الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

الأزهر ينتقد سياسة عزل المحجبات بإسبانيا

الأزهر ينتقد سياسة عزل المحجبات بإسبانيا
الأزهر ينتقد سياسة عزل المحجبات بإسبانيا




كتب ـ صبحى مجاهد
انتقد مرصد الأزهر الشريف فى تقرير له عن أحوال المسلمين فى أوروبا سياسة العزل المتبعة فى إسبانيا للطالبات والمسلمات المحجبات، وكذلك قلة عدد المدارس التى تُدرس فيها التربية الدينية الإسلامية، وتطبيق نظام فصول العزل مع الطالبات اللاتى يرتدين الحجاب فى ظل المجتمع الإسبانى.

وقال تقرير الأزهر  إن تلك المظاهر لا تزكى روح التعايش بشكل كامل، بل ربما تعمل على إذكاء روح التعصب والإسلاموفوبيا وكلتاهما صورتان متشابهتان ينتج أحدهما الآخر ويدعمه. ويرى مرصد الأزهر أنه كما تتضافر الجهود لمكافحة التطرف ورفض كل أشكاله، فإنه من الأهمية بمكان وضع آليات لمكافحة الإسلاموفوبيا فى الدول الأوروبية، حيث إن خطاب الكراهية ضد المسلمين يساهم بشكل كبير فى انتشار الإرهاب بل ويساند بقوة استراتيجيات الجماعات المتطرفة وعلى رأسها داعش التى دائما ما تُبرر اعتداءاتها بحجة الاضطهاد الذى يتعرض له المسلمون فى الغرب.
وقال الأزهر: إن الجالية المسلمة فى أوروبا تعانى بشكلٍ عام من ظاهرة الإسلاموفوبيا التى انتشرت خلال الآونة الأخيرة، ومن الملاحظ أن المساجد هى الأكثر عرضة لمظاهر الإسلاموفوبيا حيث تضاعفت حالات الاعتداءات ضد المساجد بشكل كبير. كما وصل الأمر إلى الاعتداء البدنى على المسلمين خاصة السيدات اللاتى يرتدين الحجاب.
ووفقاً لبعض الدراسات وما أصدره مرصد الأزهر من تقارير، فإن المسلمين فى إسبانيا يحاولون الاندماج فى المجتمع بشكل جيد، إلا أن هذه الدولة - مثل المجتمعات الأوروبية- لا تخلو من وجود بعض المتطرفين على الجانبين، سواء من يؤيد الجماعات المتطرفة أو من يدعم خطاب الكراهية ضد المسلمين، والأمران يجب مكافحتهما معاً للوصول إلى التعايش والسلام المجتمعى.
ومؤخراً سلط التقرير السنوى الصادر عن المرصد الأندلسى واتحاد الجمعيات الإسلامية فى إسبانيا الضوء على محاولات الإندماج التى يقوم بها المسلمون فى المجتمع الإسبانى، هذا المجتمع الذى يتقبل فى مجمله وجود الآخر عموماً والمسلمين خاصة، على الرغم من وجود أقلية يؤرقها ذلك وتريد رسم صورة سيئة عن الإسلام والمسلمين.
الجدير بالذكر أن من بين المشاكل التى يواجهها المسلمون فى إسبانيا هى قلة عدد المدارس التى تُدرس فيها التربية الدينية الإسلامية، وكذلك عدم توظيف مدرسين جُدد، بالإضافة إلى أن هناك العديد من المدارس التى لا تهتم بتدريس مادة التربية الدينية الإسلامية إلا فى المرحلة الابتدائية فقط فى حين يواصل الطلاب غير المسلمين دراسة مادة التربية الدينية الخاصة بهم فى المراحل الأخرى المادة.
وقد أوضح التقرير أن مسلمى إسبانيا مستاءون من تطبيق نظام فصول العزل مع الطالبات اللاتى يرتدين الحجاب فى ظل المجتمع الإسبانى الذى ينادى بحرية المرأة. ويصف التقرير أن ما تقوم به بعض المدارس من عزل لهؤلاء الفتيات هو نوع من العنصرية والتمييز، وبالفعل فإن هناك بعض المدارس فى إسبانيا لا تقبل الطالبات المحجبات، ولا شك أن هذا الإجراء يعمل على إثارة الفتنة والتحريض على الرفض المجتمعى للآخر، إن الحجاب لم يكن أبداً عائقاً أمام الاندماج فى المجتمع، فعلى سبيل المثال هناك السيدة «حنان الحروب» معلمة محجبة حاصلة على جائزة المعلم العالمية. هناك بعض الأمور الأخرى التى يعانيها المسلمون مثل الصعوبات التى يجدها المسلمون فى دفن موتاهم ووجود بعض المستشفيات التى تقدم خدماتها فقط لغير المسلمين.
من ناحية أخرى، أصدرت المحكمة الوطنية قراراً يقضى بحظر ارتداء الحجاب فى السجون الإسبانية فى حالة تعذر تحديد هوية المتهم، وجاء هذا القرار رفضاً للطلب المقدم من المتهمة «سكينة أبو درة» المحبوسة فى سجن فالنسيا بعد إجبارها على خلع الحجاب واستبداله بمنديل يغطى الرأس فقط مع ترك الوجه مكشوفاً وكذلك الرقبة والأذنين، حتى لا يصعب تحديد هوية المتهم - بحسب ما جاء فى الحكم-، فيما رأت المتهمة أن هذا نوع من التمييز والعنصرية التى تمارس ضدها حيث إن الحجاب بما يشمله من تغطية العنق لا يحجب هويتها ولا يمثل إلا نوعًا من التضييق عليها، وهو ما قد يراه البعض مظهرا من مظاهر الإسلاموفوبيا والتمييز ضد المسلمين حتى فى السجون، مما يعزز نزعات التطرف عند من يميل إليه.