الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا

ما تسكتيش خلى بالك.. 6 أفعال عنيفة تتعرضين لها دون أن تعرفى

ما تسكتيش خلى بالك.. 6 أفعال عنيفة تتعرضين لها دون أن تعرفى
ما تسكتيش خلى بالك.. 6 أفعال عنيفة تتعرضين لها دون أن تعرفى




تحقيق – مروة فتحى


«العنف ضد المرأة» عبارة تتردد فى كثير  من المجتمعات المحافظة منها والمنفتحة، العربية والغربية، لكن المأسى التى تتعرض لها المرأة محصورة فى قوالب ذهنية شائعة محدودة، فعندما تأتى سيرة العنف ضد النساء يتبادر إلى الذهن فورا اعتداءات مثل «الضرب» أو «الختان» أو «الانتهاك الجنسي»، فى حين أن هناك أشكالاً عديدة وخطيرة من العنف الذى يمارس ضد المرأة ولكنه ليس شائعا؛ ولا يلتفت له أحد (على الأقل فى المجتمعات المحافظة، التى تعتبر المرأة إنسان درجة ثانية). فخلاف أشكال العنف المتداولة فى رؤوس الناس، تتعرض المرأة يوميًا، لأنواع أخرى للعنف، قد لا تعلمها النساء، أغلبها أفعال تعتمد على إخضاع نفسية المراة والسيطرة أو إيذاء مشاعرها.
فمصر تتصدر قائمة الدول العربية الأكثر ممارسة للعنف ضد المرأة فى العالم العربى خلال عام 2015، وذلك بحسب دراسات اجتماعية حديثة أجرتها مؤسسة «تومسون رويترز». وأشارت الدراسة (وهى الرابعة التى تجريها المؤسسة البريطانية عن وضع المرأة فى مصر منذ ثورة 25 يناير) إلى أن التحرش الجنسى وختان الإناث والزواج القسرى انتشرت خلال تلك الفترة، وتصاعدت ظاهرة استغلال النساء، بسبب الفهم الخاطئ للعقائد الدينية والقوانين العنصرية التى تميز بين الرجل والمرأة. فى هذا الملف نحاول تسليط الضوء على الأوجاع المخفية التى تعانى منها المرأة، والاستماع إلى أنينها.
عرفت هيئة الأمم المتحدة «العنف ضد المرأة» فى إعلانها العالمى لمناهضته عام 1993 بأنه «أى فعل عنيف تدفع إليه عصبية الجنس، ويترتب عليه أو يرجح أن يترتب عليه أذى، أو معاناة للمرأة، سواء من الناحية الجسمانية، أو الجنسية، أو النفسية بما فى ذلك التهديد بأفعال من هذا القبيل، أو القسر، أو الحرمان التعسفى من الحرية، سواء حدث ذلك فى الحياة العامة أو الخاصة».
 أما منظمة «صحة المرأة» الأمريكية فقد أوضحت عبر موقعها الإلكترونى، ستة أشكال مختلفة للعنف بخلاف الأشكال المتعارف عليها، والتى قد تكشف أن المرأة قد تكون إحدى ضحايا العنف وهى لا تعرف ذلك، حيث أكدت المنظمة أن «الابتزاز العاطفى» يعد عنفا نفسيا يمارسه الزوج تجاه زوجته، التى تريد الانفصال عنه، من أجل البقاء معه سواء من خلال تقديم هدايا أو التفوه بكلمات الحب والغزل الصماء، بعد أن يسىء معاملتها كمحاولة لدفعها للاستمرار معه، أو تهديدها بإيذاء نفسه أو إيذائها إذا تركته، ولا يتوقف الأمر عند هذا الحد بل إن الابتزاز العاطفى الذى يمارس ضد المرأة من شريك حياتها بأنه سيحرمها من أطفالها إذا تركته يعد كذلك عنفا.
«حطى مرتبك فى الدرج» العبارة الأشهر والتى لا يتورع بعض الأزواج فى قولها لزوجاتهم، اللائى يعملن، فى محاولة للتحكم فى الطريقة التى ينفقن بها أموالهن أو محاولة للتضييق عليهن ماليًا من أجل تنفيذ رغباتهم أو كطريقة للعقاب، كل هذا لا يمكن تصنيفه إلا تحت بند العنف الاقتصادى الذى يتقن بعض الرجال ممارسته ضد زوجاتهم بلا أدنى شفقة أو رحمة.
لم ينته مسلسل العنف الممارس ضد المرأة لتأتى التصرفات المسيئة فى العلاقات العاطفية سواء من الحبيب أو الخطيب أو الزوج لتسرد حلقات أخرى بمزيج من الأسى والقهر، فمراقبة تصرفات المرأة طوال الوقت واتهامها ظلمًا بأنها تخون أو تتجاوز فى تصرفاتها مع الجنس الآخر، ومحاولة منعها من مواصلة تعليمها أو عملها، كل ذلك يُصنف تحت بند «العنف ضد المرأة». وتعد الرسائل الإلكترونية ورسائل «فيس بوك» غير المرغوبة التى قد يرسلها رجل لامرأة بهدف تخويفها أو مجرد ملاحقتها عنف تحت تصنيف «المطاردة» أو «التعقب»، وهو ما يصنف أيضًا تحت بند «العنف ضد المرأة» وهو ما لا تدرك الكثيرات أنه يعتبر كذلك، كما أنه يصنف كجريمة، خاصة أنه قد يؤثر على حياتها ويجعلها تشعر بالاكتئاب ويمكن أن يؤثر على قدرتها على النوم أو تناول الطعام، سواء كان هذا التعقب من قبل شخص تعرفه المرأة أو شخص لا تعرفه.
منظمة الصحة الأمريكية أشارت كذلك إلى أن محاولة التقليل من المرأة  أو السخرية منها أمام الآخرين هو أحد أشكال العنف النفسى الممارس ضدها، كما أن إساءة معاملة النساء ذوات الاحتياجات الخاصة مثل ضعاف السمع أو ذوات الإعاقة الحركية، سواء كان ذلك فى المنزل أو من قبل مقدمى الرعاية الصحية يعتبر أيضا عنفا.