المحكمة الاتحادية: استفتاء كردستان «باطل»

كتب – محمد عثمان


قررت المحكمة الاتحادية العليا فى العراق، أمس الاثنين، عدم دستورية الاستفتاء فى إقليم كردستان.
وقالت المحكمة، فى بيان مقتضب، إن «المحكمة الاتحادية العليا فى العراق أصدرت حكماً بعدم دستورية الاستفتاء الجارى يوم 25 سبتمبر الماضى فى إقليم كردستان وبقية المناطق خارجه، وإلغاء الآثار والنتائج كافة المترتبة عليه».
يذكر أن التوتر يسود العلاقة بين إقليم كردستان والحكومة المركزية فى بغداد منذ إجراء هذا الاستفتاء.
طأبدت مجلة «ناشيونال انترست» الأمريكية مخاوفها من ظهور داعش ثانية فى العراق خاصة وأن المؤشرات القادمة من العراق غير مطمئنة بشأن إنهاء وجود تنظيم الدولة.
واضافت المجلة أنه «على الرغم من انحساره فى أغلب المناطق، فإن المعركة العسكرية التى انتصرت فيها القوات العراقية والأمريكية عليه ليست كل شىء، ويجب أن تكون مترافقة مع أخرى سياسية قادرة على طمأنة الناس، وخاصة فى المناطق التى كانت تخضع لسيطرة التنظيم».
ورأت أن العراق سيمر بتحدٍ شديد لمواجهة مشاكل ما بعد «داعش»، فمع انخفاض أسعار النفط فإن الحكومة العراقية بحاجة إلى أموال لإعادة إعمار المدن المستعادة التى خربتها الحرب، فضلاً عن مشكلة البطالة المتفشية بالمجتمع، ففى بلد قد يصل عدد سكانه إلى نحو أربعين مليوناً، فإن نسبة البطالة بين القوة الشبابية كبيرة جداً.
كما أوضحت أن الولايات المتحدة لم تقدم إلا بضعة ملايين من الدولارات لمحاربة «داعش»، كما أنها لم ترسل سوى بضع مئات من الجنود، كل هذا يؤكد أن مهمة ما بعد التنظيم لن تحتاج إلى كل تلك المليارات والضحايا التى قدمتها أمريكا فى العراق.
ورأت أنه من الخطأ الكبير اعتقاد أن تكاليف الإنفاق الأمريكى فى العراق عقب نهاية التنظيم ستنخفض؛ وقالت إن واشنطن سترتكب خطأ إذا ما قررت تقليص مساعداتها للعراق.
وأكدت ضرورة أن يقود رئيس الوزراء العراقي، حيدر العبادى، خطة جريئة وحاسمة لإعادة بناء الموصل، ثانى أكبر مدينة حضرية بالعراق، ويجب أن يقود فريقاً خاصاً للإعمار، يتألف من قادة محليين وإقليميين من ذوى السمعة الطيبة للإشراف على إعادة الإعمار، وتوفير الفرصة بأسرع وقت ممكن من أجل عودة النازحين وتوفير الخدمات لهم.
واختتمت المجلة الأمريكية بالقول إن تكاليف بناء العراق الجديد كبيرة، ولكن بالمقارنة مع ما أنفقته أمريكا فإنها ستكون متواضعة جداً.