الثلاثاء 16 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

مى طه خليل سفيرة مصر بقبرص لـ«روزاليوسف»: جذب الاستثمارات والطاقة ومحاربة الإرهاب أبرز الملفات على مائدة السيسى والرئيس القبرصى

مى طه خليل سفيرة مصر بقبرص لـ«روزاليوسف»: جذب الاستثمارات والطاقة ومحاربة الإرهاب أبرز الملفات على مائدة السيسى والرئيس القبرصى
مى طه خليل سفيرة مصر بقبرص لـ«روزاليوسف»: جذب الاستثمارات والطاقة ومحاربة الإرهاب أبرز الملفات على مائدة السيسى والرئيس القبرصى




حوار ـ أمانى عزام

يتجه الرئيس عبدالفتاح السيسى غدًا إلى قبرص، فى زيارة رسمية تستمر يومين. يبحث خلالها «السيسى» مع نظيره القبرصى نيكوس أناستاسيادس، عددًا من الملفات ذات الاهتمام المشتركة، وللوقوف على تفاصيل اللقاء واستعداد السفارة المصرية هناك لزيارة الرئيس؛ أجرت «روزاليوسف» حوارًا مع مى طه خليل، سفيرة مصر فى قبرص، للإجابة على تلك التساؤلات، والاطلاع على أهم الملفات المقرر طرحها خلال القمة الرئاسية، والتعرف أيضًا على طبيعة العلاقات بين البلدية وأوضاع المصريين فى قبرص. كل هذا وأكثر فى نص الحوار.

■ فى البداية.. حدثينا عن أهمية هذه الزيارة؟
- تعد أول زيارة رسمية ثنائية لرئيس مصرى إلى قبرص منذ بدء العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، حيث اقتصرت الزيارة الماضية (التى قام بها «السيسى» إلى قبرص فى 29 إبريل 2015) على المشاركة فى القمة الثلاثية بين مصر وقبرص واليونان.
الزيارة سوف تشمل عقد قمة ثنائية بين الرئيس ونظيره القبرصى، وكذلك عدداً من الفعاليات الثنائية سوف تجرى غدًا، يليها عقد قمة ثلاثية بين مصر وقبرص واليونان بعد غد الثلاثاء.
■ ما التحضيرات التى تجريها السفارة لاستقبال الرئيس خلال القمة الثلاثية؟
- تنسق السفارة  مع كافة السلطات المعنية فى قبرص ومصر، وذلك لضمان خروج الزيارة على الوجه الأمثل؛ وتحقيقها للنتائج المأمولة فى دفع التعاون الثنائى بين البلدين، فضلاً عن متابعة السفارة لسير تنفيذ مشروعات التعاون المقترحة، سواءً على المستوى الثنائى أو من خلال آلية التعاون الثلاثى بين مصر وقبرص واليونان.
■ ما أبرز الملفات التى سيطرحها الجانب المصرى فى القمة؟
- الجانب المصرى لديه العديد من ملفات التعاون ستكون مطروحة على طاولة القمة، سواءً على المستوى الثنائى أو المستوى الثلاثى، أبرز هذه الملفات التعاون فى مجال مكافحة الإرهاب، واستعراض ما تبذله مصر من جهود؛ سواء على المستوى الأمنى أو على مستوى المواجهة الفكرية؛ من خلال الدور الذى يضطلع به الأزهر الشريف فى تصحيح المفاهيم الملتبسة والمغلوطة، التى تستغلها قوى الشر فى النفاذ إلى عقول الشباب واستقطابهم للانضمام إليها.
من أبرز الملفات التى ستكون مطروحة فى القمة هو ملف «الطاقة» الذى يُعد مجالاً واعداً للتعاون، ليس بين الدول الثلاث فقط وإنما يمكن أن ينضم إليه عدد من دول المنطقة، بشكل يساهم فى جعل اكتشاف الطاقة عاملاً للارتقاء وليس الصراع فيما بينها. كذلك يلقى التعاون فى مجالات «حماية البيئة» (خاصة البيئة البحرية فى البحر المتوسط) و«الزراعة»، و«مشروعات الربط الكهربائي» اهتماما من الجانب المصرى.
■ ما برنامج الرئيس خلال الزيارة؟
- سيلتقى الرئيس السيسى نظيره القبرصى نيكوس أناستاسياد، كما سيلتقى رئيس مجلس النواب القبرصى، والذى يعد ثانى أكبر مسئول بالدولة بعد رئيس الجمهورية ـ يتولى القيام بمهام رئيس الجمهورية حال تواجده خارج البلاد أو أثناء فترة شغور منصب الرئيس لأى سبب كان ـ كما سيلتقى بالوزراء القبارصة المعنيين بتنفيذ مشروعات التعاون المقترحة بين البلدين، وفى مقدمتهم وزراء الخارجية، والطاقة، والتجارة، والصناعة، والسياحة، والنقل، والاتصالات.
الرئيس سوف يلتقى أيضا خلال الزيارة مجموعة منتقاة من أفضل رجال الأعمال وممثلى الشركات فى قبرص، وعددًا من رجال الأعمال القادمين من مصر، وذلك خلال منتدى الأعمال الذى تقيمه غرفة التجارة والصناعة القبرصية احتفالاً بزيارة الرئيس، لبحث سبل تعزيز الاستثمار والتجارة بين البلدين الصديقين.
■ أطلعينا على أبرز مجالات التعاون بين البلدين؟
هناك مجالات عديدة للتعاون بين مصر وقبرص، وسيبحث البلدان سبل دفع العلاقات فى مجالات جديدة، فهناك تعاون فى مجال الطاقة حيث قام البلدان بالتوقيع على عدد من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم فى هذا الِشأن، والتعاون فى مجال السياحة، خاصة رحلات السياحة البحرية، فضلاً عن تعاون البلدين فى مجالات البيئة، والصحة، وحماية التراث الثقافى، وكذلك يوجد تعاون فى مجال الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، ويرغب البلدان ومعهما اليونان فى استحداث تعاون للتنسيق بين جاليات الدول الثلاث بدول المهجر.
■ ما حجم التعاون الاقتصادى والتجارى بين البلدين؟
- يعمل البلدان لدفع التعاون الاقتصادى والتجارى بحيث يعكس مدى التميز الذى وصلت إليه العلاقات السياسية بينهما، ويقدر حجم التبادل التجارى بين البلدين خلال عام 2016 بقيمة 42.3 مليون يورو، حيث بلغت الصادرات المصرية لقبرص قيمة 27.3 مليون يورو، فيما بلغت واردات مصر من قبرص مبلغ 15 مليون يورو، وتسعى البلدان إلى زيادة التبادل التجارى فيما بينهما، كما تسعيان لتشجيع رجال الأعمال والمستثمرين على ضخ مزيد من الاستثمارات فى البلدين، ما يؤدى فى النهاية إلى تحسين الأداء الاقتصادى، وينعكس بشكل إيجابى ملموس على حياة المواطن العادى.
■ هل يوجد استثمارات جديدة بين مصر وقبرص؟
- تسعى السفارة بالتنسيق مع السلطات القبرصية إلى ضخ مزيد من الاستثمارات بين البلدين، واستكشاف آفاق جديدة للتعاون فى هذا المجال، ونأمل أن يساهم منتدى الأعمال ـ الذى سيتم تنظيمه خلال زيارة الرئيس إلى قبرص ـ فى تعريف المستثمرين من الجانبين بالفرص المتاحة للاستثمار فى البلدين، وبما يشكل حافزاً لهم لضخ مزيد من الاستثمارات بما يساهم فى تحسين الأداء الاقتصادى.
■ حدثينا عن تاريخ العلاقات الثنائية بين مصر وقبرص؟
- تجمع البلدان علاقات طيبة للغاية، ممتدة على مدار فترة طويلة من الزمن، حيث كانت مصر من الدول الداعمة لحركة التحرر الوطنى القبرصية، كما كانت من أوائل الدول التى أنشأت علاقات دبلوماسية مع قبرص فور حصولها على الاستقلال فى عام 1960، وتشهد العلاقات الثنائية بين البلدين خلال السنوات الأخيرة طفرة غير مسبوقة فى شتى مجالات التعاون سواءً على المستوى الثنائى أو من خلال آلية التعاون الثلاثى، فضلاً عن التنسيق المتميز بين الدولتين فى المحافل الإقليمية والدولية فى القضايا ذات الاهتمام المشترك.
■ ماذا عن دور مصر فى إعادة توحيد قبرص وشعبها تماشياً مع قرارات مجلس الأمن وقيم الاتحاد الأوروبى ومبادئه؟
- يستند الموقف المصرى فيما يتعلق بتسوية القضية القبرصية إلى ضروة التوصل لحل يقبله مُكَوّنَا قبرص (تقصد القبارصة اليونانيون، والقبارصة الأتراك) ويتماشى مع قرارات مجلس الأمن ذات الصلة، دون محاولة فرض أو إملاء من طرف على الطرف الآخر، وبما يفضى فى النهاية إلى إعادة توحيد قبرص، وأن يكون الحل قابلًا للتطبيق والاستمرار، ويقتنع به الطرفان بحيث يتم ضمان عدم تجدد النزاع حال تغيير الظروف وموازين القوى المحيطة به.
■ وما الجهود التى يبذلها البلدان لمواجهة التحديات الإقليمية ومحاربة الإرهاب؟
- كما ذكرت آنفاً يقوم البلدان بالتنسيق المستمر فيما بينهما للتوصل إلى حلول سلمية للمشكلات والصراعات التى تشهدها المنطقة، وفيما يتعلق بالإرهاب فإن البلدين يتشاركان الرؤى فى أنه يتعين تضافر الجهود الدولية والإقليمية لمحاربة هذه الظاهرة، والتى لا يمكن لدولة بمفردها مواجهتها، كما يتفقان على أن المواجهة يجب ألا تقتصر على المواجهة الأمنية فقط وإنما تتخطاها لتشمل المواجهة الفكرية بشكل يضمن عدم انسياق الشباب والنشء وراء تلك الجماعات التى تسعى لتلويث عقول الشباب من خلال إقناعهم بتفسيرات ومفاهيم مغلوطة للنصوص الدينية.
■ كم يبلغ حجم الجالية المصرية بقبرص؟
- تتراوح أعداد الجالية المصرية فى قبرص بين ثلاثة إلى أربعة آلاف مواطن مصري، وأود الإشارة إلى أن المسئولين القبارصة يشيدون بسلوك الجالية المصرية والتى لا يسبب أفرادها مشكلات داخل المجتمع القبرصي، وتوجد مجموعة من رجال الأعمال المصريين الذين يقومون بالاستثمار فى قبرص.
■ هل ستنظم الجالية المصرية فى قبرص فاعليات لاستقبال الرئيس؟
- تهتم الجالية المصرية فى قبرص بزيارة «السيسي»، إلا أن تنظيم فعاليات بعينها من قبل الجالية هو أمر صعب، لقصر وقت الزيارة، المقتصرة على يومى عمل مكثفين، وهو ما يُصعّب مشاركة عدد كبير من أفراد الجالية فى فعاليات احتفالية بمناسبة زيارة الرئيس.