الخميس 26 سبتمبر 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

«روزاليوسف» تحاور أسرة «قابيل وهابيل»

«روزاليوسف» تحاور أسرة «قابيل وهابيل»
«روزاليوسف» تحاور أسرة «قابيل وهابيل»




كتبت - سمر حسن


المعدة والفرج رأس مال الشيطان لتزين المحرمات لبنى آدم، خاصة إن كان الشخص من مدمنى المواد المخدرة، فقد سلم نفسه بذلك لأبليس يوجهه كيفما شاء، ويحلل له المحرمات والموبقات، وها هى الكارثة التى وقع فيها القاتل «عبدالعزيز»، الذى وسوس له الشيطان طعن أخيه وذبحه بسبب كوب من الشاى.
على بعد ٣٦ كيلو من مدينة المنصورة تقع قرية ميت شرف بمركز دكرنس التابع لمحافظة الدقهلية، والتى شهدت جريمة قتل اهتزت لها القرية بأكملها ليس فقط بل وأفزعت أهالى القرى والمراكز المجاورة وهربت دماؤهم من عروقهم هلعًا من هذه الجريمة الشنعاء.
«ماجدة. ر» أم لثلاثة أولاد، انفصل عنها زوجها منذ ١٥ عامًا، وترك لها أولادها وتزوج من أخرى، تحملت أعباء ومشقة تربيتهم، كانت لهم الأم والأب، واقتصر دور الوالد فى حياتهم على إرسال مبلغ شهرى لا يسمن ولا يغنى من جوع، وظلت على هذا الوضع حتى أنهت رسالتها تجاههم، إلى أن استيقظ أهل القرية ذات يوم على صراخ هذه السيدة تستغيث بجيرانها فى مصيبتها.. روت لـ«روزاليوسف» مأساتها: حينما كنت منخرطة فى المطبخ لإعداد وجبة الغذاء لأولادى سمعت ابنى الأوسط عبدالعزيز يتشاجر مع أخيه الأكبر محمد، فقد طلب منه تحضير كوب من الشاى وساندوتش، فرفض أخيه الأكبر إعدادهما له وقال له انتظر حتى تنهى والدتنا الغذاء، فرد عليه «لسه بدرى على الغدا» واحتد الصدام بينهما، وقام الأخ الأكبر بطرد أخيه من الغرفة وأغلقها على نفسه.. وتابعت: وسوس الشيطان لابنى عبدالعزيز، وأخذ سكينتين والذى تصادف سنى وإحمائى لهما لذبح الطيور «الدجاج والبط» فى هذا اليوم الدموي، ولكن ذُبح ابنى بهما على يد أخيه.
وواصلت والصراخ والعويل يختلط بنبرة صوتها: صعد على سطح المنزل وأحضر السلم الخشبى ونزل به إلى أسفل وصعده  حتى وصل لشباك حجرة أخيه وقفز داخلها وانهال عليه بالطعن.
وواصلت ورأسها بين كفيها وقلبها يعتصر ألمًا: بمجرد طعن عبدالعزيز لمحمد صرخ حتى وصل الصراخ لآذانى، حاولت فسخ الباب لفصلهما عن بعض ظنًا منى أنها مشاجرة عادية، لكنى صدمت عقب دخولى الحجرة، ووجدت محمد غارقًا فى دمه ومذبوحًا، والثانى ممسكًا بالسكينتين ومستمرًا فى طعنه، وبعدها وصل الجيران ونقلنا ابنى الذبيح على أمل إنقاذ حياته إلى مستشفى دكرنس المركزى إلا أنه قد فارق الحياة، وأصبح جثة هامدة.
واستكملت: رفض المستشفى تسليمنا جثته لوجود شبهة جنائية، وأحضروا الشرطة وبعد إنهاء الإجراءات القانونية ودفنه عدنا للبيت، ووقتها هرب ابنى «القاتل»، وظلت الشرطة تبحث عنه.
واسترسلت: قلبى يحترق على أبنائى، كنت أتمنى الموت قبل رؤية هذا اليوم الأسود الذى فقدت فيه ابنى الأكبر وسندى، والثانى أذهبته المواد المخدرة، وكثيرًا دعوت الله لهدايته ولكن الآن ينتظره حبل عشماوى.. وقالت بصوت صُراخ: الصبر من عندك يا رب.. وتابع عدد من أهالى القرية «محمد، سمير، و أحمد»: عبدالعزيز «القاتل» مدمن للمواد المخدرة، وتم حجزه فى مصحة لعلاج الإدماج والأمراض النفسية قبل ذلك، ولكنه عاد للتعاطى، وعقب صرخات أمه ذهبنا لمنزلهم ورأينا الواقعة، وبسبب انشغالنا بالذبيح تمكن من الهروب، وعندما انتهت جرعة المخدر من جسده وعاد لوعيه ذهب إلى مدفن أخيه «الترب» وانخرط فى البكاء ولا يدرى أنه القاتل، ثم عاد إلى منزله يواسى أمه التى انهالت عليه بالسب والصراخ، ليفر هاربًا عقب علمه بأنه الفاعل، ولكن تمكن أهل القرية من التحفظ عليه وإبلاغ الشرطة والتى ألقت القبض عليه، وتم تحرير محضر بالواقعة برقم « ١٩٥٨٧ لسنة ٢٠١٧».