الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

مساجد مصر تصلى صلاة الغائب والكنائس تقرع أجراسها

مساجد مصر تصلى صلاة الغائب والكنائس تقرع أجراسها
مساجد مصر تصلى صلاة الغائب والكنائس تقرع أجراسها




كتب ـ محمود محرم
ومحمد السيد وعبدالجواد خليفة

فى مشهد يعكس وحدة وتماسك الوطن فى المحن والشدائد، أدت مساجد مصر أمس صلاة الغائب على أرواح شهداء العملية الإرهابية التى تمت بمسجد الروضة عقب صلاة الجمعة بمنطقة بئر العبد بشمال سيناء، كما قرعت الكنائس المصرية أجراسها تضامنًا مع أرواح الشهداء الذين راحوا غدرًا على أيدى شرذمة من المجرمين الإرهابيين المأجورين.
من جهته قال اللواء فؤاد علام عضو المجلس الأعلى لمكافحة الإرهاب: «إن التنظيمات الإرهابية تعمل بشكل متصاعد، وأنهم استطاعوا الحصول على أسلحة ومعدات قوية وغير مسبوقة فى مواجهة الجيش والشرطة»، مشددًا على وجود استراتيجية تخطيط للجماعات الإرهابية على المستوي المحلى والإقليمى والدولى.
وطالب علام الرئيس عبدالفتاح السيسى بعوة المجلس الأعلى لمكافحة الإرهاب وتفعيل نشاطه بالبدء فى وضع الاستراتيجية المطلوبة وتنفيذها والإشراف عليها، للمساهمة مع رجال الشرطة والجيش للحد من خطورة الإرهاب خلال الفترة المقبلة.
وأضاف علام: «سبق أن حذرنا الفترة السابقة من عمليات إرهابية داخل الحدود المصرية بهدف النيل منها وإسقاطها وسلب ثرواتها، حيث أرادوا زعزعة وقتل المواطنين»، مطالبًا الإعلام المصرى بتوعية المواطنين فى كيفية مواجهة التطرف بالتعاون مع قوات الأمن والجهات المختصة.
وأكد صبره القاسمى الباحث فى شئون الحركات الإرهابي، أن الحادث الإرهابى باستهداف مسجد الروضة هى نقلة جديدة للعمليات الإرهابية لأنها جاءت بعيدة خارج مثلث المواجهة مع القوات المسلحة والشرطة، مشيرًا إلى أنها محاكاة لأفعال التنظيم الأم فى العراق وسوريا، ومحاولة لجذب الانتباه وإعلان التواجد بعد الفشل فى مواجهة قوات الجيش والشرطة.
وأشار القاسمى إلى أن الجماعات المتطرفة تتبع استراتيجية جديدة فى المواجهة تعتمد على نشر الرعب بين المواطنين وتشتيت جهود الدولة لإعادة تلميع التنظيم إعلاميًا بعد فشل التنظيم فى السيطرة على أى بقعة فى سيناء وانتشار الأكمنة الفاشلة للتنظيم وسيطرة القوات عليهم وإحراز تقدم كبير عليهم، متابعًا: «هذا الهجوم يشير إلى مدى الضعف والتشتت الذى وصل له التنظيم، خاصةً أن التنظيم يعانى من التخبط والعشوائية بعد زوال التنظيم الأم فى العراق وسوريا».
وشدد طارق أبوالسعد الباحث فى شئون الحركات الإرهابية، على أن إطلاق تنظيم داعش الإرهابى النار على المصلين داخل مسجد الروضة فى العريش هو مؤشر على بداية تحول فى سلوك التنظيم من استهداف الجيش والشرطة المصرية باستهداف الشعب المصرى كله.
ولفت أبوالسعد إلى أن هذا التحول فى فكر التنظيم من العمليات النوعية ضد القوات المسلحة لاستهداف عامة الشعب ناتج عن عدم قدرة التنظيم على توجيه ضربات نوعية للقوات المصرية، وعملية مسجد الروضة هى محاولة إرهاب المواطنين لعدم التعاون مع الجيش والشرطة بعد تضييق الخناق عليهم وفشل معظم مخططاتهم الإرهابية.
وقال محمد الأباصيرى الداعية السلفى: «إن هذا الحادث الإرهابى الخسيس يكشف الوجه الحقيقى للجماعات البربرية المتسترة بالدين وما هم إلا حفنة قذرة من الوحوش الآدمية ومصاصى الدماء والذين لا يعرفون الله أو الدين، فضلاً عن أن يخافوه أو يراعوا حرماته وبيوته فى الأرض»، مشيرًا إلى أن دلالة هذه العملية الإرهابية تدل على أنهم غير قادرين على مجابهة القوات فلجأوا إلى تكتيكات أخرى وتحويل الصراع من صراع مع القوات المسحلة إلى قتل الأبرياء عن طريق التسلل لأى تجمع ورمى قنبلة وقتل مدنيين، وهذا مؤشر على ضعفه وعدم قدرته على التعامل المباشر.
وأشار الأباصيرى إلى أن التنظيم الإرهابى لجأ للحلقة الأكثر ضعفًا وهى المدنين العزل، لكي يعمل أكبر خسائر ممكنة فى الأفراد، لهدفين الأول إنه يثبت وجوده لنفسه ولأفراد تنظيمه وللموالين لكى يستمروا فى الدعم وإرسال التمويلات اللازمة، والثاني هو الانتخابات الرئاسية المقبلة بحيث يتم التأثير على صورة الدولة وكأنها لم تستطيع فرض السيطرة والأمن بالبلاد.
وقال د.زكريا بدوى خبير مكافحة الإرهاب الدولى: «إن تفجير المساجد واستهداف المدنيين جريمة جديدة من نوعها، ونسخة منتهجة من التجربة العراقية والسورية، مما يؤكد أن منفذى العملية من بين المجموعات النازحة من هناك، محاولين الوصول إلينا عن طريق الشرق أو الغرب»، مؤكدًا أن استخدام هذا الأسلوب يُعد جريمة نكراء من مجموعة قتلة لا علاقة لهم بالدين والإسلام.
وأضاف بدوى: «أن هذا النوع من العمليات الإرهابية كارت أخير يائس وفاشل لهؤلاء التكفيريين، ويحاولون من خلاله إرسال رسالة للعالم أجمع مفادها أن أيديهم مازالت تتحرك فى سيناء، والمحاولة كذبًا إظهار السيطرة على المنطقة هناك»، مشددًا على ضرورة التعاون القوى والفعال من جانب الأهالى مع الجهات الأمنية لوقف العمليات القادمة وبترها، مؤكدًا أن الإرهاب دائمًا يُطور من أساليبة، والطرق التي يلجأ إليها تعنى أنه فقد عقله فى كل شىء، فبدأ باستهداف الكنائس، ولأول مرة يتجه إلى المساجد، منوهًا إلى أنه كما يوجد تكاتف دولى بين الإرهابيين، فبات حتمًا التكاتف فى مجابهته.
فى السياق ذاته قال اللواء مجدى شحاتة الخبير العسكرى: «إن حادث تفجير مسجد الروضة واستهداف الآمنين بالعريش طعنة غادرة فى وجدان الوطن، ومرتكبو العمليات الإرهابية لا علاقة لهم بالإنسانية والدين الإسلامى، وهذا دليل على إفلاسهم والتقاط أنفاسهم الأخيرة»، مشيرًا إلى أن مكوث المتطرفين فى إحدى المناطق البعيدة لتدبير مكائدهم فى الخفاء جاء نتيجة لتضييق الأجهزة الأمنية الخناق عليهم، مضيفًا: «أن استهداف المُصلين محاولة فاشلة منهم لتعكير المزاج العام بالدولة، وردًا على الضربة التى قامت بها القوات المسلحة فى إبادة الإرهابيين».
واستكمل الخبير العسكرى: «الجماعات المتطرفة لجأت إلى العملية الإرهابية الخسيسة بعد أن فقدت الأمل فى التأثير على القوات المسلحة الباسلة والشرطة المصرية، ومحاولة إحداث وقيعة بين المدنيين وقوات الأمن وتخريب العلاقات الداخلية بينهم»، مؤكدًا أن الشعب المصرى لديه من الوعى ما يكفى لرفض مخططات الإرهابيين، وعبور كل هذه المحن.
وقال عبدالله الناصر حلمى أمين عام اتحاد القوى الصوفية: «إن استهداف المساجد وقتل المصلين أثناء صلاة الجمعة تطور خطير غير مسبوق ولابد من عقاب رادع لكل من تمتد يده لأبناء مصر الشرفاء، أيًا كان حتى يعلم الجميع قيمة الإنسان المصرى ولابد من سرعة محاكمة مرتكب هذه الجريمة عسكريًا وليست مدنيًا أيًا كان.
وأشار حلمى إلى أن ما حدث فى مسجد الروضة جريمة شنعاء ترفضها الأديان السماوية وكل القيم النبيلة وجريمة ضد الإنسانية وهجومًا على الإسلام والمسلمين وتؤكد أن مرتكبينها من أعداء الإسلام ولا ينتمون للدين الحنيف بصلة، متابعًا: «الإرهاب بهذه الجريمة السوداء يلفظ أنفاسه الأخيرة باستهداف المساجد بعد استهدافه فى السابق الكنائس وتلك العملية بمثابة انتحار لهم تؤكد نجاح الضربات القوية التى وجهتها لهم قواتنا المسلحة الباسلة وشرطتنا الشجاعة».
وأكد حلمى أن هذه العملية الإرهابية الفاجرة وحدت كل المصريين على قلب رجلاً واحدًا فى مواجهة تلك الفئة الباغية من خوارج العصر الحديث.