الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

«الطاعة».. سيف الأزواج البورسعيدية للهروب من «النفقة»!

«الطاعة».. سيف الأزواج البورسعيدية للهروب من «النفقة»!
«الطاعة».. سيف الأزواج البورسعيدية للهروب من «النفقة»!




بورسعيد ـ هبة وصفى

 

اشتهرت محكمة الأسرة فى شبرا وروض الفرج بمحكمة زنانيرى نسبة إلى الشارع الذى تقبع به المحكمة ورغم ما تناقلته الألسن وتسمعه الأذان من غرائب الخلافات الزوجية فى أروقة محكمة زنانيرى لا يختلف الحال فى محاكم الأسرة بباقى المحافظات، لكن ينقصها الاهتمام الإعلامى.
«روزاليوسف» تصدت للتناحر الأسرى والصراع المحتدم بين الأزواج وزوجاتهن فى بورسعيد، حيث تفرغ كل منهما للآخر وتعهد بالانتقام نظير سنوات الحب والعشرة.
معدلات الطلاق
كانت بورسعيد قد تصدرت  فى الـ10 سنوات الأخيرة المركز الأول على محافظات مصر فى معدلات الطلاق والخلع حيث بلغت 6.4% مقارنة بنسبة المتزوجين التى سجلت 12.3% ودعاوى الإنذار بالطاعة بنسبة 45% وفق بيانات جهاز التعبئة العامة والإحصاء.
وتعد أهم أسباب ارتفاع معدلات الطلاق أزمة الإسكان، حيث إن شرط الحصول على شقة من المحافظة كان وثيقة الزواج، الأمر الذى كان يدفع البعض إلى الزواج للحصول على شقة ثم يطلق الزوجة بمجرد الحصول عليها وبيعها واقتسام قيمتها، ويتزوج كل منهما من آخر، خاصة مع ارتفاع أسعار الشقق التمليك بالمحافظة فقد بلغ سعر الشقة فى المناطق الشعبية 300 ألف جنيه.
أزمة فى ليلة الدخلة
وخلال جولتنا بمحكمة الأسرة ببورسعيد، وجدنا المتنازعون فى انتظار حسم قضاياهم، والتقينا بـ«منى.م.أ» سيدة ثلاثينية وزوجها، وكأنها عجوز تخطو خطواتها بجسد نحيل، قائلا: «حكايتى بدأت من ليلة الدخلة مع زوجى فلم يستطع فض عذريتى وطلبت منه أن نذهب لطبيب لنجرى بعض الفحوصات لكنه تهرب، وذات يوم توجهنا مع والديه ووالدتى إلى أحد الأطباء لأتلقى أقصى صدمة فى حياتى أنه يعانى من مرض نفسى يمنعه من أداء واجباته الزوجية أو الإنجاب فطلبت منه طلاقى بشكل ودى منعا للفضيحة،لكن  اشترط تنازلى عن حقوقى المادية.
وفور أن انتهت من حديثها، قال الزوج «م.إ»: «أنا عملتلها كل حاجه طلبتها من شبكة وفرح ومهر وقائمة منقولات، لكنها طماعة وكاذبة وتدعى على بالباطل وبعد مرور شهرين فوجئت بإقامتها دعوى نفقة وطلاق للضرر، وأنا أحبها ولا أريد طلاقها لذلك تقدمت بدعوى طلبها فى بيت الطاعة، وهى كل همها بهدلتى فى المحاكم».
وبينما يقف رجل أربعينى عيناه تغمرها الدموع، وفى الجهة المقابلة له تقف زوجته، ينادى الحاجب على رقم القضية، أخذ الزوج ينظر لزوجته ويقول: «أنا معرفش هى عاوزة تسيبنى ليه أنا بحبها، إحنا بقالنا 14 سنة عايشين تحت سقف واحد، واتفاجأت أنها خدعتنى بإقامة دعوى للخلع منذ عام، على الرغم من إنى كتبت الشقة والعربية والمحل باسمها كما طلبت منى، ولدينا 3 أطفال، فهل جزائى أن تقيم ضدى دعوى خلع لأخسر كل شيء وتستحوذ هى على كل ممتلكاتى وأبنائى وأعيش فى الشارع؟».
وسريعا ما تجيب الزوجة: «إننى أخشى ألا أقيم حدود الله فقد استحالت الحياة بيننا وتلك الشقة والسيارة والمحل اشتريتهم من حر مالى، وهو لم يمهرنى إلا مقدم صداق «جنيه واحد» ومؤخر 5 آلاف جنيه، وأنا متنازلة عنه وأريد الخلع كى أربى أبنائى بعيدا عن الصراعات الأسرية»، فتصدر المحكمة قرارها بقبول دعوى الخلع شكلا وموضوعا.
أما «م.أ» فاستهلت حكايتها بتلك الجملة: «زوجى دمر حياتى وحياة بناتى، حيث كنت قد تزوجته إثر رغبته فى الحصول على شقة من المحافظة طبقا لشروط الإسكان، لكن خيانته فاقت كل الحدود، ورفعت دعوى طلاق للضرر ونفقة بعد زواج دام 10 سنوات مع زوج عبد لنزواته النسائية ولا ينفق علينا، وأخيرًا تعدى عليا بالضرب المبرح والطرد أنا وبناتى من مسكننا وتبديد قائمة المنقولات، ورغم حصولى على أحكام بإلزامه بالنفقة، لكن لم أتمكن من متابعة سير القضايا لتعثرى ماديا».
وتروى «مروة.أ» 25 سنة، قصتها فى أغرب دعوى طلاق للضرر وتبديد قائمة المنقولات ونفقة لعام 2017، قائلة: «تزوجت منذ 5 سنوات رجل يبلغ 32 عاما ويعمل فى الخليج، لكننى فوجئت ليلة الدخلة به يتركنى ويجلس على «اللاب توب» لمتابعة عمله حتى غلبنى النوم، بعد فترة طالبته بحقوقى الشرعية أجابنى قائلا: ريحى نفسك أنا مش راجل وضعيف جنسيا».
وأضافت: «أنا لم أنجب حتى الآن، وسافرت معاه الدولة اللى بيشتغل فيها، لكنى فوجئت أنه يصطحبنى فى حفلات للمتعة والجنس الجماعى لأنه «ديوث» وعاوز يبيعنى للرجال مقابل المال، لدرجة أنه فى يوم فاجأنى صديق زوجى وهو يدخل عليا المنزل، فأمسكت بسكين المطبخ وهددته بالقتل حتى رجع عن فعلته الدنيئة، ولما عدت إلى مصر وجدت أهله سرقوا مقتنيات شقة الزوجية كاملة».
لعبة القدر
وعلى غرار فيلم «الجلسة سرية» كانت قضية «سيد.س» وزوجته «سعاد.م»، حيث فوجئ الزوج بأنه عقيم، فى الوقت الذى صدمته الزوجة بنت العائلة العريقة بنسب طفل السفاح إليه، فقد سبق له الزواج مرتين وكاد أن يتبنى طفلاً ليرضى زوجته الأولى التى توفيت وتزوج بأخرى وأباح لها أنه عقيم فبدأت معايرته فطلقها، وساقه القدر إلى أرملة من أسرة عريقة، لكننى لم أبح لها أنى عقيم ففاجأته الزوجة بأنها حامل فى الشهر الرابع، فجاء رده: أبحثى عن أبيه الحقيقى فأنا عقيم، وطردها من الشقة، وبعد عدة أشهر قيدت الطفل باسمه، وما كان منه إلا أن حرر محضرا يتهم زوجته بالزنا والحمل بالسفاح، نافيا نسبه للطفل بعد أن قدم كل الأوراق والمستندات الدالة على صحة كلامه».
تسوية المنازعات
من جانبه قال مصدر مطلع بمحكمة الأسرة ببورسعيد، فضل عدم ذكر اسمه: إن الزوجة المسيحية تقيم دعوى خلع وفقا لقانون الأحوال الشخصية ويشترط تغيير الملة كى تدخل تحت مظلة أحكام الشريعة الإسلامية، ثم تقدم الشهادة وطلب الطلاق بمكتب تسوية المنازعات وإيداع مقدم الصداق لرده إلى زوجها، ثم تحال الدعوى إلى خبير نفسى واجتماعى للتوفيق بين الزوجين ثم إلى محكمين من الأزهر، ومن ثم الإحالة للمحكمة للبت بالحكم فى خلال 6 أشهر، ولا يحق لها النفقة أو مؤخر الصداق بخلاف دعاوى الطلاق التى تتراوح مدتها ما بين سنة و3 سنين، وقضية الخلع لا تخسرها الزوجة إلا إذا امتنعت عن رد المهر.