الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا

محمد علام: تجديد 90 مدرسة..وتطوير 50 منهجا فى التعليم المهنى

محمد علام: تجديد 90 مدرسة..وتطوير 50 منهجا فى التعليم المهنى
محمد علام: تجديد 90 مدرسة..وتطوير 50 منهجا فى التعليم المهنى




حوار - نشوى يوسف


على الرغم من عشرات المبادرات التى طرحت لتطوير التعليم الفنى باعتباره القاطرة الوطنية القادرة على إعادة الصناعة المصرية إلى عرشها الذى تربعت عليه لقرون منذ عهد الفراعنة حتى الدولة المصرية الحديثة، إلا أن مصر تعانى فى الوقت الحالى من فجوة حقيقية فى الربط بين مخرجات هذا التعليم والحاجات الحقيقية لسوق العمل.
«روزاليوسف» فتحت الملف الشائك مع اثنين من كبار المتخصصين فى التعليم الفنى والمهنى، وذلك بحكم مشاركتهم فى محاولات التطوير المستمرة التى وصفها بالمسكنات التى سرعان ما يزول مفعولها بمجرد انتهاء ولاية كلاهما.
«عندما تصبح الصورة الذهنية للعلم غير محصورة فى فكرة الدكتور والمهندس»، جملة بدأ بها محمد علام مدير برنامج دعم إصلاح التعليم الفنى والتدريب المهنى الممول من الاتحاد الأوروبى والحكومة المصرية فى حواره لـ«روزاليوسف»، وأكد أن التعليم الفنى لن يتحسن إلا باتحاد الجهات المعنية به والتى تضم 26 جهة ترى جميعها أنها طرف به.
وأوضح أن التعليم المهنى يحتوى على 300 منهج، تم تطوير 50 منهجا منهم، مضيفا أنهم عملوا على مدار عام ونصف العام على دراسة السوق بشكل جيد، وأنشأنا نظاما جديدا يضم بيانات سوق العمل بالتعاون مع جهاز التعبئة والإحصاء، وهو الأمر الذى يمكن من خلاله تحسين صورة التعليم الفنى والتدريب المهني، والدخول فى مرحلة جديدة تساهم فى النهوض بالعملية الانتاجية فى مصر.. وإلى نص الحوار..
■ بداية ما الذى حققه برنامج دعم إصلاح التعليم والتدريب المهنى على مدى عامين ومدى تعاونكم مع المجتمع المدنى خلال هذه الفترة؟
- لقد تحقق الكثير حيث بدأنا بالبنية التحتية من خلال إحلال وتجديد 90 مدرسة فنية على مستوى الجمهورية وسنقوم بإحلال وتجديد 100 مدرسة آخرى على حسب الموازنة وتضم هذه المدارس عدة مجالات راعينا فيها التنوع ومن بينها الفندقة والمجال الفنى المهنى وورش الخراطة والمنسوجات والأعمال الحرفية وماكينات الخياطة والتريكو.
ثم قمنا بعمليات الميكنة والتأهيل ومراجعة عمليات الجودة فى المدارس والتفتيش على مدى تطبيقها حيث نتبنى برنامجاً إصلاحياً لإعادة الهيكل الداخلى للجودة بالمدارس بداية من تصميم المنهج.. وهناك حوالى 300 منهج فى التعليم المهنى طورنا منها حتى الآن 50 منهجا من خلال وثائق موحدة لأن هناك 26 جهة، كلها ترى أنهم طرف فى عملية التعليم المهني.
■ ما الأسس التى تعملون من خلالها لتطوير التعليم الفنى والتدريب المهني؟
- نحن نعمل من خلال 3 مكونات رئيسية.. المكون الأول هو «الحوكمة» وتحسين الصورة الذهنية عن التعليم الفنى والمهنى والمكون الثانى هو «جودة التعليم» بداية من البنية الأساسية مرورا بالمناهج وتحسين مستوى المدربين والمدرسين والمكون الثالث هو «تيسير سوق العمل» لتحديد العرض والطلب ومعرفة كل الأماكن التى تحتاج خريجى التعليم الفنى والمهنى بتخصصاته المختلفة ونعمل أن تكون المناهج متماشية مع متطلبات السوق. وكنا نعمل على مدى عام ونصف على دراسة السوق بشكل جيد.
■ ما الجهات التى تتعاونون معها فى هذا الملف؟
- نحن نتعاون مع عدة جهات حكومية وخاصة من بينها وزارة التربية والتعليم ووزارة التجارة والصناعة والتدريب المهنى والكفاية الإنتاجية والجامعة العمالية والمراكز التكنولوجية التى تضم 48 كلية على مستوى مصر والورش الفنية ومعاهد التدريب وقد خاطبنا كافة الجهات عن رغبتنا فى مساعدة المدارس التى تحتاج لتطوير وإعادة تأسيسها من جديد وإعداد الورش الخاصة بها فى شتى المجالات.

■ وهل يتم كل ذلك بمشاركة الحكومة؟

- برنامجنا معتمد على منحة مقدمة من الاتحاد الأوروبى قدرها 50 مليون يورو، تم تخصيص 12.5 مليون يورو منها لـ6 قطاعات من بينها البناء والتشييد والفندقة والمنسوجات وقطاعات مختلفة وكلٌ على حسب احتياجه والأولوية هنا للمدارس الفنية والمهنية والجانب المصرى يتحمل 67 مليون يورو.

■ كيف نحسّن التعليم الفنى والتدريب المهنى فى مصر؟ وكم من الوقت يستغرق ذلك؟
- تحديد فترة محددة درب من دروب المستحيل لأنك عندما تؤسس مثلا نظام لتطوير التدريب المهنى لابد أن يمر على دورة كاملة، فهناك من سيوافق عليه وهناك من سيرفضه لذلك لابد من مرور دورة كاملة على الخريجين بهذه المنظومة الجديدة والمخرجات حتى نقّيم هل نجح هذا النظام أم فشل وتقوم بالتعديل عليه فى حالة وجود إخفاقات لذا فإن تحديد المدة صعب للغاية لأن طلاب التعليم الفنى فى مصر أكبر من عدد طلاب الثانوية العامة كما أن تكلفة المدارس الفنية أكبر بكثير من تكلفة المدارس العادية.
■ وماذا عن تحسين التعليم الفنى ؟
- تحسين التعليم الفنى والتدريب المهنى يتطلب فى البداية التوافق بين كافة الأطراف والجهات العاملة على هذا الملف الشائك وإيجاد وسيلة ممنهجة للتعامل مع كافة الأطراف تتماشى مع الظروف التى تمر بها البلاد فى الوقت الحالى وتحديد الأولويات الملحة بالتنسيق والتشاور مع جميع الجهات المختصة وصياغة ذلك فى صورة قانون فعال وإيجاد إطار استراتيجى للعمل حتى لا يتحول المجهود المبذول إلى عمل مُهدر أو متكرر دون فائدة.
أيضا الجانب المهم هو تحسين الصورة الذهنية «لكى يدرك كل ذى حرفة بقيمة عمله، ومدى أهمية هذه الحرفة فى المجتمع، نحن سنوفر له التدريب اللازم فى أى مكان فى العالم ويرتقى من خلاله ويرشح لجوائز، وبالفعل نظمنا منذ فترة قريبة مسابقة على مستوى جميع المحافظات أفرزت 3000 مشروع وتم فلترتها ليصلوا إلى 59 مشروعاً وعندما رأينا هذه المشاريع لم نكن نصدق أن يعمل هؤلاء الناس بهذا المستوى من العلم بإمكانيات شبه معدومة ومنهم من تم طلبه بالاسم من خلال منح فى روسيا ودول أخرى.
ويضاف لذلك جودة التعليم بمختلف عناصره وأخيرا تيسير سوق العمل بحيث يتخرج الدارس يجد عملا ولا يجلس فى المنزل ونحن نعمل الآن على نظام جديد يضم بيانات سوق العمل بالتعاون مع التعبئة العامة والإحصاء.
■ وكيف نربط مخرجات التعليم الفنى والتطوير المهنى بما يحتاجه فعليا سوق العمل؟
- يتم ذلك من خلال النظام الذى ذكرته فى السؤال السابق حيث نعمل على توفير 500 جهاز كمبيوتر لعمل شبكة تربط احتياحات سوق العمل بالكامل وتحليلها وتوظيفها بطريقة علمية صحيحة إضافة إلى ربط ذلك بخريطة الاستثمار من خلال نوعية المصانع والعمالة المتوافرة على أن يتم حصر كل الأعداد بشكل كامل فى فترة زمنية لا تتجاوز عامين.
■ ارتباطا بذلك البعض يرى أن التعليم المزدوج هو الحل السحرى للتعليم الفني، ويرى آخرون أنه باب للعمالة الرخيصة بالمصانع، فما رأيكم؟
- هناك منظومة كاملة لملف التعليم المزدوج بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم وهناك اتفاقيات تمت بهذا الخصوص وهو تعليم جيد بشرط أن تخّرج دارساً مهنياً محترفاً يصبح مطلوبا فى سوق العمل فالخبرة هنا لها قيمتها ولها مردودها المادى والعملى ولن يكون رخيصا كما يقول البعض.
■ وماذا عن مدارس (مبارك - كول) التى تقوم بنفس هذا الدور؟
- نحن مهتمون بهذه المدارس وقد قمنا بمساعدة بعضها بالتعاون مع وزارة التعليم ودعمناها باللآلات والماكينات اللازمة بها إضافة للبنية التحتية وهناك جهات أخرى تساهم فى هذا المشروع.
■ هناك ارتباط وثيق بين التعليم الفنى من جهة وبين الصناعة والمشروعات الصغيرة من جهة أخرى.. أليس كذلك؟
- بالتأكيد وأنا مع مقولة أن إصلاح التعليم الفنى والتطوير المهنى يجعل الصناعة تستعيد عرشها فى مصر فالعمل والانتاج هما أساس التقدم فى كل دول العالم، فإذا كان لدينا عمالة ماهرة ومدربة سينعكس ذلك على وجود صناعة حقيقية تُخرج منتج جيد قادر على المنافسة، ولاشك أن التعليم الفنى والمهنى متداخل بصورة كبيرة مع المشروعات الصغيرة والمتوسطة، لأن هذه المشروعات تحتاج خبرات بسيطة سهلة التعلم ولديك تجارب تثبت ذلك حدثت فى الصين والنمور السبعة.