السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

6 رسائل للرئيس فى احتفالية المولد النبوى

6 رسائل للرئيس فى احتفالية  المولد النبوى
6 رسائل للرئيس فى احتفالية المولد النبوى




كتب - أشرف أبوالريش

صبحى مجاهد وأحمد إمبابى

 

شهد الرئيس عبدالفتاح السيسى صباح أمس الاحتفال الذى أقامته وزارة الأوقاف بذكرى المولد النبوى الشريف، وشارك فى الاحتفال المهندس مصطفى مدبولى القائم بأعمال رئيس مجلس الوزراء ووزير الإسكان، وفضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، والدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف، والدكتور شوقى علام مفتى الجمهورية، بالإضافة إلى عدد من الوزراء وكبار المسئولين، ولفيف من شيوخ وأئمة الأزهر والأوقاف والدعاة.
وخلال الاحتفالية استهل الرئيس السيسى كلمته بطلب الحضور للوقوف دقيقة حدادا على أرواح شهداء الوطن الطاهرة.
وقال الرئيس فى كلمته أن ذكرى المولد النبوى الشريف تأتى بعد أيامٍ قليلة من حادثٍ أليم أوجع قلوبنا وأصاب العالم كله بالصدمة.. حادثٌ إرهابىٌ جبان.. استهدف أبرياءً مُصلّين داخل أحد بيوت الله.. حادثٌ اقترفته أيدى مجرمين.. تجردوا من أدنى معانى الإنسانية.. ومن أى صفاتٍ للرحمة.. من التى نادى بها رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم.. نبى الرحمة.
وأضاف: إننا إذ نُحيى معاً الذكرى العطرة لنبينا العظيم.. وندعو المولى عز وجل أن يعيد هذه المناسبة على الشعب المصرى.. والأمتين العربية والإسلامية.. بالخير واليمن والبركات.. نتساءل فى الوقت ذاته كيف لمن يدعون اتباعهم لنهج الرسول الكريم.. أن يقترفوا مثل هذه الجرائم البشعة؟ كيف لمن يدعون انتماءهم لدين الإسلام الذى يحث على التراحم ونشر التسامح.. أن ينشروا الفساد فى الأرض؟ بأى منطقٍ إنسانىّ يحلل البعض لأنفسهم قتل الأطفال والشيوخ والأبرياء وحرمانهم من حقهم فى الحياة؟
وأكد الرئيس أن مصر تواجه خلال الأعوام الماضية حرباً مكتملة الأركان.. تسعى إلى هدم الدولة واستنزاف جهودها للحيلولة دون استقرار هذا الوطن وازدهاره.. حربٌ تقودها فئة تتوهم أن الشعب المصرى سيتوقف عن المُضيّ فى مسيرة البناء والتنمية.. وتدعم تلك الفئة الباغية قوى خارجية تمدها بالسلاح والأموال والعناصر الإرهابية.. سعياً من تلك القوى لفرض هيمنتها على المنطقة وإثناء مصر عن القيام بدورها الإقليمى.. الذى لا يهدف سوى لترسيخ الأمن والاستقرار وتسوية ما يشهده الشرق الأوسط من أزمات.. وبهدف أساسى وهو إنهاء المعاناة الإنسانية التى أنهكت شعوب المنطقة.. وإفساح المجال لتحقيق تنمية حقيقية.. اقتصادياً واجتماعياً وسياسياً.  
وارتجل الرئيس فى كلمته موجها عدة رسائل لدعاة الأزهر والأوقاف قائلا: أنتم كتائب النور التى وجب عليها إزاحة الظلام.. وإن العمليات الإرهابية التى تتعرض لها مصر تهدف إلى عرقلة جهود التنمية واستنزاف الاقتصاد، ويثبت ذلك أى محاكاة للاقتصاد المصرى إذا لم يتعرض لعمليات ارهابية خلال الخمسين عاماً الماضية.
وأضاف الرئيس: إن الأفكار الهدامة لا تبنى الأمم أو الشعوب أو الحضارات، ويعكس ذلك عجز الدول التى تتعرض للإرهاب والتطرف عن تحقيق تنمية وتقدم حقيقيين فى مناطق متفرقة فى العالم، إن إعادة إعمار سوريا وحدها على سبيل المثال يتطلب 250 مليار دولار.
وقال إن تحقيق الأمن والاستقرار هو مسئولية المجتمع بأكلمه وليس الشرطة والقوات المسلحة فقط...الافكار الهدامة لن تسود ولكن تعرقل تقدم الأمم.. لا نهدف إلى الإساءة للدين، ولكن التشويه الحقيقى حدث نتيجة الأفكار المتطرفة والإرهاب، حيث تأثرت صورة المسلمين سلباً نتيجة تلك الأفكار، وكان لزاماً على الدولة المصرية ومؤسساتها.. أن تتحرك على عدة محاور فى آنٍ واحد لتواجه تلك المخططات بكل حزم وقوة.
واستكمل الرئيس كلمته قائلا: على الصعيد الأمنى.. تحرص الدولة على التصدى لكل من تسوّل له نفسه أن يهدد أمنها واستقرارها.. تتخذ ما يلزم من إجراءات للدفاع عن نفسها.. تطور قواتها المسلحة.. تحمى حدودها.. وتثأر لأبنائها.. وأؤكد هنا مرة أخرى.. أن دماء شهدائنا لن تذهب سُدى.
وعاد الرئيس مرتجلا ليوجه تكليفا للفريق محمد فريد حجازى رئيس أركان حرب القوات المسلحة بمسئولية استعادة الأمن والاستقرار فى سيناء خلال ثلاثة أشهر بالتعاون مع وزارة الداخلية، على أن تُستخدم كل القوة الغاشمة، وأؤكد أن رجال القوات المسلحة والشرطة عازمون على مواصلة الحرب على الإرهاب حتى اقتلاعه من جذوره وواثقون فى أن الله سينصرنا بإذنه تعالى.
واستطرد الرئيس فى كلمته قائلا: على الجانب الآخر،  وإدراكاً من الدولة أن تحقيق تقدم ملموس على صعيد التنمية الاقتصادية يعد أحد المحاور الهامة التى تقضى على البيئة الخصبة لنمو التطرف والإرهاب، والمساعدة فى مكافحته،  لذلك فقد سعت الحكومة إلى تحقيق نهضة حقيقية، فتبنت خطة لإصلاح المشكلات التى طالما عانى منها الاقتصاد المصرى، خطةٌ نهدف من خلالها إلى تحقيق معدلات نمو مرتفعة، وإنشاء بنية تحتية متطورة تنقل مصر من حالٍ إلى حالٍ أفضل، وبحيث تتحقق تنمية مستدامة تتوافر فيها فرص العمل للشباب، ويتحقق مستوى معيشة كريم للمواطنين، ينعمون فيه بخدمات عامة متميزة، مثل التعليم العصرى المتطور، والرعاية الصحية اللائقة.
وأوضح الرئيس فى كلمته إن الجهود التى تبذلها الدولة هى جهود علمية ومخلصة وأمينة ولا تهدف سوى إعادة بناء الدولة وتحقيق الازدهار إن التراجع الذى حدث على مدار سنوات طويلة يستلزم أيضاً سنوات لإصلاحه، ونبذل أقصى جهد والله يشهد على ذلك حتى يمكن تحقيق ما نتطلع إليه جميعاً إننا نرى بالفعل النتائج التى تتحقق، وهى كثيرة وعظيمة فى ظل الظروف التى نعيشها ورغم محاربة الدولة للإرهاب على مدار السنوات الأربعة الماضية وما يتكلفه ذلك من أعباء مالية، إلا أنه توجد معدلات نمو مرتفعة ونعمل على تحقيق التنمية فى شتى القطاعات، وأوكد لكم أننا عازمون على جعل بئر العبد مدينة يشار إليها بالبنان.
وأضاف الرئيس: لا يخفى عليكم أن بناء الإنسان وتنوير العقول وتحصينها من الأفكار الظلامية الهدامة لا يقل أهمية عن المحورين السابق ذكرهما.. إن لم يكن الأهم على الإطلاق.. ومن هنا جاءت دعوتى لتجديد الخطاب الدينى.. سعياً لتنقيته من الأفكار المغلوطة التى يستغلها البعض لتضليل أبنائنا واجتذابهم إلى طريق الظلام والتدمير.
وقال الرئيس: إن عملية تنوير العقول وتطوير وترسيخ المفاهيم الثقافية والاجتماعية اللازمة لحماية أبنائنا من الأفكار المتطرفة لا يمكن أن تقودها مؤسسة واحدة أو حتى الدولة بمفردها، بل تتطلب عملاً جماعياً، تشترك فيها الدولة بمختلف مؤسساتها مع المجتمع بشتى مكوناته.. مثقفيه وكتابه ونابغيه فى جميع القطاعات، وأننى من هنا، وفى هذه المناسبة أدعوكم جميعاً إلى التكاتف من أجل بناء الإنسان والفرد، أدعو كل أم وكل أب أن يحافظوا على أبنائهم من سعى كل غادرٍ لاستغلالهم كوقود للإرهاب والكراهية، أدعو كل شابة وشاب أن يتسلحوا بالعلم وقيم التعايش وقبول الآخر ليواجهوا بها أرباب الجهل وكارهى الحياة، وأدعو رجال الدين ومفكريه إلى مزيد من العمل على نشر قيم التسامح والرحمة والاستنارة.
فى الختام.. وفى هذه المناسبة الطيبة.. دعونا نقتدى بنبى الرحمة المهداة.. الذى بُعِثَ ليتمم مكارم الأخلاق.. لنجعل من هذه الذكرى نوراً يضىء لنا طريقنا.. ويثبت قلوبنا على طريق الحق والخير والبناء.. وكونوا واثقين مثلما أثق.. أن الله لا يضيع أجر من أحسن عملاً.. وأن مصر ستنتصر، وستعلو رايتها، وستتحقق آمال شعبها فى المستقبل القريب... بإذن الله ومشيئته.
وشهد الاحتفال تكريم الرئيس لعدد من العلماء بمنحهم وسام العلوم والفنون من الطبقة الأولى تقديراً لجهودهم العلمية والدعوية فى دعم القضايا الإسلامية.
وخلال الاحتفالية ألقى الإمام الأكبر شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب كلمة أشار خلالها إلى أن الاحتفال بالمولد النبوى الشريف هو احتفال بالرسالة التى وضعت الإنسانية على الطريق الصحيح وأخرجتها من ظلمات الجهل والضلال، مشيرًا إلى أن التاريخ أثبت أن سقوط الحضارات كان بسبب الانحراف عن منهج النبوة، والخروج عن الأخلاق التى جاء بها النبى صلى الله عليه وسلم.
 كما أكد الطيب أن حادث مسجد الروضة مصيبة زلزلت قلوب المصريين والعالم.
وألقى وزير الأوقاف كلمة فى بداية الاحتفال أكد خلالها وقوف الشعب المصرى خلف قيادته فى جهودها لمكافحة الإرهاب، مشدداً على أن مصر ستنتصر على الإرهاب بإذن الله وستقود دول المنطقة للنهوض من أزماتها.
كما أشار الدكتور محمد مختار جمعة إلى جهود الوزارة فى تجديد الخطاب الدينى من خلال إصدار العديد من المؤلفات، فضلاً عن إعداد الأئمة المؤهلين من خلال برامج تدريبية راقية ومتميزة.