الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

أزمة فى «البرلمان» بسبب رفض تخصيص الجلسة لمناقشة حادث «الروضة»

أزمة فى «البرلمان» بسبب رفض تخصيص الجلسة لمناقشة حادث «الروضة»
أزمة فى «البرلمان» بسبب رفض تخصيص الجلسة لمناقشة حادث «الروضة»




كتب ـ فريدة محمد وحسن عبدالظاهر

تصوير ـ مايسة عزت

نشبت أزمة داخل مجلس النواب، بعد إعلان رئيس البرلمان الدكتور على عبدالعال، أنه لن يناقش الأوضاع التى حدثت فى سيناء، وأنه سيكتفي بمناقشة ما ورد بجدول أعمال الجلسة الطارئة وهو تعديل قانون هيئة المحطات النووية لتوليد الكهرباء، الأمر الذى أثار غضب النواب الذين رفضوا ما قاله رئيس المجلس، وبينما أصر الأعضاء على موقفهم شدد رئيس المجلس على أن مناقشة أى أمر بخلاف ما ورد بجدول أعمال الجلسة الطارئة، مضيفًا: «عكس ذلك يخالف اللائحة».
واستشهد رئيس مجلس النواب، بكلمة للزعيم الراحل جمال عبدالناصر عقب نكسة 1967، والتى قال فيها: «رغم بشاعة ما حدث فهذه ليست ساعة للحزن بل ساعة للعمل»، متابعًا خلال الجلسة العامة أمس: «الحادث بشع وما وقع من إرهاب فى مسجد الروضة وقع من أعداء الوطن، والعمل وإنجاز المهام جزء من تحدى الإرهاب».
وقال عبدالعال: «هذا الحدث مؤلم وموجع، والمجلس أًصدر بيانا يعبر عن ألم وحزن جميع الأعضاء وتضامنهم مع الأجهزة الأمنية»، موضحًا أن المجلس يقوم بمهمة التشريع والرقابة، مضيفًا: «الحادث تسبب فى وجع للمصريين والعالم، ووحد المصريين جميعًا وانتهت المواقف الضبابية وأصبح الجميع على قلب رجل واحد»، وتحدثت بصفتى رئيس للمجلس وعبرت عن الجميع ثم سرد البيان الذى اصدره البرلمان بعد الحادث.
وبعدما وقف النواب دقيقة حدادًا على أرواح الشهداء رفض نواب عدم تخصيص وقت بالجلسة العامة لمناقشة ما حدث بسيناء، وهنا قال رئيس البرلمان: «أنا أمام مشكلة دستورية ولابد أن أخرج الجلسة بإجراءات صحيحة ولا أغفل الحادث»، مضيفًا: «سأناقش قانون هيئة المحطات النووية من حيث المبدأ، ومن يحصل على الكلمة عليه أن يوجه تعزية لأهالي الشهداء»، مؤكدًا أن العمل جزء من أساليب مواجهة الإرهاب»، وبهذا استجاب رئيس المجلس لطلب النواب.
وطالب رئيس البرلمان بشطب الكلمة التى قالها نائب رفح والشيخ زويد إبراهيم أبوشعيرة من المضبطة، وذلك بعد أن قال: «نحن ندفع الفاتورة لتعيشوا أنتم»، جاء ذلك بعد غضب النواب من رفض رئيس البرلمان مناقشة ما حدث بسيناء خلال الجلسة العامة.
مما اضطر النائب السيناوى إبراهيم أبوشعيرة إلى الاعتذار عن الكلمة التى قالها، مضيفًا: «قلت ذلك من غضبى، واتمنى أن أموت زى من ماتوا حبًا للوطن والجيش، وأجدد البيعة للرئيس عبدالفتاح السيسى رئيسًا للجمهورية.
وطالب النائب حجازى سعد بمقابلة وزير الدفاع فى أسرع وقت ممكن ، مؤكدًا نحن نقف مع القوات المسلحة كتف بكتف، وقال النائب السيناوى رحمي عبدربه: «نطالب بعودة محكمة العريش من أجل استخراج إعلانات الوراثة»، مضيفًا: «لا يجب أن ينتقل المواطنون للإسماعيلية والانتظار ساعات كثيرة».
ودعا النائب عطية موسى إلى ضرورة الإسراع فى ملف تنمية سيناء لمواجهة الإرهاب»، ورد رئيس مجلس النواب على مطالبة النواب بتأمين المساجد، قائلاً: «إن هناك الآلاف من المساجد فى مصر، وأن حال تخصيص فردين أمن لحراسة كل منها، فسوف نفرغ صفوف الجيش والشرطة وهذا هو المطلوب».
وأضاف عبدالعال: «لا يجوز أن نتكلم عن قصور قوات الأمن، فى الوقت الذى يواجهون فيه الإرهاب، فهولاء يقدمون شهداء يوميًا، وتلك الفترة تتطلب منا الوحدة الوطنية وتوحيد الصف فى مواجهة خطر الإرهاب والأمن لم يقصر»، متابعًا: «الشعب كله يدفع الفاتورة وفى المقدمة الجيش والشرطة».
وفى سياق متصل كشف عبدالعال، عن أن وزير العدل أصدر قرارا بعمل محكمة العريش، جاء ذلك خلال الجلسة العامة للبرلمان، وفي سياق آخر دعا نواب لتوجيه زيارات لسيناء وأداء صلاة الجمعة بمسجد الروضة.
والقى الدكتور على عبدالعال رئيس مجلس النواب كلمة فى بداية الجلسة العامة الطارئة المنعقدة توجه فيها بخالص العزاء لأسر شهداء حادث مسجد الروضة الإرهابى الغاشم الأليم، لافتا إلى أنه فى يوم الجمعة الماضى وجهت يد الإرهاب الآثم طعنة غادرة إلى مواطنين أبرياء حين استحلت دماءً حرمها الله ضاربة عرض الحائط بالتعاليم السمحة التى نادت بها جميع الأديان السماوية والقيم الإنسانية واغتالت مجموعة من الآمنين العزل أثناء سجودهم بمسجد الروضة بمنطقة بئر العبد فى حادثة يُجسد الغدر فنتج عن هذا الحادث البشع هذا العدد من الشهداء والمصابين.
وأوضح عبدالعال أن هذا العمل الإرهابى الجبان لا تقوم به إلا فئة باغية وممولة لا تمت للدين الإسلامى الحنيف بصلة من قريب أو بعيد، فئة باعت نفسها للشيطان واشترت دنياها بدينها لا مبدأ لها ولا هدف سوى الدمار والخراب ولا ولاء لديها إلا لمن يمولها ويدعمها.
وتابع رئيس البرلمان: «هؤلاء الجبناء الذين يطعنون المصلين فى ظهورهم لا يريدون إلا إحباط عزائم المصريين بعد النجاحات والضربات المتتالية التى وُجهت لهم من الجهات الأمنية، ومن ثواب التاريخ أنه لم يحدث أن هزم الإرهاب دولة بأكملها خاصة إذا كانت دولة راسخة عبر العصور، هذا الفعل الخسيس المشين لن ينال من إرادتنا وعزيمتنا، بل سيزيدنا صلابة وتلاحما وإصرارا على الاصطفاف خلف القيادة السياسية والمؤسسات الوطنية وفى مقدمتها الجبيش العظيم والشرطة الباسلة حتى يتم اجتثاث الإرهاب ليس من الأراضى المصرية فقط إنما من العالم بأسره».
وأوضح الدكتور على عبد العال أنه رغم مرارة الحادث وآلامه التى أصابت قلوب المصريين إلا أن هذا الحادث الأليم كشف أمام العالم أن هؤلاء القتلة يوجهون أسلحتهم إلى المسلمين قبل غيرهم، مشيرا إلى أن الضمانة المهمة فى مواجهة الإرهاب هو الوحدة والاصطفاف بين الشعب وقيادته السياسية وعدم السماح بوجود فرقة او اختلاف، مؤكدا أن غرض الإرهاب هو زرع بذور الفتنة بين المواطنين وإفقادهم الإيمان والثقة بقيادتهم والنيل من روحهم المعنوية وأن يكون الرد على العنف بالعنف فى متواليات وتغرق البلاد فى الفوضى، قائلا «ولن يتحقق لهم هذا».