الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا

التواصل في المحليات مقطوع !






حماد عبدالله حماد روزاليوسف اليومية : 25 - 08 - 2009



لا أعلم هل هو توارد خواطر أم قضية مشتركة لدي المعنيين بالقضايا العامة أو كما أسميها "الهم العام"، حيث أدرجت في أجندتي لمقالات هذا الأسبوع موضوعًا عن المحليات والعشوائيات ، وأهمية اللامركزية في مصر، في التنمية وإدارة أصول الدولة .
وكانت وزارة التنمية المحلية ، هي محور تفكيري في الكتابة عنها وعن دورها وعلي رأسها الأخ الفاضل اللواء عبد السلام المحجوب الذي لُقِبَ باسم "المحبوب"، من سكان الإسكندرية، بعد استطاعته تحويلها إلي أجمل مدن البحر الأبيض المتوسط وليس مدن مصر فقط لقد استطاع المحافظ عبد السلام المحجوب ، أن يقفز بهذه المدينة، قفزات رائعة ولم يترك الشارع السكندري منذ توليه شئون هذه المحافظة، حتي تركه لها وزيراً للتنمية المحلية أو ما كانت تعرف باسم الحكم المحلي .
ولعل في ضمير هذه الترقية من القيادة السياسية في البلاد، هي رغبة في أن تصبح كل مدن مصر مثل مدينة الإسكندرية أي قدرة المحافظ النشط المحجوب - تستطيع أن تتواصل مع زملائه المحافظين في مصر، لكي تنتقل الخبرات وتنعكس المهارات الفردية والشخصية علي السادة المسئولين عن تلك الأقاليم.
وتنتقل التجربة إلي بقية المحافظات ، نفس الموضوع وجدت الأستاذة راوية المانسترلي في جريدة العالم اليوم يوم الخميس الماضي، حينما تحدثت عن نفس الموضوع (سبحان الله) تحت عنوان أين عبد السلام المحجوب، ولعل هذا السؤال وما احتواه المقال من أسئلة، تجعلني أعضد ما جاء بالمقال، وأزيد عليه، بأن التواصل مقطوع بين أرجاء المحروسة، للأسف الشديد، نحن نستطيع فرادي، أن نعزف عزفاً محترماً.
ولكننا نفتقد لروح الفريق، أي العمل سوياً ضمن مجموعات عمل، هذه خاصية مصرية أصيلة (مكروهة) بالقطع ، لدي أي مَعْني بقضايا الوطن ، ويتضح ذلك من العمل الجماعي في مجالس كثيرة في مصر، وعلي رأسها مجلس الوزراء نفسه حيث نشتم بين الحين والآخر بأن هناك تضاربًا، وأن هناك شبه أعمال فردية، حتي ولو كانت كلها في الصالح العام، ومتجهة لتحقيق هدف بعينه، إلا أن تعدد الوسائل، تجعل المنظومة ( نشاز )، حينما يجب أن يكون هناك تناغم وتكامل في الأدوار .
ولعل مجيء الرجل النشط عبد السلام المحجوب علي رأس المحليات التسع وعشرون ( محافظة ) أصبح غير ذي تأثير، وهو الواضح لنا كشعب أنه بلا تأثير، وبلا نتيجة مرجوة ، ولعل من مشاهداتي لقربي من الوزير المحجوب، ومحاولاته للتدخل في المحافظات ، وسمعته ورأيته وهو يقدم بعض التوجيهات ، والتوصيات إلا أن الرجل مهذب للغاية !! وأصبحت عملية التواصل، أو الواجب، شبه مجاملة فقط للمناصب التي احتلها أصحابها كمكافأة نهاية خدمة، وليست لكفاءة بعينها، وبالتالي بالمصادفة نجد " محجوباً" في إحدي المحافظات أو "لبيبا" في أخري، ولكن ليست منظومة علي دراسة وعلم، ولا حل إلا بقانون للمحليات يحمل صفة اللامركزية في أرجائه !!