الإثنين 13 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

بطلة «جسد غريب»: شخصية الفيلم تحديت بها نفسى ونقلت واقع التونسيات

بطلة «جسد غريب»: شخصية الفيلم تحديت بها نفسى ونقلت واقع التونسيات
بطلة «جسد غريب»: شخصية الفيلم تحديت بها نفسى ونقلت واقع التونسيات




كتبت_ آية رفعت

 

«سامية» فتاة استثنائية تبدأ رحلتها فى الفيلم التونسى «جسد غريب» بمحاولة النجاة من الغرق فنعرف منذ اللحظات الأولى أنها إنسانة قوية ومثابرة وتحاول الخروج من معاناتها بمجتمعها للعمل بباريس والاستقلال عن أهلها.
يتناول الفيلم ما تعانيه المرأة التونسية من عنف وتشدد احد عناصر اهلها والذى يحجم حريتها ويلجأ إلى تعذيبها لعدم تحقيقها لأحلامها، وذلك بالإضافة إلى معاناتها فى السفر بطريقة غير شرعية والحياة القاسية التى تعيشها كمغتربة مما يحولها إلى مرحلة العنف والتى تحاول من خلالها تحقيق أحلامها الضائعة بأى ثمن.
وعن بداية موافقتها على الفيلم قالت سارة حناشى بطلة العمل إنها عرفت بكاستينج للفيلم فتقدمت له على الفور وما حمسها لخوض التجربة هو بحثها الدائم على شخصية لا تشبهها فى الطباع وتتحدى بها نفسها. بالاضافة إلى أنها فريدة من نوعها ولكنها تمثل نسبة كبيرة من النساء التونسيات اللاتى يهاجرن سنويا إلى فرنسا للبحث عن ذاتهن أو أكل العيش.
وعن التحضير للدور قالت حناشى إنها سعت على معايشة الشخصية فقررت أن تتوحد مع تجربة سامية وأثناء تقديمها للفيلم كانت تقدم الأداء بحسب احساس البطلة نفسها بالتجربة. وأضافت قائلة: «قبل بداية التصوير قمت بمقابلة إحدى الفتيات اللاتى هاجرن بشكل غير شرعى، حيث قمت بمعرفة دوافعها للهروب أو أحلامها أو أسباب هروبها من البلد. مما ساعدنى فى تكوين احساسى الخاص لظهورها بشكل صادق لأن الشخصية بالنسبة لى أمانة، ومن كثرة معايشتى لحالتها ارهقت ومرضت أثناء التصوير وبعد انتهاء الفيلم اصيبت باكتئاب بسببها».
وعن التطرف الموجودة بالفيلم قالت سارة: إن مشكلة الكبت نشوفها بالمجتمع العربى ليس بشرط وجود تشدد دينى فقط أو تطرف، ولكن التشدد نفسه متواجد والعنف الذكورى يعانى منه كل المجتمع، وأظهرت بشخصية سامية أنها تعانى من عنف جسدى ولفظى ونفسى فهى لا تشعر بقيمتها بين أهلها وفى بلدها. وكانت تحاول إيجاد نفسها واثبات ذاتها وحريتها. فالفيلم لا يحمل رسالة التطرف الدينى فقط أو العنف الاسرى ولكنه يحمل رسائل مثل مشكلة المرأة بشكل عام فى المجتمع التونسى ومشكلة البطالة وغيرها من الامور التى قد تدفع الشخص إلى الهجرة.
وعن اعتراض بعض المشاهدين على وجود مشاهد جريئة بالعمل واتهام البطلة بانها كسرت التقاليد العربية والدينية بسبب العنف الذى تعرضت له قالت حناشى: «كل فرض يمكنه تفسير رسالة الفيلم كما يراها فالبطلة صريحة مع نفسها ونحن كمجتمع تونسى لا نعتبر مثلا شرب الخمور شىء مرفوض، ولكنها كانت ترغب بتجربة كل شىء لتجد نفسها وربما أرادت المخرجة أن تستفز المشاهد للتفاعل مع الشخصية وتحليل القضايا الموجودة بالفيلم».