلى أكثر من أنه واقعى على الأرض.
■ هل هناك دول تُعاون مصر فى حربها ضد الإرهاب؟ وكيف يتم هذا التعاون؟
- بالطبع لا يوجد.. مكافحة الإرهاب تحتاج تعاونا وتنسيقاً فى نظام جمع المعلومات، وللأسف هذا الموضوع لم يصل إلى مستوى يتناسب مع خطورة مايحدث، ويجب أن نتوقع كما قال الرئيس أن يكون هناك توافد من الجماعات الإرهابية التى ستخرج من الشام إلى منطقتنا عبر ليبيا، الفترة المُقبلة صعبة، ولكننى أرى أن التعاون الدولى فى هذه النقطة مازال قاصرًا ويحتاج إلى جهود أكبر خاص فى مجال المعلومات، ثم تجفيف عناصر ومنابع الإرهاب.
لايُمكن هزيمة الإرهاب عسكريًا فقط ولا فكريًا فقط، ولا اقتصاديًا ولا من خلال التمنية، ولكن يجب تجفيف منابعه وقطع النقاط التى يتغذى عليها واجتثاثها من جزورها، طالما مازالت هناك شرايين إرهاب موجودة فسيتغذى عليها للأسف هو أسرع من الحكومات.
■ كيف ترى تصدى مصر لمؤامرات الدوحة؟ وإلى أين وصلت تطورات الأزمة القطرية؟
- الأزمة القطرية من الأزمات التى ستعيش فترة طويلة، ولانتوقع أن نصل لحل فيها قريبًا، ويبدو أن هناك أزمات أخرى ستطفو على السطح فى العالم العربى تغطى على أزمة قطر، ولكننى أرى ضرورة أن نكف عن الحديث عن قطر كإعلاميين وسياسيين، ولانضعها كنقطة محورية فى سياسات الدول الأربعة، «قطر حاجةهامشية لاتستحق كل هذه المساحات من التفكير والاجتماعات وخلافه»، ولكن لابد أن نعمل على تحجميها بالعمل.
للأسف صوت الرباعية القطرية لم يصل بعد إلى الآخرين، وهو ماظهر جليًا فى اليونسكو، هناك الكثير من الدول لاتقر بأن قطر دولة راعية وداعمة للإرهاب.
■ ما تفسيرك لهذا؟
- قطر تتمتع بنفوذ اقتصادى رهيب، عند الحديث مع سفراء أمريكا اللاتينية أو الدول الأوروبية، لايرونها دولة راعيلة للإرهاب، ويرجعون الأزمة إلى وجود خلافات سياسية معها، لذلك يجب علينا أن نصل لهم هذا.
■ ما الوسائل التى يجب أن نتبعها فى ذلك؟
- تشابك الأمر صعب للغاية خاصة فى ظل وجود دولة محورية مثل الولايات المتحدة الأمريكية تملك كل الخيوط والمعلومات ولكنها لن تتهم قطر بدعم الإرهاب إلا بالسبل التى تتبعها حاليًا بأن يصرح مسئول تصريح ما فيخرج آخر ليخفف من حدة هذا التصريح، لأن قطر ألمحت أنها تمتلك معلومات تضر بدول كثيرة.
■ كيف تقيم تجربة خوض مصر لانتخابات اليونسكو بصفتك المسئول عن الحملة؟
- لم نحصل على المنصب ولكننا نجحنا فى إدارة حملة محترمة أعطت لمصر وزناً وتقديراً كبيراً، ولكن فى النهاية انتخابات اليونسكو مليئة بقدر كبير جدًا من العيوب مثل سرية الانتخابات وهو أمر غير مفهوم وليس له أى تفسير، أدينا ماعلينا والمرشحة المصرية كانت على قدر عالِ جدًا من الكفاءة والتخصص والحرص على تقديم شئ جديد للمنظمة، ولكن الموضوع كان سياسيا بحتا وليس مرتبطا بكفاءة مرشحى الدول.
■ هل ترى أن سيطرة المال السياسى كانت سببًا فى إبعاد المرشحة المصرية؟
- قدر كبير منه كان يدور فى إطار الهيمنة الغربية التى تسعى دائمًا للسيطرة على اليونسكو، خاصة أن الفترة الماضية شهدت قدراً كبيراً من التسييس لأعمال المنظمة، وهناك بعض الدول وعلى رأسها الولايات المتحدة غاضبة من دخول دول فلسطين والقرارات الخاصة بالقدس وبالتالى كان من الطبيعى أن تقف بشدة ضد أى مرشح قادم من مصرلهذا المنصب.