الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

ماكرون يهدد طهران بـ«عقوبات أوروبية»

ماكرون يهدد طهران بـ«عقوبات أوروبية»
ماكرون يهدد طهران بـ«عقوبات أوروبية»




كتبت – نشوى يوسف


للمرة الأولى تدخل فرنسا على خط الاتفاق النووى الإيرانى حينما عبر وزير الخارجية الفرنسى جان إيف لو دريان الخميس  الماضى عن قلق بلاده من دور إيران فى أزمات الشرق الأوسط ومن برنامجها للصواريخ الباليستية المثير للجدل.
وهو الأمر الذى جعل إيران  تتهم فرنسا بتأجيج التوتر فى الشرق الأوسط باتخاذ موقف «متحيز» بشأن سياسات طهران فى المنطقة، معلنة أن الاتفاق النووى غير قابل للتفاوض ليدخل الرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون على خط التصريحات معلنا  إن طهران أساءت فهم موقف بلاده «المتوازن»، معلنا عن استعداد بلاده للدخول فى حوار مع إيران، حيث كانت فرنسا قد أشارت إلى أن الاتحاد الأوروبى قد يناقش فرض عقوبات جديدة على إيران بسبب برنامجها الصاروخى.
وحول أسباب التلويح الفرنسى بعقوبات على إيران يقول دكتور محمد محسن أبو النور المتخصص فى الشأن الإيرانى لروزاليوسف أن الموقف الفرنسى أصبح  يشى بأمرين الأمر الأول هو رغبة الرئيس ماكرون ذاته فى عدم السماح لإيران بتطوير البرنامج الصاروخى الباليستي، اما الأمر الآخر وهو الأكثر أهمية فهو أن الموقف الفرنسى يعبر عن التوجهات الأوروبية الحالية، وقد رأينا ذلك على سبيل المثال أول  أمس عندما صوت الأوروبيون بالإجماع على مشروع قرار يزيل الانتهاكات الإيرانية لحقوق الانسان وهو ما رأيناه فى اللجنة الثالثة للجمعية العامة للأمم المتحدة .
ويعتقد أبو النور أن الموقف الفرنسى هو تصدير للموقف الأوروبى الآن الذى يريد أن يربط ما بين البرنامج الصاروخى الباليستى وما بين خطط العمل الشمالة المشتركة، ولا يريد أن يفصل ما بين الأمرين كما تريد إيران.
وحول استفادة إيران من الفرصة، وهل ستستجيب للمطالب الأوروبية أوضح أبو النور أن إيران تحتاج إلى مزيد من الضغط الأوروبى والغربى حتى تستجيب لهذه الضغوط مع التصريحات التى يصدرها المسئولين الإيرانيين حول أنهم يتفاوضون على البرنامج الصاروخى الباليستي، متصورا أن المزيد من الضغط الأوروبى سيجعل إيران تستجيب لهذه المفاوضات لا سيما أن إيران الآن تحتاج إلى اللاعب الأوروبى لأمرين وهما الأمر الاقتصادى كما هو معروف فيما يتعلق بتطوير حقل بارس الجنوبى مع فرنسا بالإضافة للاستثمارات الأوروبية الأخرى، كما أن إيران لا تريد أن تخسر الأوروبيين كحائط صد أمام الموقف  الأمريكى الصلب من الرئيس ترامب، لهذا أعتقد أنه لو مارس الأوروبيون ضغطا على إيران فسوف يضطرون إلى الاستجابة إلى هذه المطالبات.
وحول تأثير ذلك على الاتفاق النووى يقول أبو النور إن الاتفاق النووى هو اتفاقية لمنع انتشار الأسلحة النووية وهو اتفاق مستقل بذاته، ولكن يجب أن يلحق به ملاحق جديدة تتعلق بالنشاط الصاروخى الباليستى لا سيما أن إيران لن تطور البرنامج الصاروخى بهذا القدر من الكثافة والتجارب المتتالية إلا بعد توقيع الاتفاق، ومعنى ذلك أن إيران أرادت خداع المجتمع الدولى عن طريق أولا: عقد اتفاق يتعلق بالمفاعلات النووية، ثم بعد ذلك تطور صواريخ باليستية تهدد الأمن والسلم الدولى ، وتتيح لها لعب أدوار كثيرة فى مناطق أخرى خارج الحدود الجغرافية لإيران مثل اليمن فتمد الحوثيين بالصواريخ الباليستية، ولذلك أعتقد أن إيران إذا نجح الغرب معها بالفعل فى التوصل لاتفاق حول الصواريخ الباليستية فسوف يؤثر ذلك قطعا على الاتفاق النووى بشرط التحدث عن بند الغروب وهو البند الذى يسمح لإيران بمواصلة النشاط النووى بعد عشر سنوات.