الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا

الأزهر رداً على خرافات ترامب.. القدس حرم «إسلامى - مسيحى» مقدس

الأزهر رداً على خرافات ترامب.. القدس حرم «إسلامى - مسيحى» مقدس
الأزهر رداً على خرافات ترامب.. القدس حرم «إسلامى - مسيحى» مقدس




كتب - صبحى مجاهد


  أصدر الأزهر الشريف فى 20 نوفمبر 2011 وثيقة بعنوان «وثيقة الأزهر عن القدس الشريف»، تضمنت تفنيدا تاريخيا للمغالطات التى أوردها الرئيس الأمريكى دونالد_ترامب فى خطابه، خاصة ما يتعلق بـ«يهودية القدس».
 وشددت الوثيقة على أن «عروبة القدس تضرب فى أعماق التاريخ لأكثر من ستين قرنا.. حيث بناها العرب البيوسيون فى الألف الرابع قبل الميلاد.. أى قبل عصر أبى الأنبياء إبراهيم -عليه السلام- بواحد وعشرين قرنا.. وقبل ظهور اليهودية التى هى شريعة موسى -عليه السلام- بسبعة وعشرين قرنا».
  وأوضحت الوثيقة: «أن شريعة موسى -عليه السلام- وتوراته قد ظهرت بمصر، الناطقة باللغة الهيروغليفية قبل دخول بنى إسرائيل غزاة إلى أرض كنعان، وقبل تبلور اللغة العبرية بأكثر من مائة عام، ومن ثم فلا علاقة لليهودية ولا العبرانية بالقدس ولا بفلسطين».
 ولفتت الوثيقة إلى أن «الوجود العبرانى فى مدينة القدس لم يتعد 415 عاما بعد ذلك، على عهد داود وسليمان -عليهما السلام- فى القرن العاشر قبل الميلاد.. وهو وجود طارئ وعابر حدث بعد أن تأسست القدس العربية ومضى عليه ثلاثون قرنا من التاريخ».
 واعتبرت الوثيقة أنه «إذا كان تاريخ القدس قد شهد العديد من الغزوات والغزاة، فإن عبرة التاريخ تؤكد دائما أن كل الغزاة قد عملوا على احتكار هذه المدينة ونسبتها لأنفسهم دون الآخرين.. صنع ذلك البابليون والإغريق والرومان وكذلك الصليبيون.. ثم الصهاينة الذين يسيرون على طريق هؤلاء الغزاة، ويعملون الآن على تهويدها واحتكارها والإجهاز على الوجود العربى فيها.
  وقالت وثيقة الأزهر :» لقد صنع الغزاة ذلك، بينما تفرد الإسلام الذى تميز بالاعتراف بكل الشرائع والملل واحترم كل المقدسات وتفرد بتأكيد قداسة هذه المدينة وإشاعة ذلك بين كل أصحاب الديانات والملل.. الأمر الذى جعل - ويجعل- من السلطة العربية على القدس ضمانا لمصالح الجميع، فالقدس فى ظل السلطة العربية هى - دائما- مدينة الله، المنفتحة الأبواب أمام كل خلق الله وعباده».
وشددت الوثيقة على أن «احتكار القدس وتهويدها - فى الهجمة المعاصرة-  إنما يمثل خرقا للاتفاقيات والقوانين والأعراف الدولية التى تحرم وتجرم أى تغيير لطبيعة الارض والسكان والهوية فى الأراضى المحتلة، ومن ثم فإن تهويد القدس فاقد للشرعية القانونية، فضلا عن مخاصمته لحقائق التاريخ التى تعلن عروبة القدس منذ بناهها العرب البيوسيون قبل أكثر من ستين قرنا من الزمان.
 وأكدت الوثيقة أن «الأزهر الشريف - ومن ورائه كافة المسلمين فى الشرق والغرب، إذ يرفض هذه المشروعات، يحذر الكيان الصهيونى والقوى التى تدعمه من التداعيات التى تهدد سلام المنطقة بل سلام العالم كله، ويذكر الكيان الصهيونى بأن الصليبيين قد احتلوا مناطق أوسع مما تحتله الصهيونية.. ووقعت القدس فى الأسر الصليبى مدة تزيد عن ضعف السنوات التى وقعت فيها فى قبضة الصهيونية الباغية.. ومع ذلك مضت سنة التاريخ التى لا تتخلف إلى طى صفحة الاحتلال وإزالة آثار عدوان المعتدين على الحقوق والمقدسات».
 وأشارت الوثيقة إلى أن «القدس ليست فقط مجرد أرض محتلة، وإنما هى - قبل ذلك وبعده- حرم إسلامى مسيحى مقدس.. وقضيتها ليست - فقط- قضية وطنية فلسطينية، أو قضية قومية عربية، بل هى - فوق كل ذلك- قضية عقدية إسلامية، وإن المسلمين وهم يجاهدون لتحريرها من الاغتصاب الصهيوني، فإنما يهدفون إلى تأكيد قداستها، ويجب تشجيع ذلك عند كل أصحاب المقدسات كى يخلصوها من الاحتكار الإسرائيلى والتهويد الصهيونى.
وناشد الأزهر الشريف  فى تلك الوثيقة،  وما زال ،  كل أحرار العالم أن يناصروا الحق العربى فى تحرير القدس وفلسطين.. كما يدعو كل عقلاء اليهود أنفسهم للاعتبار بالتاريخ، الذى شهد على اضطهادهم فى كل مكان خلوا به إلا ديار الإسلام وحضارة المسلمين.