الخميس 18 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

100 عام.. القدس.. من وعد «بلفور» إلى قرار «ترامب»

100 عام.. القدس.. من وعد «بلفور» إلى قرار «ترامب»
100 عام.. القدس.. من وعد «بلفور» إلى قرار «ترامب»




تزامنا مع الذكرى المئوية لوعد بلفور المشئوم، الذى أعطى من لا يملك من لا يستحق وطنا، على أرض فلسطين، مستخدمين القوة تارة، والخديعة تارة أخرى، أصدر الرئيس الأمريكى قرارا استفز العرب والمسلمين والعالم، اعترف فيه بمدينة القدس العربية عاصمة لإسرائيل، ونقل سفارة بلاده من تل أبيب إلى القدس.
جريمة القرن، رسمت خيوطها  بعناية فى 2 نوفمبر 1917، على يد وزير الخارجية البريطانى أنذاك آرثر بلفور الذى كتب رسالة من 67 كلمة، غيرت خريطة الواقع والتاريخ فى فلسطين، بعدما تسلمها الملياردير اليهودى روتشيلد، ممثل الحركة الصهيونية فى بريطانيا، والتى بموجبها تم تسليم فلسطين التى كانت خاضعة للانتداب البريطانى ليقيموا فيها وطنا لليهود حتى تم إعلان دولة إسرائيل عام 1948.
عناصر التشابه كثيرة بين وعد بلفور وقرار ترامب، مثلما تباهى بلفور  بالتوقيع على رسالته إلى الملياردير اليهودى روتشيلد، تفاخر ترامب أمام شاشات وسائل الإعلام العالمية بقراره نقل السفارة الأمريكية إلى القدس، وفى حين شدد بلفور فى رسالته على «عدم الانتقاص من الحقوق الدينية والمدنية للمقيمين فى فلسطين» قال ترامب: القدس يجب أن تبقى مكانا يصلى فيه اليهود والمسيحيون والمسلمون.
إقدام أمريكا على هذا القرار جاء لإرضاء إسرائيل، مستغلة فى ذلك حالة الانقسام الذى تعانى منه الدول العربية، وتآمر بعض الدول العربية على بعضها لاستكمال مؤامرة تفتيت الدول وإضعافها مثلما حدث فى سوريا والعراق وليبيا واليمن.
ترامب اختار أن يكسب إسرائيل، ويخسر العالم، حتى حلفاءه فى المنطقة العربية، فدول العالم أعربت عن رفضها وشجبها للقرارات الأمريكية ورفض المجتمع الدولى بسيادة إسرائيل على القدس التى تضم مواقع إسلامية ومسيحية، وأن القدس عاصمة للدولتين على أساس حدود 1967.
الموقف المصرى كان واضحا، ورافضا لأى قرارات أحادية، مؤكداً أن ذلك مخالف لقرارات الشرعية الدولية، وأنه لن يغير من الوضعية القانونية لمدينة القدس باعتبارها تحت الاحتلال وعدم جواز القيام بأى أعمال من شأنها تغيير الوضع القائم.
كما جددت مصر من تحذيرها بأن ذلك القرار سيؤدى إلى تأجيج مشاعر الشعوب العربية والإسلامية نظرًا للمكانة الروحية والثقافية والتاريخية لمدينة القدس فى الوجدان العربى والإسلامى، فضلا عن تأثيراته السلبية على مستقبل عملية السلام.
وطالبت مصر مجلس الأمن بعقد جلسة عاجلة لمناقشة القرار، كما سيعقد وزراء الخارجية العرب اجتماعا غدا السبت لبحث تداعيات قرار نقل السفارة الأمريكية للقدس.
وفى حين رفضت الدول العربية قرار ترامب، رفضت أيضًا رئيس الوزراء البريطانية تريزا ماى اعتراف الرئيس الأمريكى بالقدس المحتلة عاصمة لإسرائيل.
فيما أكد الرئيس الفرنسى ماكرون أن فرنسا لا تؤيد قرار ترامب أحادى الجانب بشأن القدس، ووصف القرار بالمؤسف، داعيا إلى تجنب العنف بأى ثمن، كما أعلنت روسيا اعتبار القدس الغربية عاصمة لإسرائيل والشرقية عاصمة لفلسطين.
 الموقف الآن يتطلب إنهاء حالة الانقسام بين الفصائل الفلسطينية وإتمام المصالحة واستغلال الجهود الكبيرة التى قامت بها مصر لتحقيق المصالحة.
مصر على مدار تاريخها تؤكد أن القضية الفلسطينية هى القضية المركزية الأولى للدولة المصرية، وضحت بآلاف الشهداء للحفاظ على وحدة الدولة الفلسطينة.
وفيما دعا الأزهر الشريف إلى مؤتمر إسلامى للتضامن مع القدس، كما ساد الإضراب الشامل الضفة الغربية وقطاع غزة، وأغلقت المحال التجارية والمدارس ودعا رئيس المكتب السياسى لحركة حماس إسماعيل هنية إلى إطلاق انتفاضة جديدة احتجاجا على قرار الرئيس الأمريكى.