زوجة تطلب الخلع: جبان وبلا شخصية

 كتبت - سمر حسن


طالما حلمت الفتاة بزوج المستقبل أن يكون الراجل الحمش «سى السيد» والذى يحميها من الجميع ويحفظ لها كرامتها، ويدخل السرور على قلبها، تصول وتجول بفكرها عن مملكتها الخاصة «بيت الزوجية» وترتيباته، وأنها ملكته تديره كيفما تشاء، ولكن تنهار كل هذه الأحلام حينما تصطدم بالواقع المرير. روت «بسمة. م» قصتها لـ «روزاليوسف» التى اختلفت عن غيرها من راغبات الخلع، فمعظم أسبابه ضيق الأحوال المعيشية، أو الخيانة الزوجية، أما هذه السيدة منذ أن تزوجت من «ياسر. س» تشعر أنها تزوجت والده، وهو الآمر الناهى والمسئول عن كل كبيرة وصغيرة وما على الزوج إلا السمع والطاعة. قالت: تزوجت فى بيت عائلة وكان لى شقتى الخاصة، واتفق والدى مع زوجى وأسرته أن أعيش منفصلة عنهم فى شقتى الخاصة وبالفعل وافقوا، ولكن بعد الزواج اختفت كل هذه الوعود، وفرض علىَّ الزوج تنفيذ أوامر والده والجلوس فى شقة الوالد والقيام بأعمال المنزل كلها، وتناول وجبات الطعام وسطهم، رفضت تنفيذ ذلك فى البداية، وحدثت بيننا مشادة كلامية انتهت بتطاوله على بالسب والضرب. وتابعت: بسبب خوفى من العودة لمنزل أبى، وحفاظًا على صورتنا أمام الجيران انصعت لأوامر والده، ولم تنته طلباتهم عند ذلك الحد، ولكن الوالد كان مسئول التغذية فى أحد المستشفيات، وفرض علينا نزول أسواق الجملة لشراء الخضروات والفاكهة، وتنظيفها وإعدادها للطعام ليتمكن من توفير فائض مادى لنفسه. واستكملت: بقيت على هذا الوضع حتى علمت أننى على أعتاب الأمومة «حامل»، وطلبت منهم استثنائى من هذه الأعمال الشاقة فوافق زوجى وعندما أبلغ والده رفض وانفعل عليه وتنفيذًا لأوامره عدت إلى العمل معهم مجددًا. واستطردت: كان والده هو من يحدد له متى يقيم معى علاقة زوجية، وكانت الصدمة حينما منعنى من التقرب منه قائلًا «بابا قالى بلاش النهارده حتى لا تستخدم موتور المياه اليوم» وهنا انتهت علاقتى النفسية بزوجى وقررت الانتظار حتى الولادة وأضع حدًا لهذه الأوضاع أو الانفصال. واسترسلت: الصدمة الأخرى حينما تزوج اخوه الأصغر، والذى حفظ لزوجته كرامتها ونفذ لها رغبتها فى عدم النزول للعمل مع والده، والعيش منفصلة عنهم، وهنا جن جنونى حينما شعرت أننى مجرد خادمة داخل هذه الأسرة. وأضافت: كان يعطى راتبه لوالده وهو من ينفق علينا «كان بيدينى مصروفى على القد، ومكنتش بمسك قرش فى إيدى». وأشارت إلى أنها بعدما شاهدت السعادة والاستقلال الذى تحياه زوجة أخيه، والذل والمهانة التى تعيشها طلبت منه الطلاق، فأجابها «هسأل بابا الأول»، وذلك زاد من حدة غضبي، وبالفعل أبلغ والده الذى رفض الأمر مؤكدًا لها استحالة الطلاق «هنجيب خدامة احسن منك منين»، فعزمت على الخلع بعد أن تركت بيت الزوجية متجهة إلى منزل والدها لحين الولادة وإنتهاء القضية.