الخميس 28 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا

من واقع تسجيلات تنفرد بها «روزاليوسف» «بياع الفرح» وكلام القهاوى

من واقع تسجيلات تنفرد بها «روزاليوسف» «بياع الفرح» وكلام القهاوى
من واقع تسجيلات تنفرد بها «روزاليوسف» «بياع الفرح» وكلام القهاوى




كتبت - سوزى شكرى


أوقعنا رحيل الكاتب والصديق مكاوى سعيد فى حيرة بالغة.. فماذا نكتب عنه وكل كلمات الرثاء لا تكفيه.. فلم أجد أفضل من نشر كواليس حواراتى معه وحكايات القهاوى من واقع تسجيلات تنفرد بها «روزاليوسف» لعلها ترسم للقراء كيف كانت علاقته بالقهوة وبكل ما فيها من بشر وكيف أثرت فيه التفاصيل الصغيرة ونسجت شخصيته التى جذبت إليه القاصى والدانى وكل رواد القهوة من المثقفين والعامة.
■ احكِ لنا حكايتك مع القهوة
«القهوة» حكايات كثيرة لم تكتب بعد، وفى كتابى «مقتنيات وسط البلد» كتبت عن تاريخ قهاوى وسط البلد وعن حكايات ناس القهوة،
مناخ القهوة ساحر شيق، قضيت أغلب أيام حياتى على المقاهى، قهوة البستان، قهوة الحرية وغيرهما، القهوة بهجة وحقائب مليئة بالأسرار.
على القهوة يتلاقى المثقف والعامة، المثقف يشتكى من أن الجمهور لا يقرأ أعماله، كمثقف هو المسئول عن صلته المقطوعة بالجمهور، وبعض المثقفين مع الأسف تتعالى على الجمهور، على القهوة قدمنا فعاليات ثقافية، على القهوة يجلس شعراء، ملحنون، تشكيلون، مخرجون، روائيون، القهوة المكان الوحيد الذى أسقطت من أذهان الجمهور المفاهيم القديمة عن كلمة النخبة، لكن هذا لا يمنع من وجود نخبة الفنادق أقصد بعض من الأدباء والمثقفين اختاروا لنفسهم مكاناً آخر غير المقاهى هو الفنادق الكبرى، وابتعدوا عن الجمهور الحقيقى وهؤلاء مهما حصلوا على شهرة إلا أنها  شهرة لا تدوم كثيراً، الشهرة الصادقة الحقيقة التى يحصل عليها الكاتب من القارئ البسيط لأن من هذا القارئ نحن نكتب، وهذه الشهرة تساوى متعة وأفراح أضعاف أضعاف شهرة المثقف الذى اعتاد الظهور الإعلامى.
فى الماضى كانت هناك مفاهيم عامة عن القهوة بأنها لأصحاب الحرف والمهنة اليدوية أو «العواطلية»، لكنها مع مرور الوقت جذبت المثقفين وبدأت لقاءاتهم الشبه يومية، طبعا نجيب محفوظ خير مثال لعشق القهاوى ولقاء الجمهور، الحوارات على القهوة تغيرت كثيرا، أناس «بتفضفض» فى حكايات ومشاكل وأحيانا حكايات خاصة جدا، بالإضافة إلى أن القهاوى بعد الثورة أصبحت مليئة بالحوارات السياسية والاقتصادية وفى كل موضوعات وهذا التغير حدث كثيرا فى فترات من التاريخ المصرى.
كل شرائح المجتمع موجودة على القهوة أحيانا أقابل عائلات بأكملها، الناس يقولون يجلس على القهوة مثقفون «مهمشون» وهو مصطلح غير دقيق، الأدق أننا نقول أن بعضهم وهم قلة ينتظرون فرصة ويجتهدون ويكتبون باستمرار، كان لى لقاءات مع شباب بدوا مشروع الكتابة بخطوات ثابتة وثقة وأتوقع لهم نجاحاً،
 ■ ماذا تعنى بعابر سبيل على القهوة
أقصد ضيف مش متعود على المجىء للقهوة، أكون سعيداً لأنه بالتأكيد يمكنه من خلال الحوار معه أن يغير فكرته عن القهوة وناسها، هذا العابر يصبح مع الوقت متواجداً على القهوة، ويكون إضافة بتبادل الآراء ومعرفة خبرات.
«القطط» من أصدقائى على القهوة رغم أننى لا أعرف الفرق بينهم، لكن تعودت على وجودهم، وبينى وبينهم حالة تعاطف، القطط كائن لطيف تحس بالناس، لكن الكلاب «مابعرفش أتعامل معاها».
■ هل تستطيع الكتابة على القهوة وسط هذا الضجيج ؟
ساعات كتير أجلس وحدى حتى يأتى أصحابى وأصدقائى، منهم من يتركنى وحدى عندما يروننى أكتب.
أكتب صفحات وأسجل أشياء فى أجندة صغيرة جداً، الأفكار «بتييجى على بالى»، بعض الأصدقاء يستغرب كيف أكتب وكل هذا الضجيج حولى.
أكتب وحولى صوت زهر الطاولة، وصوت أصحابى، أنتبه وأشاهد اللعبة الحلوة و«مين هايكسب»، وأحب صوت القهوجى ورائحة الفحم، وصوت المارة والأجمل منهم صوت «عواد» يعزف عود يجلس حوله شباب متفائلين، «مفيش أجمل من كده مكان»، مهما سافرت أرجع أحن لمكانى على القهوة.
 البعض فاكر أن القهوة للكسالى مع أن كل ما نفعله على القهوة نشاط بدءًا من النشاط الذهنى فى الأفكار والآراء ولعب الطاولة وأيضاً التفكير فى المكسب مش الخسارة وانتظار الزهر وانتظار الأمل فى المكسب والتركيز، كلها تمارين للعقل.