الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
لمحة إنسانية من الرئيس
كتب

لمحة إنسانية من الرئيس





 كرم جبر روزاليوسف اليومية : 31 - 12 - 2009


هل يمكن أن تتكرر مجزرة غزة؟


1


- لمحة إنسانية نبيلة من الرئيس مبارك، فور علمه بمرض الأستاذ محمد مصطفي مدير مكتب جريدة السياسة الكويتية بالقاهرة، أمر بنقله من مستشفي الصفا إلي مستشفي وادي النيل.


- صدرت تعليمات الرئيس بتوفير الرعاية الكاملة للزميل العزيز حتي يمر من أزمته الصحية، وعلي الفور تم استقباله بمستشفي وادي النيل وأجريت له الفحوصات اللازمة.
- تمنياتنا بالشفاء العاجل للأستاذ محمد مصطفي الذي يعد من الصحفيين المرموقين المعروف عنهم دماثة الخلق، علاوة علي الحرفية والمهنية المتميزة التي تتسم بالجرأة والحدة والحرص في نفس الوقت علي الأخلاق الصحفية.
2
- لم يمهل القدر زميلنا الشاب أشرف الفقي فرصة أن يستكمل مشواره الناجح مع مهنة المتاعب، واختطفه الموت في ريعان شبابه أثناء تغطيته إحدي الندوات.
- أشرف الفقي كان شعلة نشاط وملأ بحيويته ومجهوده الكبير بلاط صاحبة الجلالة، يندر ألا تجده حاضراً لأي مؤتمر أو حدث مهم، ولم يغب أبداً عن ساحة الأحداث الساخنة في السنوات الأخيرة.
- رحم الله الزميل العزيز وأسكنه فسيح جناته والسؤال هنا: أليس من حق الصحفيين أن ينعموا بنظام علاجي محترم لهم ولأسرهم لمواجهة الأمراض الفتاكة التي تصيبهم بسبب ضغوط الحياة؟
3
- موضوع آخر.. عام علي المجزرة: نعم، يمكن أن تتكرر المجزرة الإسرائيلية النازية التي حدثت في غزة والتي مر عليها عام، يمكن أن تعيد إسرائيل حصار القطاع واستكمال حرق المدينة وهدم منازلها ونقل سكانها.
- لماذا؟.. لأنه ضاع عام دون أن يتحرك أحد منذ حدوث المجزرة.. ويبدو أن الوقت عند العرب ليس لديه قيمة أو ثمن، يضيع هباء دون استخلاص العبر والدروس.
- الموقف لم يتغير، ومازالت إسرائيل علي صلفها وغرورها ونهجها العدواني، لا فرق بين ليفني وبين نتانياهو.. كلاهما لن يترك الفرصة، إذا سنحت له لالتهام الأراضي الفلسطينية وقتل الشعب الفلسطيني.
4
- أولاً: مازال ملف المصالحة الفلسطينية متعثراً، كلما يتقدم خطوة للإمام، يتراجع خطوتين للخلف، والقضايا التي يتم الاتفاق بشأنها تعود إلي نقطة الصفر من جديد، فلا تقدم ولا إحراز نتائج.
- من المسئول عن ذلك؟.. إذا دخلت هذه الدوامة فسوف تأخذك إلي بئر عميقة من الخلافات والصراعات يصعب الخروج منها، ولن يزيد الموقف إلا تأزماً وشقاقاً.
- القضايا العالقة لا خلاف حولها، ونقاط الاتفاق أكثر بكثير من الخلافات البسيطة، ورغم ذلك تتبدد جهود المصالحة، لأن هناك أصابع خفية تحرك الأمور من وراء الستار، وتمنع المصالحة.
5
- ثانياً: ملف إعمار غزة أوشك علي الضياع، ففي البداية نشب الصراع حول من له حق الحصول علي أموال الإعمار، وتشبثت حماس بأن تكون هي صاحبة الأمر باعتبارها المسيطرة علي القطاع.
- تعلم حماس جيداً أنه من المستحيل أن يوافق المجتمع الدولي علي أن تتولي هي عملية الإعمار، وأن الدول المانحة لن تعطيها دولاراً واحداً، ورغم ذلك تتعنت حتي لو فشلت خطة الإعمار.
- الخوف من حماس لأنها قد تستخدم هذه الأموال في اعادة بناء البنية التحتية العسكرية التي دمرتها إسرائيل في الحرب ضد غزة، مما يعطي إسرائيل الذريعة لاعادة الهجوم عليها من جديد.
6
- العملية الإجرامية التي أطلقت عليها إسرائيل "الرصاص المسكوب" مازالت آثارها المدمرة مستمرة حتي الآن، الدمار والخراب في كل مكان والحصار مازال مستمراً، والمعابر مازالت مغلقة.
- استشهد أكثر من 0031 فلسطيني من جراء العدوان، ورغم ذلك فقد ساوت أجهزة الاعلام العالمية بين الإرهاب الذي تمارسه إسرائيل علي نطاق واسع، وبين صواريخ المقاومة التي ينعدم تأثيرها.
- حققت إسرائيل أهدافها، وتمكنت من إبطال مفعول صواريخ حماس، ولكن المقاومة الفلسطينية لم تحقق شيئا يذكر حتي الآن، رغم فداحة الخسائر التي تكبدتها.
7
- ارتكبت إسرائيل جرائم حرب بشعة وصلت إلي درجة إبادة المدنيين وسرقة أعضائهم، واعترفت تقارير رسمية إسرائيلية بذلك، ولم يستفد العرب من ذلك.
- لم تحاول الدول العربية أن تفضح إسرائيل في المجتمع الدولي أو أن تطالب بمحاكمة مجرمي الحرب.. وتطالب بتعويضات عن الخسائر الفادحة التي لحقت بالقطاع.
- استخدمت إسرائيل الأسلحة المحرمة دولياً في الحرب ضد المدنيين، ورغم ذلك فقد نجحت في تجميل جريمتها وإلباسها ثوب الدفاع المشروع عن النفس.
8
- الفرصة تضيع تلو الفرصة، وأدمن العرب والفلسطينيون ضياع الفرص، وإذا لم تحدث المصالحة فالأيام المقبلة لن تكون أبدا في صالح القضية الفلسطينية، لأسباب إقليمية ودولية كثيرة.
- الملف النووي الإيراني يزداد سخونة، وإذا دارت عجلة الحرب ضد إيران، فسوف تدخل القضية الفلسطينية الثلاجة لسنوات طويلة مقبلة، لا يعلم عددها إلا الله.
- إسرائيل تريد أن ينشغل العالم في حرب أخري، تسهل عليها التهام بقية الأراضي الفلسطينية، والقيام بمجزرة ثانية وثالثة، تقضي علي أجيال فلسطينية مقبلة.
9
- في ظل هذه الأجواء الملبدة بالظلام، يبقي الدور المصري هو نقطة الضوء الواضحة لإنقاذ ما يمكن إنقاذه، وكلما تأجلت المصالحة كانت إسرائيل هي المستفيد الوحيد.
- المصالحة هي التي تعيد إحياء خطة إعمار غزة ورفع المعاناة عن الشعب الفلسطيني، فضعوا أيديكم في يد مصر فهي الدولة العادلة التي تقف علي مسافة واحدة من الجميع.
- إنني أدعو حماس أن تراعي الله في شعبها وبلدها، وألا تبالغ في الاحتفال بمواكب الشهداء، فالدول تحتفل بانتصاراتها وليس بعدد قتلاها.


E-Mail : [email protected]