الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا

«عزبة الأبيض» تغرق فى الوحل الأسود






















أصبح أهالى «عزبة الأبيض» بأبوزعبل فى القليوبية بين فكى رحى إنهيار منازلهم التى تصدعت وإصابة أطفالهم بالنزلات المعوية وحساسية الصدر المزمنة والأمراض الجلدية بسبب طفح المجارى فى الشوارع والمنازل بالاضافة الى ارتفاع نسبة الاملاح فى مياه الشرب.
 
تهانى محمد سيدة بسيطة كانت تحمل طفلًا صغيرًا تظهر عليه علامات اعياء شديدة وهى تعبر بصعوبة على صخور وضعها الأهالى على حافة برك الصرف الصحى.. وعندما سألتها منذ متى وتعيش العزبة فى هذه المستنقعات أشارت الى أن طفح المجارى وتحويل الشوارع الى برك مستنقعات منذ فترة كبيرة وقالت «حسبى الله ونعم الوكيل فى المسئولين  اللى سابونا كدا لغاية ما ولادنا ضاعوا مننا، أنا ابنى جاله حساسية فى الصدر، ويحتاج جلسات استنشاق صناعى مستمرة  ولا أعرف منذ متى.. ويضيف فتحى السيد أحد الأهالى أن المشكلة بدأت منذ 5 سنوات، عندما أعلنت المحافظة أنها ستقيم مشروعا للصرف الصحى بعد أن كانت العزبة تعتمد على نظام البيارات، الذى كان يؤثرعلى أساس المنازل ويؤدى إلى تآكل أساساتها، أسندت المشروع إلى شركة المقاولون العرب، وتم بالفعل الحفر وعمل محطة للصرف، وبعد الانتهاء من المشروع رفضت الشركة القابضة للمياه تسلمه، بحجة وجود إحلال وتجديد لمحطة الصرف الصحى التى ستستقبل مياه الصرف من محطة العزبة».
 
وأوضح فتحى أنه أثناء تجربة شبكات الصرف الجديدة تبين أن بها عيوباً أدت إلى تسريب المياه خارجها، مما أدى إلى غرق المساكن، وتكوين برك من الصرف الصحى تحاصر المنازل.
 
ويشير محمد رجب من السكان الى انه بعد تدهور الوضع فى العزبة وزيادة منسوب مياه الصرف حول البيوت، حرروا محاضر فى قسم شرطة الخانكة خوفاً من اختلاط مياه الصرف بمياه الشرب، فضلا عن  تصدع المنازل مما يهدد بانهيارها.
 
يلفت  الشريف على شرف الدين الذى يسكن فى منزل ملاصق لمياه الصرف الى انه  لم يتحرك أحد من مسئولى المحافظة لنجدتهم فتوجه الأهالى إلى الشركة القابضة للمياه والصرف الصحى، فابلغ  المسئولون بانهم هناك لا يستطيعون التحرك سوى بعد إصدار قرار من محافظ القليوبية بالتنفيذ. وتابع شرف الدين قائلا انه  لم تصدر أى قرارات بإزالة المياه إلى الآن رغم صدور قرار من النائب العام بإزالة الضرر من قبل الجهة المسئولة.
 
وقال الشريف: نحن لا نعانى فقط من تصدعات المنازل، بل من تأثير المشكلة على صحة أبنائنا بعد انتشار أمراض حساسية الصدر المزمنة بين الأطفال، بسبب استنشاقهم الرائحة الكريهة طوال الوقت وانتشار النزلات المعوية خاصة لدى الأطفال.
 
وشكا شرف الدين من عدم وجود مياه شرب صالحة للاستخدام الآدمى نتيجة زيادة نسبة الملوحة فيها، مما يضطرهم  إلى جلب المياه من منطقة أبو زعبل يومياً من "صنبور" عام، مقابل جنيهين لـ(الجركن الواحد)، بالإضافة إلى استغلال أصحاب المخابز لنا وغلاء سعر رغيف الخبز ليصبح بـ10 قروش للرغيف الواحد، فضلا عن تدهور مستوى التعليم، فالفصل الواحد يضم 95 طفلا، فمن يسمع ومن يرى؟
 
واضاف ان نحترم القانون ونصبرعلى هذا الوضع دون أن نقطع الطرق أو نحاصر المسئولين أو نعتصم أمام أبوابهم، ونتمنى منهم أن يستجيبوا لاستغاثاتنا لأننا لن نصبر طويلا على هذا الوضع، ومن السهل محاصرة مبنى المحافظة وعدم السماح للموظفين بالخروج منه إلى أن يأتى المحافظ ويحل المشكلة لكننا نحترم القوانين ونريد من المسئولين أيضا أن يحترموها.
 
وقال سيد حمدى خلاف منسق المشروعات البيئية والصحية بجمعية حماية البيئة من التلوث: «إن مياه الصرف الصحى لها أثر كبير ومباشر على البيئة والصحة والبنية التحتية، فهى تؤدى إلى التلوث البصرى، إلى جانب ترسب مياه الصرف الصحى إلى باطن الأرض حيث المياه الجوفية، والروائح الكريهة لهذه المياه تمثل خليطا من غاز كبريتيد الأيدروجين، الذى يسبب تهييجاً للأغشية المخاطية بالعيون والجهاز التنفسى، وغاز الأمونيا شديد السمية، الذى يسبب تهييجاً للأغشية المخاطية بالحنجرة والأنف ويسبب أحيانا العقم.
 
وتابع وفى هذه البيئة العديد من البكتيريا الضارة بنسب تتجاوز الملايين من بكتيريا القولون البرازية، والتى تعتبر المصدر الأساسى للأمراض المعوية وبكتيريا السالمونيلا التى تسبب أمراض التيفود وبكتيريا الشيجلا التى تسبب أمراض الإسهال، بالإضافة إلى تكوين العديد من بويضات الطفيليات المسببة لكثير من الأمراض مثل البلهارسيا والأنكلستوما والإسكارس والديدان الكبدية.
 
وأضاف خلاف أن مياه الصرف الصحى تحتوى على عدد من العناصر الخطرة مثل النيكل والكوبالت والرصاص والفلوريد والسلينيوم حيث الزئبق والمنجنيز يؤثران على المخ والأعصاب، والكوبالت يؤثر على الغدة الدرقية، والزئبق والكادميوم يؤثران على الكلى، والسلينيوم يؤثر على الأسنان واللثة، والرصاص يسبب أمراض الدم والقلب والسرطان.