الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

تحريم حلوى المولد آخر تقاليع المتطرفين والمفتى يرد: فتاوى فاسدة لا يعتد بها

تحريم حلوى المولد آخر تقاليع المتطرفين والمفتى يرد: فتاوى فاسدة لا يعتد بها
تحريم حلوى المولد آخر تقاليع المتطرفين والمفتى يرد: فتاوى فاسدة لا يعتد بها




كتب - صبحى مجاهد

 

مع الاحتفال السنوى فى كل عام بذكرى المولد النبوى الشريف يتسابق المتشددون وجماعات التطرف على رأسها داعش بإطلاق الفتاوى المتطرفة بتحريم الاحتفال بالمولد النبوى وكان أخر تقاليع هذه الفتاوى هو اعتبار حلوى المولد ما يصاحبها من أشكال للحلوى حراماً وتدخلاً فى حكم الوثنيات.
بل إن داعش اطلقت عبر مواقع التواصل الاجتماعى فتاوى تحرم شراء حلوى المولد النبوى أو التهادى بها فى ذكرى المولد النبوى الشريف، ولا يجوز لأى مسلم ان يخالف ذلك وإلا وقع فى محظور كبير.
وحول تلك الفتاوى يؤكد الدكتور شوقى علام، مفتى الجمهورية، أن شراء الحلوى والتهادى بها أثناء الاحتفال بذكرى المولد النبوى الشريف «مباح شرعا ويدخل فى باب الاستحباب من باب السعة على الأهل والأسرة فى هذا اليوم العظيم».
وشدد قائلاً: إن الاحتفال بذكرى المولد النبوى الشريف والفرح بها من أفضل الأعمال وأعظم القربات، ويندب إحياء هذه الذكرى بجميع مظاهر الفرح والسرور، وبكل طاعة يُتقرب بها إلى الله عز وجل، ويَدخُل فى ذلك ما اعتاده الناسُ من شراء الحَلوى والتهادى بها فى المولد الشريف؛ فرحًا منهم بمولده صلى الله عليه وآله وسلم، ومحبةً منهم لما كان يحبه.
واستدل المفتى بما جاء عَنْ السيدة عَائِشَةَ رضى الله عنها أنها قَالَتْ: «كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وآله وسلم يُحِبُّ الحَلْوَاءَ، وَيُحِبُّ العَسَلَ» رواه البخارى وأصحاب السنن وأحمد، فكان هذا الصنيعُ منهم سُنةً حسنة، كما أن التهادى أمر مطلوب فى ذاته، لقول النبى صلى الله عليه وآله وسلم: «تَهَادوْا تَحَابوْا» رواه الإمام مالك فى «الموطأ»، ولم يَقُمْ دليلٌ على المنع من القيام بهذا العمل أو إباحَتِه فى وقت دون وقت، فإذا انضمت إلى ذلك المقاصد الصالحة الأخُرى؛ كَإدْخَالِ السُّرورِ على أهلِ البيت وصِلة الأرحامِ فإنه يُصبح مستحبًّا مندوبًا إليه، فإذا كان ذلك تعبيرًا عن الفرح بمولدِ المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم كان أشَدَّ مشروعيةً وندبًا واستحبابًا؛ لأنَّ «للوسائل أحكام المقاصد».
وقال مفتى الجمهورية : لقد نص العلماء على استحباب إظهار السرور والفرح بشتى مظاهره وأساليبه المشروعة فى الذكرى العطرة لمولده الشريف صلى الله عليه وآله وسلم، ويقول الحافظ السيوطى فى «حسن المقصد فى عمل المولد» المطبوع ضمن «الحاوى للفتاوي»: [فيستحب لنا أيضًا إظهارُ الشكر بمولده بالاجتماع وإطعام الطعام ونحو ذلك من وجوه القربات وإظهار المسرات].
وأضاف مفتى الجمهورية : وأما الزعم بأن شراء الحلوى فى المولد أنها أصنام، وأنها بدعة وحرام، وأنه لا يجوز الأكل منها، ولا إهداؤها: فهو كلام باطل يدل على جهل قائليه بالشرع الشريف، وضحالة فهمهم لمقاصده وأحكامه؛ فإنها أقوال مبتدعة مرذولة لم يَقُلْها أحدٌ من علماء المسلمين فى قديم الدهر ولا حديثه، ولم يُسبَق أصحابُها إليها، ولا يجوز العملُ بها ولا التعويل عليها؛ إذ فيها تشبيه للمسلمين المحبين لله ورسوله صلى الله عليه وآله وسلم بالمشركين العاكفين على الأصنام، وهذا مسلك الخوارج الذين يعمدون إلى النصوص التى جاءت فى المشركين فيحملونها على المسلمين، والله سبحانه وتعالى يقول منكرًا على أصحاب هذا المنهج: ﴿أَفَنَجْعَلُ الْمُسْلِمِينَ كَالْمُجْرِمِينَ مَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ﴾، ويلزم من هذه الأقوال الفاسدة تحريم مظاهر الفرح بمولد النبى المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم، وهذا مع مخالفته للفطرة السوية هو مخالف لعمل الأمة المحمدية.
 وأكد مفتى الجمهورية أن المسلمين عبر القرون يُهدون ويفرحون بالتوسعة على الفقراء والعيال فى ذكرى المولد الشريف، من غير نكير، فرحًا بمولد الهادى البشير صلى الله عليه وآله وسلم، والنفوس مجبولة على الفرح بمن تحب، والنبى صلى الله عليه وآله وسلم هو أعظم من يُحَبُّ، وأَوْلَى من يُفرَح به، وهذه الدعوى الفاسدة تستلزم تضليل الأمة وتجهيل علمائها عبر الأمصار والأعصار.
واختتم المفتى قائلا : وبناءً على ذلك: فشراءُ الحلوى، والتهادى بها، والتوسعةُ على الأهل والعيال، وما إلى ذلك من مظاهرِ الفرح الدنيوية المباحة بمولد النبى صلى الله عليه وآله وسلم كلها جائزةٌ شرعًا، ويثاب المسلم على قصده فيها من محبة النبى صلى الله عليه وآله وسلم وتعظيمه، وفيها فضلٌ عظيم؛ فإن الوسائل لها أحكام المقاصد، ومن باب أَوْلَى مشروعية المظاهر الدينية للاحتفال، وأما الأقوال التى تحرم على المسلمين الاحتفال بنبيهم صلى الله عليه وآله وسلم والتعبير عن سرورهم بمولده الشريف صلى الله عليه وآله وسلم بشتى وسائل الفرح المباحة فإنما هى أقوال فاسدة وآراء كاسدة، لم يُسْبَقْ مبتدعوها إليها، ولا يجوز الأخذُ بها ولا التعويلُ عليها.
من جهته دعا د. على جمعة مفتى الجمهورية السابق وعضو هيئة كبار العلماء من يفتى بحرمة المولد النبوى بالتوبة والعودة لصحيح الدين، وشدد أن القول بان الاحتفال بالمولد النبوى شرك هو ترويج لفكر التكفير وامتداد لفكر داعش لتكفير المسلمين.
وقال د. على جمعة: «إن الرسول احتفل بيوم مولده كل اسبوع بصيام الاثنين وقال: هذا يوم ولدت فيه، وان الاحتفال بالمولد النبوى هو شكر لله»، مؤكدا أن الاحتفال بالمولد النبوى له أصل من القرآن وهو قوله تعالى «ذكرهم بأيام الله» وليس هناك افخم عند المسلمين من يوم مولده صلى الله عليه وسلم مشيرا إلى أن الرسول ذبح كبشين أقرنين فى يوم ميلاده.
أضاف أن البدعة ما جاءت مخالفة لأصل الشريعة وليست المندرجة تحتها حيث إن الاحتفال بالمولد النبوى يندرج تحت نص شرعى، وان تحريم المولد النبوى كلام يهدف لقتل الإسلام، موضحاً أن تعليم الأبناء حب الرسول وإظهار تلك المحبة تؤهلنا أن نكون معه يوم القيامة ورسول الله صلى الله عليه وسلم شأنه عظيم ولكن الجهلاء يتعاملون مع مولده بجهل وقسوة قلب.
كما يرى د. ياسر مرزوق أمين أنصار السنة المحمدية أن الاحتفال بالمولد النبوى لا يسعنا إلا ما وسع أصحاب النبى صلى الله عليه وسلم فلسنا انقى ولا أحب للنبى منهم فقد احتفلوا بما احتفل به النبى صلى الله عليه وسلم من صيام يوم الإثنين عندما قال (ذاك يوم ولدت فيه).
ولفت إلى أنه بالنسبة للحلوى فهى من المطعومات وهى من المبيحات التى أصلها الحل وبصرف النظر عن نية أول من بدأها إلا أننى أرى أنه موسم لصناعتها وطرحها فى الأسواق وأكلها كأى نوع من السلع يأتى وقته فيأكله الناس.