الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

طوغان: بعد 60 سنة فنا أجمل لوحاتى لم أرسمها بعد









قال الفنان أحمد ثابت طوغان الشهير بـ"طوغان" عن معرضه الذى افتتح الخميس ويستمر حتى 15 يناير المقبل: المعرض جزء من كتاب جديد سوف تصدره وزارة الثقافة يتضمن 8000 لوحة، توثق مشواري، مع أنى دائما اشعر إن أجمل لوحاتى لم أرسمها بعد، شغلتنى أزمات المجتمع المصري، مثل غلاء الأسعار ومشاكل الصحة والتلوث والانحراف والقضايا السياسية، وأيضا عبرت عن المجتمع العربى وقضية فلسطين، ومن اهم الرسامين الذين اعتبرهم شاركونى الدفاع عن القضايا العربية، الفنان الفلسطينى الشهيد ناجى العلى والفنان اللبنانى حبيب حداد، والسوريين خالد جلال، وفرزات، والبحرينى خالد الهاشمي، والأردنى جلال الرفاعى، وغيرهم كثير.

يضم معرض طوغان، هو واحد من رعيل المدرسة الكلاسيكية فى فن الكاريكاتير فى مصر، التى كان من روادها صاروخان ورخا، 70 عملا فنياً، ما بين اللوحة التصويرية والكاريكاتيرية، معبرا عن فترة ما بين (1952 -2012)، من بينها 30 عملاً عن ثورة يناير، ومن اللوحات ما يعبر عن العدوان الثلاثي، وهزيمة نكسة 67، وحرب أكتوبر73، وينفرد طوغان بطريقته اللاذعة وأسلوبه الفنى المميز، فنان لا يرسم الصورة الواقعية للوجع،‏ بل يتوغل فى عمق محتوى الواقع السياسى المؤلم، ليتحول هذا المحتوى إلى تشخيص إنسانى حى يخفف به من قسوة الواقع ليجعل البشر يتحملون الحدث ويكملون مسيرة الحياة.

يؤمن طوغان بأن فن الكاريكاتير لا يقل دوره نبلا عن دور الجنود المحاربين، وكثيرا ما وجهت لرسامى الكاريكاتير اتهامات من قبل والرؤساء والمسئولين على مدار التاريخ، لكنهم أكملوا المسيرة بثبات مدافعين عن رسالتهم، ومدافعين عن طبقات الشعب المصرى خصوصاً الفقراء وقضايا الغلاء، منذ 60 عاما وحتى اليوم قضاها طوغان وهو فى رحاب صاحبة الجلالة، انتقد العديد من القضايا والأزمات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية التى تخص كل شرائح المجتمع المصري، حيث تحمل أعماله هوية فنية ثنائية تتمثل فى تشكيلية وكاريكاتيرية نقدية ساخرة وساحرة.

واصل طوغان حديثه عن المعرض وفن الكاريكاتير عامة: الكاريكاتير تلخيص لمعاناة شعب، وتحويل قهره اليومى إلى نكتة ساخرة، لذلك فهو فن الجميع، وأيضا المادة الصحفية المفضلة للقارئ بغض النظر عن مستوياتهم الثقافية، وتستطيع الرسمة أن تقدم رسالة تصل أسرع من مجموعة مقالات صحفية، خصوصا فى هذه الفترة الصعبة من تاريخ مصر، ففى بعض أعمالى توقعت وتنبأت بأحداث قبل حدوثها، مثل الهجرة غير الشرعية للشباب عبر البحر، ورسمت لوحات كثيرة، ولكن لا أحد انتبه لخطورة الموقف، كما أن الضغوط التى يعانى منها الشعوب نتيجة كثرة الأزمات تكفى لقيام الثورات، لذلك رسام الكاريكاتير لابد أن يكون له قضية ورسالة، ولا ينتظر حدوث الحدث حتى يسخر منه، بل بإمكانه أن يتوقعه من خلال المتاح أمامه على الساحة، الدور الحقيقى للرسام الكاريكاتير ان يكون له قضية يدافع عنها، سياسية أو اجتماعية، وكم من القضايا تحتاج الكثير من الطرح النقدي، حقوق الإنسان هى القاسم المشترك الأعظم بين رسوم فنانى الكاريكاتير فى العالم كله، بدليل أننا نتابع رسامى الكاريكاتير فى دول كثيرة وتصل إلينا رسالة العمل دون داعى أن نقرأ الترجمة، يكفى الترجمة الإنسانية لما هو مرسوم.

وواصل طوغان: نحن نعيش عصر الكاريكاتير فى الأحداث، لذلك حرية التعبير بدون شروط شرط أساسى لاستمرار رسام الكاريكاتير وكل الفنانين والمبدعين، زمان حين تمنع رسوماتنا من النشر نثور ولنشرها فى أكثر من مكان، وعندما يسمع الجمهور عن رسمة "مرفوضة" يبحث عنها وتأخذ شهرة أكثر، وتلقى الإعجاب لأنها من الأصل صادقة ومعبرة عن قضية فى المجتمع المصري، لذلك أقول لكل الرسامين تمسكوا بحرية التعبير ولا تقبلوا بأى بدائل لا يوجد شيء بديل عن الحرية، فقد اعتدنا من قبل البعض على الهجوم على حرية التعبير على مدار التاريخ، ومع ذلك أكملنا دون توقف أو ملل، الريشة كالبندقية، واللوحة موقف ورسالة.

وواصل: أنا على المستوى الشخصى سعيد جدا بأن ثورة يناير أفرزت هذا الكم من الرسوم الكاريكاتيرية الرائعة التى تؤكد أن الشعب المصرى بطبعه ساخر من قضايا، تابعت بتركيز هذه رسومات الثورة، وأيضا وجوده فنانات كاريكاتير شيء رائع، فالمرأة خفيفة الدم تعجبنى الفنانة دعاء العدل أفكارها وتعليقاتها ورسوماتها وطريقة الرسم، الحمد لله فى مصر كل يوم يولد رسام كاريكاتير يدافع عن وطنه بأدواته.