الخميس 18 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

السيسى لـ«رئيس الأركان»: أنت المسئول

السيسى لـ«رئيس الأركان»: أنت المسئول
السيسى لـ«رئيس الأركان»: أنت المسئول




استعادة الأمن والاستقرار فى سيناء خلال 3 أشهر

 

كتب - أشرف أبو الريش وصبحى مجاهد وأحمد إمبابى

بحسم وحزم شديدين، كلف الرئيس عبد الفتاح السيسى الفريق محمد فريد حجازى رئيس أركان حرب القوات المسلحة بمسئولية استعادة الأمن والاستقرار فى سيناء خلال ثلاثة أشهر بالتعاون مع وزارة الداخلية، على أن تستخدم كل القوة الغاشمة.
وخلال الاحتفال بذكرى المولد النبوى الشريف، جدد الرئيس تأكيده بأن رجال القوات المسلحة والشرطة عازمون على مواصلة الحرب على الإرهاب حتى اقتلاعه من جذوره، وواثقون أن الله سينصرنا بإذنه تعالى.
استهل الرئيس كلمته فى الاحتفالية بطلب الحضور للوقوف دقيقة حدادا على أرواح شهداء الوطن الطاهرة، وقال إن ذكرى المولد النبوى الشريف تأتى بعد أيام قليلة من حادث أليم أوجع قلوبنا وأصاب العالم كله بالصدمة، حادث إرهابى جبان، استهدف أبرياء مصلين داخل أحد بيوت الله، حادث اقترفته أيد مجرمة، تجردوا من أدنى معانى الإنسانية، ومن أى صفات للرحمة، من التى نادى بها رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم، نبى الرحمة.
وأكد السيسى أن مصر تواجه خلال الأعوام الماضية حربا مكتملة الأركان، تسعى إلى هدم الدولة، واستنزاف جهودها للحيلولة دون استقرار هذا الوطن وازدهاره، حرب تقودها فئة تتوهم أن الشعب المصرى سيتوقف عن المضى فى مسيرة البناء والتنمية، وتدعم تلك الفئة الباغية قوى خارجية تمدها بالسلاح والأموال والعناصر الإرهابية، سعيا من تلك القوى لفرض هيمنتها على المنطقة وإثناء مصر على القيام بدورها الإقليمى، الذى لا يهدف سوى لترسيخ الأمن والاستقرار وتسوية ما يشهده الشرق الأوسط من أزمات، وبهدف أساسى وهو إنهاء المعاناة الإنسانية التى أنهكت شعوب المنطقة، وإفساح المجال لتحقيق تنمية حقيقية، اقتصاديا واجتماعيا وسياسيا.

كتائب النور
وارتجل الرئيس فى كلمته موجها عدة رسائل لدعاة الأزهر والأوقاف قائلا: أنتم كتائب النور التى وجب عليها إزاحة الظلام.. وإن العمليات الإرهابية التى تتعرض لها مصر تهدف إلى عرقلة جهود التنمية واستنزاف الاقتصاد، ويثبت ذلك أية محاكاة للاقتصاد المصرى إذا لم يتعرض لعمليات ارهابية خلال الخمسين عاما الماضية.
وأضاف: إن الأفكار الهدامة لا تبنى الأمم أو الشعوب أو الحضارات، ويعكس ذلك عجز الدول التى تتعرض للإرهاب والتطرف عن تحقيق تنمية وتقدم حقيقيين فى مناطق متفرقة فى العالم، إن إعادة إعمار سوريا وحدها على سبيل المثال يتطلب 250 مليار دولار، موضحا أن 12 دولة هدمت وانظروا معى الى افغانستان والعراق والصومال وليبيا وسوريا.
وشدد على أن تحقيق الأمن والاستقرار مسئولية المجتمع بأكلمه وليس الشرطة والقوات المسلحة فقط.. الافكار الهدامة لن تسود ولكن تعرقل تقدم الأمم، لا نهدف إلى الإساءة للدين، ولكن التشويه الحقيقى حدث نتيجة الأفكار المتطرفة والإرهاب، حيث تأثرت صورة المسلمين سلبا نتيجة تلك الأفكار، وكان لزاما على الدولة المصرية ومؤسساتها.. أن تتحرك على عدة محاور فى آنٍ واحد لتواجه تلك المخططات بكل حزم وقوة.

لن تذهب سدى
وفيما يتعلق بالصعيد الأمنى، أكد الرئيس أن الدولة تحرص على التصدى لكل من تسوّل له نفسه أن يهدد أمنها واستقرارها، تتخذ ما يلزم من إجراءات للدفاع عن نفسها، تطور قواتها المسلحة، تحمى حدودها، وتثأر لأبنائها، وأوكد هنا مرة أخرى.. أن دماء شهدائنا لن تذهب سُدى.
وتابع: إن تحقيق تقدم ملموس على صعيد التنمية الاقتصادية يعد أحد المحاور المهمة التى تقضى على البيئة الخصبة لنمو التطرف والارهاب، والمساعدة فى مكافحته، لذلك فقد سعت الحكومة إلى تحقيق نهضة حقيقية، فتبنت خطة لإصلاح المشكلات التى طالما عانى منها الاقتصاد المصرى، خطةٌ نهدف من خلالها إلى تحقيق معدلات نمو مرتفعة، وإنشاء بنية تحتية متطورة تنقل مصر من حالٍ إلى حالٍ أفضل، وبحيث تتحقق تنمية مستدامة تتوفر فيها فرص العمل للشباب، ويتحقق مستوى معيشة كريم للمواطنين، ينعمون فيه بخدمات عامة متميزة، مثل التعليم العصرى المتطور، والرعاية الصحية اللائقة.

إعادة بناء الدولة
وأوضح أن الجهود التى تبذلها الدولة هى جهود علمية ومخلصة وأمينة ولا تهدف سوى إعادة بناء الدولة وتحقيق الازدهار إن التراجع الذى حدث على مدار سنوات طويلة يستلزم أيضا سنوات لإصلاحه، ونبذل أقصى جهد والله يشهد على ذلك حتى يمكن تحقيق ما نتطلع إليه جميعا إننا نرى بالفعل النتائج التى تتحقق، وهى كثيرة وعظيمة فى ظل الظروف التى نعيشها ورغم محاربة الدولة للإرهاب على مدار السنوات الأربع الماضية وما يتكلفه ذلك من أعباء مالية، إلا أنه توجد معدلات نمو مرتفعة ونعمل على تحقيق التنمية فى شتى القطاعات، وأوكد لكم أننا عازمون على جعل بئر العبد مدينة يشار إليها بالبنان.
وأضاف الرئيس: لا يخفى عليكم أن بناء الإنسان وتنوير العقول وتحصينها من الأفكار الظلامية الهدامة لا يقل أهمية عن المحورين السابق ذكرهما..إن لم يكن الأهم على الإطلاق.. ومن هنا جاءت دعوتى لتجديد الخطاب الديني.. سعيا لتنقيته من الأفكار المغلوطة التى يستغلها البعض لتضليل أبنائنا واجتذابهم إلى طريق الظلام والتدمير.

تنوير العقول
وقال الرئيس: إن عملية تنوير العقول وتطوير وترسيخ المفاهيم الثقافية والاجتماعية اللازمة لحماية أبنائنا من الأفكار المتطرفة لا يمكن أن تقودها مؤسسة واحدة أو حتى الدولة بمفردها، بل تتطلب عملا جماعيا، تشترك فيها الدولة بمختلف مؤسساتها مع المجتمع بشتى مكوناته.. مثقفيه وكتابه ونابغيه فى جميع القطاعات، وأننى من هنا، وفى هذه المناسبة أدعوكم جميعا إلى التكاتف من أجل بناء الإنسان والفرد، أدعو كل أم وكل أب أن يحافظوا على أبنائهم من سعى كل غادرٍ لاستغلالهم كوقود للإرهاب والكراهية، أدعو كل شابة وشاب أن يتسلحوا بالعلم وقيم التعايش وقبول الآخر ليواجهوا بها أرباب الجهل وكارهى الحياة، وأدعو رجال الدين ومفكريه إلى مزيد من العمل على نشر قيم التسامح والرحمة والاستنارة.
وفى ختام كلمته، دعا الرئيس إلى الاقتداء بنبى الرحمة المهداة، الذى بُعِثَ ليتمم مكارم الأخلاق.. لنجعل من هذه الذكرى نورا يضىء لنا طريقنا.. ويثبت قلوبنا على طريق الحق والخير والبناء.. وكونوا واثقين مثلما أثق أن الله لا يضيع أجر من أحسن عملا.. وأن مصر ستنتصر، وستعلو رايتها، وستتحقق آمال شعبها فى المستقبل القريب... بإذن الله ومشيئته.