الأحد 5 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

مقتل «صالح» بداية نهاية «أذرع إيران»

مقتل «صالح» بداية نهاية «أذرع إيران»
مقتل «صالح» بداية نهاية «أذرع إيران»




كتبت – نشوى يوسف 

 

بعد انقلاب الموازين فى اليمن بمقتل الحوثيين للرئيس اليمنى السابق على عبدالله صالح أثيرت الكثير من التساؤلات حول مستقبل اليمن ما بعد صالح.
وانقسم الخبراء إلى فريقين، أحدهما يؤكد قرب نهاية الحوثيين وآخرون يؤكدون زيادة بسط نفوذهم على الوضع فى اليمن بشكل أكثر.
فيقول د. محمد محسن أبو النور المتخصص فى الشأن الإيرانى لـ«روزاليوسف» أنه من المؤكد أن اغتيال الحوثيين لصالح بهذه الطريقة أعاد إلى الأذهان عمليات القتل والحرب فى مرحلة الجاهلية قبل دخول اليمن إلى الإسلام ومن المرجح أن تلك العملية سوف تزيد من الحنق اليمنى الشعبى العام ضد الحوثيين.
 وأوضح أن تلك العملية ستؤدى فى أحد تداعياتها إلى قيام الأهالى بعمليات ضد الحوثيين لطردهم من المدن التى احتلوها منذ 2014 وحتى الآن لأن تلك الطريقة الهمجية لا تتماشى مع الأخلاق والوعى الجمعى العام لليمنيين.
وتوقع أبو النور أنه من المرجح فى الأيام القادمة أن تشهد الساحة اليمنية ما يشبه الإجماع على تنصيب العميد أحمد على عبد الله صالح خلفا لأبيه فى قيادة حزب المؤتمر ثم ضرورة تحالف الحزب مع التحالف العربى لدعم الشرعية لهزيمة الحوثيين تطهيرا لليمن منهم وثأرا للرئيس السابق على عبد الله صالح.
واتفق معه محمد حامد الباحث فى العلاقات الدولية، إن ما حدث باليمن مأساة كبرى وكارثة، فمستقبل اليمن ليس واضحًا وأصبح أكثر غموضًا.
وأضاف حامد أن إيران قتلت الرئيس السابق «صالح» عبر الحوثي، كما قتلت « الحريري» فى لبنان عبر حزب الله، مشيرًا إلى أن أحمد على عبد الله صالح نجل الرئيس المغتال سيرث كل شيء فى اليمن بدعم سعودي- إماراتي، وهناك انتقام كبير ضد الحوثى سيحدث خلال الفترة القادمة.
وتابع الباحث فى العلاقات الدولية: إن ما سوف يحدث أولًا هو استمرار التحالف السعودى مع أنصار صالح والتحالف مع نجله للانتقام من الحوثي، متوقعًا اشتداد المعارك للسيطرة على صنعاء عبر دعم التحالف العربى لقوات صالح من أجل استكمال استعادة الشرعية.
وأوضح حامد أنه سوف يتم العمل على كسر الحوثيين عسكريا وسياسيا بهدف كسر أدوات إيران فى المنطقة، بالإضافة إلى منع أية فرصة لتقوية الحوثيين مرة أخرى وحتى لا ترسخ تجربة لبنان فى اليمن على غرار حزب الله، مؤكدًا أن مستقبل اليمن مفتوحًا على كل السيناريوهات ولابد من تدويل الأزمة وإدانة الحوثيين وإيران دوليًّا.
أما السفير اليمنى بالقاهرة، محمد على مرام، أوضح إنه من الصعب الحديث عن أى شيء فى مستقبل اليمن بعد مقتل الرئيس السابق على عبدالله صالح، معتذرا عن عن الإدلاء بأية إيضاحات أو تصريحات عن المشهد اليمني، قائلا لا أستطيع الحديث الآن لصعوبة الموقف. 
وفى تصريح لروزاليوسف قال دكتور سعيد اللاوندى المتخصص فى العلاقات الدولية أنه يعتقد أن الدور الكبير الآن سيكون للحوثيين ومن ورائهم الإيرانيين، وما حدث فى اليمن من دراما سوداء لم تكن متوقعة إطلاقا، فقد كانت اليد العليا فى اليومين الماضيين لعلى عبدالله صالح، وفى حواره الأخير قال أنه على استعداد أن يمد يده للسعودية ودول الجوار وأن يبدأ معهم صفحة جديدة من أجل التخفيف على الشعب اليمني، إلا أن الأمور اختلفت تماما بعد مقتله خصوصا أنه كان رقمًا صعبًا فى المعادلة السياسية اليمنية.
العقيد حاتم صابر خبير مقاومة الإرهاب الدولى أوضح  لـ«روزاليوسف» أنه بموت على عبدالله صالح فإنه توجد سيطرة كاملة لإيران على مجريات الأمور فى اليمن سياسيًا وعسكريًا، وهو ما يدلل على وجود أزمة حقيقية لأن صالح لم يحسم الأمور جيدًا وكان يلعب على كل الحبال فنهايته هذه كانت طبيعية جدًا، وهو ما يتسبب فى إنهيار كامل للقوات التى كان يترأسها، وانهيار فى التكتيكات العسكرية، لذلك يصعب التنبؤ حول من الذى سيتولى الأمر بعده، ويصعب التنبؤ بالتعامل السياسى مع الأزمة الحالية فى اليمن وانعكاساتها.
وأكد  أن المملكة العربية السعودية لن تسمح بالتحكم الإيرانى فى عمق الجنوب، لهذا ستزيد حدة العمليات العسكرية لحين حدوث انفراجة فى الأزمة السياسية تنعكس على الوضع العسكرى.
وحول كيفية مواجهة السعودية لهذا الأمر يرى أنه لا حل أمام السعودية سوى استخدام القوة العسكرية المفرطة لبسط النفوذ.
وعلى عكس ذلك قال سيد على الباحث المتخصص فى الشأن اليمنى  لـ«روزاليوسف» إن السيناريو القادم صعب التنبؤ به، لكن توجد أوضاع سياسية وعسكرية يمكن أن نراها خلال الفترة القادمة، متوقعًا على الجانب العسكرى أن يتم توحيد الجبهة الداخلية بين عموم الشعب اليمنى سواء فى قيادات حزب المؤتمر المؤيدة للشرعية والقيادات غير المؤيدة والقبائل الموالية من أجل الالتفاف ضد الحوثيين لأن العدو الآن أصبح ظاهرًا على عكس ما كان قبل ذلك فالخطر الإيرانى والحوثيين أصبح واضحًا جدًا.