الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

مصر فى مصاف الدول المتقدمة بعد 10 سنوات بنهوض التعليم الفنى

مصر فى مصاف الدول المتقدمة بعد  10 سنوات بنهوض التعليم الفنى
مصر فى مصاف الدول المتقدمة بعد 10 سنوات بنهوض التعليم الفنى




حوار- نشوى يوسف

أكد الدكتور أحمد الجيوشى نائب وزير التربية والتعليم للتعليم الفنى والتدريب المهنى أن  الرئيس عبد الفتاح  السيسى يقدم للعالم نموذجًا «متفردًا» للتعليم الفنى بمدرسة الضبعة لتكنولوجيا الطاقة النووية  وهو مشروع قومى لمحطة الطاقة النووية السلمية، وهى أكبر دليل على أن التعليم الفنى فى مصر يتغير ليلبى حاجات العمل بنماذج جديدة متفردة.
وإلى نص الحوار


■ فى البداية كيف ترى رؤية  مصر للتعليم الفنى ؟
- للإجابة عن هذا السؤال يجب أن نعود إلى  عام 2014  عندما تم تعيين أول نائب وزير للتربية والتعليم بالتعليم الفني، وهذه كانت خطوة مهمة جدا من جانب الدولة لإثبات أهمية التعليم الفني، ثم أنشئت أول وزارة للتعليم الفنى كوزارة مستقلة فى مارس 2015، تولاها د.أحمد يوسف، ثم أعيدت بعد 6 أشهر إلى وزارة التربية والتعليم، وتم تعيين نائب وزير آخر للتعليم الفنى  وهو ما يعكس اهتمام الدولة بالتعليم الفنى  قبل مجيئى للوزارة بأكثر من عام على المستوى المؤسسي، وتم تحضيرها وفق معايير مختلفة تماما.
■وكيف تمت ترجمة اهتمام الدولة بالتعليم الفنى دستوريا وقانونيا ؟
- اهتمام الدولة بالتعليم الفنى دستوريا وقانونيا جاء من خلال المادة  20 من الدستور المصرى فى 2014، لتعكس اهتمام القيادة السياسية بالتعليم الفنى  وهى المرة الأولى التى يتحدث فيها الدستور المصرى عن التعليم الفنى بمفرده كمادة مستقلة، وهذا كان المؤشر الحقيقى لاهتمام الدولة بالتعليم الفنى لضرورة وضعه وفقا للمعايير العالمية، وأن يلبى احتياجات سوق العمل وقد صيغت بناء عليها رؤية مصر 2030 التى أعلنها الرئيس عبد الفتاح السيسى فى مطلع 2016.
■ وكيف تم ترجمة ذلك على أرض الواقع ؟
- تمت ترجمة ذلك على أرض الواقع  بالبداية من المدرسة باعتبارها  الكيان  الأهم فى منظومة التعليم بصفة عامة فى مصر والتعليم الفنى بصفة خاصة لأنه تتم داخل المدارس المصرية نفس المنظومة التعليمية بمعنى أنه فى التعليم الفنى فى العالم كله الناس تتحول من المدرسة إلى التدريب فى المصنع، إلا أن منظومتنا معظمها أو ما يقارب 98% ما زال فى المدرسة، بالتالى كان هناك توجه رئيسى لأن نطور هذه المدارس، وأن نكمل بناء على تجارب بدأت منذ 10 سنوات مضت فيما يعرف بمنظومة المجمعات التكنولوجية وهذه كانت تجربة رائدة وسائدة حتى الآن، وأخذنا منها فكرة معايير الجودة العالمية لأن هذه المجمعات الثلاثة الموجودة فى الأميرية والفيوم وأسيوط هى فى الحقيقة منشأة وفقا لمعايير الجودة العالمية من حيث المناهج وتدريب المدرسين ومن حيث المنظومة كلها كإدارة تعليمية لمؤسسة تعليمية، وكان الهدف  تطوير 27 مدرسة مصرية وفقا لنفس النهج الخاص بالمجمعات، وكان ذلك هو البداية الحقيقية لتجربة المجمعات فى المدارس المصرية، لأنه ليس من المعقول أن العمل على 27 مدرسة فقط ، لأن لدينا 2000 مدرسة، وبعد الرجوع إلى النماذج السابقة وجدنا أنه يتم البدء بالمناهج الدراسية، التى تعتمد على أن نذهب لسوق العمل لمعرفة المواصفات الحقيقية للمهن من خلال الاتفاق  معهم على مهارات يجب إكسابها للطلاب، حتى يكون الطالب عند حصوله على الدبلوم صالح لسوق العمل .
■ وهل تم الاستفادة من التجارب السابقة ؟
- بالفعل تم الاستفادة من التجارب السابقة  وعلى رأسها تجربة مدارس مبارك كول،  التى أنشئت فى مصر منذ عام 1995 والتى بها نفس فكرة الشراكة الحقيقية والتى تجعل الطالب الذى كان يقضى وقته دائما فى المدرسة، أصبح الآن من المدرسة للمصنع ليبنى هذه الشراكة، فيتدرب تدريبًا حقيقيًا، ويتعلم على المواد الثقافية والمهارات غير التقنية، وبالتالى يجب أن تبنى المناهج فى مصر كلها على هذه المنهجية التدريبية المهنية.
■ وماذا عن المناهج الدراسية ؟
- هذه المناهج هامة للغاية  ويجب  أن يتم تدريب المدرسين عليها، وهناك خطة واضحة بداية  2018 -19 بتعميم فكرة المناهج الجديدة على مدارس نظام الخمس سنوات، حيث سيتم تدريب 8 آلاف مدرس على هذه المنظومة الجديدة للمناهج، وسيتم بناء شراكة مع سوق العمل لكى يكون هناك تدريب حقيقى لكل طلابنا ومدرسينا فى الصناعة، وهو الأهم أن نكتب كل هذه المنظومة فى كتاب يوفر كل المعلومات والمعايير والمقاييس لكل المتطلبات لمنح الدرجة لكل مدارسنا بحيث يكون الطالب الذى يدرس فى القاهرة مثل الذى يدرس فى الإسكندرية وأسوان والوادى الجديد، ويتم تنفيذ المنظومة وفقا لما هو مكتوب، لكى توفر مرجعًا بكل ماهو مطلوب منها، هذا بالإضافة إلى أنها منظومة مرنة نستطيع أن نغير ما بداخلها عام بعد عام، لكى نلاحق تكنولوجيا العصر.
■ متى يمكن القول أن التعليم الفنى تم إصلاحه، أو كم من الوقت يستغرق ؟
- خلينا نترك مصر قليلا، ونرى كيف يتعامل العالم كالنمور الآسيوية سنغافورة وماليزيا وإندونيسيا وكوريا، هناك مقياس للتعليم الفنى بصفة خاصة،  نرى أن بند الجودة عامل مقياس لمستوى التعليم الفنى فى الدول، هذا المقياس أربعة مستويات أدناهم رقم واحد وأفضلهم المستوى رقم 4، والدول السابقة تحركت من المستوى الثانى للمستوى الثالث فى 10 سنوات، وتصنيفنا كمصر فى 2014 طبقا للبنك الدولى كنا فى بداية المستوى الثانى ، ونسعى لأن نرتقى من المستوى الثانى للثالث خلال 5 سنوات  وتغيير التعليم أو تطويره لابد أن يأخذ وقته.
■ وماذا عن مدرسة الضبعة الفنية لتكنولوجيا الطاقة النووية؟
- افتتحنا مدرسة الضبعة الفنية لتكنولوجيا الطاقة النووية فى العام الحالى، وهو المشروع الذى تهتم به القيادة السياسية، وهو مشروع قومى لمحطة الطاقة النووية السلمية، وهى أكبر دليل على أن التعليم الفنى فى مصر يتغير ليلبى حاجات العمل بنماذج جديدة متفردة.
■ وماذا عن ربط التعليم الفنى بالاستثمار ؟
- حتى نستطيع القيام بذلك يجب إعادة  تصميم خريطة التعليم الفنى لكى تتواءم مع خريطة الاستثمار فى كافة ربوع مصر..الخريطة الاستثمارية لدينا ضخمة جدا حيث  لدينا 342 نشاطًا استثماريًا على مستوى مصر، وبالتالى نحتاج إلى مزيد من الوقت لعمل توافق بين خريطة التعليم الفنى والخريطة الاستثمارية .
■ ما النظام الجديد القائم على نظام التعلم مدى الحياة؟
- هو جزء من المنظومة التعليمية لدينا، وهو ليس بالجديد، نقوم بتطويره والبناء عليه، بحيث يتيح الفرصة لمن يعمل أن يعود لمقاعد الدراسة ويدرس ويحصل على دبلوم فى أى سن، بشرط أن يكون من العاملين.
■ كيف ترى مصر بعد 10 سنوات بعد اتمام برنامج التعليم الفنى والتدريب المهنى ؟
- مصر بعد 10 سنوات ومع استمرار الجهود سيكون كل طالب داخل فى منظومة التعليم الفنى يعرف جيدا ماذا يريد أن يدرس وماذا سيعمل بعد التخرج، مما سيرتقى بالمناخ الاستثمارى والاقتصادى فى مصر لتصبح فى مصف الدول المتقدمة.