الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا

إلى العُلا.. فى سبيل الثأر

إلى العُلا.. فى سبيل الثأر
إلى العُلا.. فى سبيل الثأر




كتب - عمر علم الدين


عقب 30 ساعة من استهداف المصلين بمسجد الروضة فى مدينة بئر العبد بشمال سيناء، لم تتوقف قوات انفاذ القانون عن ملاحقة العناصر التكفيرية المسئولة عن الحادث الإرهابى الغاشم.
بناء على معلومات استخباراتية، وبالتعاون مع أبناء سيناء الشرفاء، قامت القوات الجوية على مدار الساعات الماضية بالقضاء على عدد من البؤر التى تتخذها العناصر الإرهابية كقاعدة انطلاق لتنفيذ أعمالها الاجرامية، التى تضم كميات من الأسلحة والذخائر والمواد المتفجرة والاحتياجات الادارية الخاصة بهم، وتصفية عدد من التكفيريين.
وتواصل القوات بالتعاون مع القوات الجوية تنفيذ عملياتها، بفرض طوقا أمنيا مكثفا لتمشيط المنطقة محيط الحدث، بحثا عن باقى العناصر الإرهابية للقضاء عليهم.
اللواء عادل العمدة، المستشار بأكاديمية ناصر العسكرية العليا، قال إن هناك حالة من اليأس تسيطر على الجماعات التكفيرية، لعدم قدرتهم على تنفيذ عمليات إرهابية ضد القوات المسلحة، ما دفعهم إلى استهداف المدنيين من خلال تفجير مسجد الروضة بالعريش. مضيفا: «أن هذا لم يحدث من قبل، لكنه جاء بعد تكثيف الضربات الامنية ونجاحها فى كسر شوكة الإرهاب مما جعله يسعى لوجود مخرج لزعزعة الاستقرار والثقة فى القيادة السياسية».
اللواء محمد زكى، المستشار بأكاديمية ناصر العسكرية العليا، اعتبر استهداف المصليين منعطفًا خطيرًا وتحولًا جذريًا فى تخطيط وفكر تلك الجماعات المتطرفة، ورغم أنهم يعلمون أن تلك العمليات ضدهم، إلا أنهم يسعون لتنفيذ أجندة مَن يمولهم، وجعل العالم يتحدث عن الإرهاب فى مصر بزيادة عدد الشهداء، علاوة على محاولة إشعار المواطنين أن الدولة عاجزة عن حمايتهم.
وتابع «زكى»: «هؤلاء لا يدركون أن الشعب المصرى لديه خبرة طويلة فى مقاومة التطرف وكسر الروح الانهزامية، وقد رأينا ذلك فى نكسة 67 وكيف أنه وصل بعدها بصبره وجهده لتحرير الأرض والكرامة».
مستشار أكاديمية ناصر العسكرية أوضح: «أن الحدث له تأثير على المستوى الداخلى والإقليمى والدولى وستظهر نتائجه خلال الأيام المقبلة، خاصة على المستوى الداخلى، فسيتم التعامل بحسم» مشيرًا إلى أن الحوادث الإرهابية تقف خلفها دول وأجهزة مخابراتية داعمة لأهداف «مشبوهة»، وهى قطر، وتركيا، وإيران، وإسرائيل وغيرهم وهذه القوى لها مصالح فى ما يحدث، بحسب قوله.
«زكى» أكد أن أسباب تلك العمليات ترجع إلى النجاحات التى حققتها مصر موخرًا على جميع المستويات من تنمية وضربات للعناصر الارهابية ناجحة، علاوة على لعب دور دولى وإقليمى مؤثر، فكان هذا الحدث الذى يستهدف إسقاط أكبر قدر من الضحايا، ولذا وجدنا بعد التفجير ضرب الناجين من المصلين بالرصاص ثم ضرب سيارات الإسعاف.
ولفت مستشار أكاديمية ناصر العسكرية إلى أن الإرهاب لا يقاومه إلا إصرار المصريين لأنه يحتاج لوقت أطول للقضاء عليه، ولن ينته بسهولة طالما تسانده دول، ومصر تسعى للنجاح داخليا بالتنمية أو خارجيا بتحقيق مصالحات بين الفرقاء، أو بناء تحالفات كما كان مؤخراً من التحالف الثلاثى بين مصر وقبرص واليونان، وهو فكرة مصرية لتحقيق نجاحات دبلوماسية ذات أبعاد تحمى الأمن الإقليمى والقومى، وهى تحالف تراه تركيا ضد مصالحها مما يجعلها تحارب طموحات مصر التنموية بدعم الجماعات الإرهابية والخلايا المخابراتية التى تزرعها.