الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
الأميرة ورجل الأعمال
كتب

الأميرة ورجل الأعمال





كرم جبر روزاليوسف اليومية : 01 - 01 - 2010


الستر وراحة البال أم الثروة والفضيحة


1


- يحيي الكومي ألحق ضرراً بالغاً برجال الأعمال وأساء إليهم قبل أن يسيء إلي نفسه، وزاد صورتهم تلطيخاً وتشويهاً، رغم أن فيهم ما يكفيهم، ولم يكونوا في حاجة إلي فضيحته.


- روايته لا يمكن تصديقها، لأنه ليس معقولاً ولا مقبولاً أن تغزو امرأة بيتك وتسرق أموالك ومستنداتك ومجوهراتك وألماظك.. إذا لم تكن هناك علاقة غامضة تربطك بها.
- في زمن الغلاء والفقر ماذا تنتظر من الناس وهم يسمعون حكايات عن الملايين التي تتم بعزقتها علي النساء، فماذا تنتظر منهم غير الغل والحقد والحسد والكراهية؟
2
- خلود العنزي أساءت لنفسها قبل أن تسيء لأسرتها، لأنها اقتحمت الشبهات وارتكبت أفعالاً لو ضبطوها بها في بلدها لقطعوا رقبتها إزاء ما فعلت.
- روايتها أيضاً لا يمكن تصديقها، ابتداء من الزواج العرفي الذي مزقت ورقته حتي الملايين المبعثرة التي دفعها مهراً لها، فهل معقول أن يدفع كل هذا في زواج لم يدم أكثر من 21 يوماً؟!
- بالفعل هي ألحقت العار بأسرتها، مع التأكيد علي أنهم أشقاء من شعب محترم يعتز بعاداته وتقاليده وتعاليم دينه.. ولكن في كل مجتمع تظهر مثل هذه التشوهات.
3
- أتصور - والعلم عند الله - أنها لعبة بين طرفين ليصيد كل واحد منهما الآخر في شبكته.. رجل الأعمال رمي شباكه علي الأميرة، والأميرة رمت شباكها علي رجل الأعمال.
- كلاهما كان يخدع الآخر ويزيف له الحقيقة ويظهر في غير ثوبه، رجل الأعمال تصور أنها أميرة وأن فلوسها يمكن أن تنقذه من عثرته، والأميرة تصورت أنه صيد ثمين.
- لكن الحداية لا ترمي كتاكيت، ولا تعرف من هي الحداية بالضبط، ولكن الكتاكيت لم تكن من نصيب رجل الأعمال، بعد أن نجحت الأميرة في الفوز بها.
4
- الحكاية ببساطة نموذج مكرر لقصة سوزان تميم، ولكن القصة لم تكتمل بذبح البطلة والحكم علي البطل بالإعدام.. والأميرة قالت في تحقيقات النيابة إن رجل الأعمال هددها بذلك.
- الحكاية هي أن الثروة تتحول من «نعمة» إلي «نقمة» لمن يرفسها ولا يحمد الله ويسجد له شكراً علي ما منحه من عطاء، وياويل من يجحدون بالنعمة.
- الحكاية أننا أمام فضيحة جديدة ووليمة تعبث فيها الصحف والفضائيات، ففيها كل عناصر التشويق والإثارة.. واللهم اكفنا وإياكم شر الفضيحة.
5
- الدرس الأول المستفاد من هذه التراجيديا هو المثل العامي الذي يقول «امشي عدل يحتار عدوك فيك».. ولكن يبدو أن أكثر أشياء تشجع علي العوج هي النساء والفلوس.
- لم تعد الفلوس زينة الحياة الدنيا، لأن بعض الذين يكنزونها يسيئون استخدامها، فالله سبحانه وتعالي خلقها للخير ومنفعة الناس، وهم استخدموها في الشر وإشباع رغباتهم.
- في لحظة واحدة تهبط عدالة السماء، فتعري المتغطي وتفضح المستور.. واللهم لا شماتة، ولكنها عظة وعبرة لا يجب أن تمر مرور الكرام.
6
- المستفيد الوحيد من هذه الفضيحة هم المحامون والفضائيات.. فهي فرصة عظيمة للشهرة والدعاية والظهور في الفضائيات من عشرة لعشرين مرة في اليوم الواحد.
- المحامون لا يستطيعون الإعلان عن خدماتهم في الصحف ووسائل الإعلام لأن القانون يمنع ذلك، ومثل هذه القضايا تحقق دعاية مجانية لا تقدر بالملايين، وتقفز بالأتعاب أضعافاً مضاعفة.
- والفضائيات تجد ضالتها في مادة مثيرة مثل لمبات النيون التي «تضيء وتطفيء» من بعيد، فتجذب العيون وأيضاً الناموس والهاموش.
7
- رجال الأعمال اللي فيهم مكفيهم، ورغم ذلك ففي صفوفهم تختبئ الغالبية العظمي التي تعمل وتجتهد في صمت وجلد، بعيداً عن النساء والمغامرات والأضواء.
- فيهم نماذج مضيئة ومشرفة، ولكن الناس ينصرفون من حول الفضيلة ويتجمعون حول الرذيلة، ففيها كل عوامل الجذب والغواية.
- هكذا الدنيا.. يوم لك ويوم عليك، فاللهم قنا شرها وغدرها، واجعلها لنا وليست علينا، فالستر وراحة البال، أفضل ألف مرة من الفلوس والفضيحة.


E-Mail : [email protected]