الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

فتح الله × حزب الله

فتح الله × حزب الله
فتح الله × حزب الله




كتب – وليد العدوى

 

فى الوقت الذى تحارب فيه الدولة المصرية ضد أطراف عدائية كثيرة فى الداخل والخارج، تجد من بعض أبنائها من لا يقدرون الموقف السياسى والظرف العصيب الاستثنائى الذى تعيشه البلاد، فلم يدرك مدافع الزمالك الدولى السابق محمود فتح الله الموقف الراهن مع جماعة حزب الله اللبنانية والموالية لأهل الشيعة ومن ورائها إيران (الشيطان الأعظم فى المنطقة)، وراح ينضم إلى فريق النجمة اللبنانى نادى حزب الله الأول والذى ينافس فى دورى الدرجة الأولى أو الممتاز، ليوقع لمدة موسم واحد ينتهى فى الصيف المقبل، ليحيط فتح الله الحاصل على بطولتى الأمم الأفريقية 2008 و2010 نفسه بعلامات الاستفهام فى وقت شائك وشديد الخطورة، كونه أحد رموز مجاله، فلم يكن فى يوما من الأيام لاعبًا عاديًا أو جاهلاً كما هو حال الكثير من نجوم الكرة المصرية، ليختار طريقه طواعية بعد سلسلة تجارب متعددة اختتمها مع ناديى القوات المسلحة طلائع الجيش والانتاج الحربى منذ رحيله عن الزمالك، ورغم أنه كان ومازال يمتلك عروضا إلا أنه اختار تجربة النجمة اللبنانى، دون تقدير لخطورة الموقف السياسى الراهن.
تنطلق الأندية الرياضية فى لبنان من واقع ولاءات ضيقة تنمو وتتسع دوائرها مع نموها واتساع محيطها، وتكون تلك الولاءات عائلية أو عشائرية أو طائفية أو دينية، ومع أن لبنان شهد تشابك مصالح، إلا أن التقسيم فى الرياضة بات واضحا منذ تأسيس مسابقة الدورى الممتاز عام 1934، ما بين شيعية وسنية ودرزية ومسيحية، وبطبيعة الحال تأثرت المسابقات وتحديدا كرة القدم بالاضطربات السياسية والأمنية، فضلًا عن صراع النفوذ بين الزعامات والكتل الطائفية، فنادى الانصار ذو قاعدة مسلمة سنية فى غرب بيروت، بينما يظهر الزخم الشيعى فى ناديى حزب الله (العهد والنجمة)، ولا يستبعد أن يكون الأخير قد تفاوض مع نجم الكرة المصرية من باب التطبيع، بالضبط كما تفعل الأندية الإسرائيلية مع لاعبين عرب ومسلمين ومصريين.
فى «روزاليوسف» فتحنا المجال لرد فتح الله المتواجد حاليا فى لبنان على السؤال المباشر: هل كنت تعلم أن نادى النجمة المنضم له حديثا هو نادى حزب الله؟ فأجاب قائلا «ليس لى علاقة بالسياسة، أنا لاعب كرة قدم فقط، تلقيت عرضا مناسبا، ووافقت عليه بدافع الرغبة القوية فى صناعة تحد جديد فى مشوارى الاحترافي، لكنى على الصعيد الشخصى أعيش بعض الظروف الخاصة بى، لذا أدرس العودة بقوة إلى مصر خلال فترة الانتقالات الشتوية فى يناير المقبل»، وإلى هنا ينتهى رد فتح الله، الذى ربما أراد أن يصلح خطوة لم يكن يعلمها فى البداية، دون أن يكشف جهله ببواطن الأمور فى الداخل اللبنانى، خصوصًا أنه يمتلك عدة عروض مميزة على رأسها نادى المصرى البورسعيدى، وحرص المدير الفنى للنادى الساحلى حسام حسن على الاتصال بالمدافع الدولى لتجديد العرض عليه، خلال زيارته السريعة الأخيرة إلى مصر.
وتكشف زيارة فتح الله الأخيرة إلى مصر حجم إقبال نجوم الكرة عموما على المادة، مما يورطهم أحيانًا فى أزمات سياسية، كما يفعل نجم الكرة المصرية والنادى الأهلى السابق وائل جمعة، وما يتعرض له من إهانات لدى قناة «بى إن سبورت»، ورغم ذلك يواصل عمله فى القناة القطرية التى تحمل كل العداء لمصر، ضاربا بوطنه عرض الحائط، رغم أنه ليس شابا يافعا ينوى تكوين حياته المادية، انما لديه ما يكفيه للعيش فى حياة مرفهة، لكنه الطمع نحو المزيد، وهو ما ينطبق على فتح الله الذى أقبل على عرض مادى ضخم فى لبنان قدر بأكثر من 1.5 مليون جنيه فى الموسم، كما أن سر حضوره الأخير للقاهرة، جاء بهدف مقابلة مسئولى اتحاد الكرة وعلى رأسهم رئيس الاتحاد هانى أبوريدة للبت فى قضيته الخاصة بطلب مستحقاته القديمة لدى الزمالك والتى تقدر بـ6.6 مليون جنيه، على خلفية الحجز على أرصده النادى الأبيض فى البنوك، لصالح لاعبين سابقين من بينهم فتح الله الذى حصل على وعد بتقسيط مستحقاته بحيث يحصل على ما يقرب من 50% من قيمة المبلغ فى يناير المقبل، على أن يتم تحصيل الباقى على دفعات لاحقة.
وبالعودة إلى طبيعة الأندية فى لبنان، وتحديدا نادى حزب الله «النجمة»، تتكرر الاشتباكات والصدامات، خصوصا فى «الديربيات» أمام نادى السنة «الأنصار»، وغالبا ما تنتهى تلك المواجهات فى كل موسم بردود أفعال طائفية من قبل الجمهور الشيعى، ففى الموسم الماضى تطورت الأمور بعد نهاية المباراة، ووصلت إلى قطع الطرق وسط ممارسات تخريبية فى مدينة صيدا، لكن الأزمة الكبرى كانت فى الهتافات المذهبية والطائفية مثل «لبيك يا حسين»، الأمر الذى ينذر فى كل مواجهة بارتباك المشهد السياسى والأمنى فى لبنان.