الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا

مسيرات حاشدة فى فلسطين

مسيرات حاشدة فى فلسطين
مسيرات حاشدة فى فلسطين




كتبت - أمانى عزام


دفاعًا عن حق مسلوب، أعلنت جميع الفصائل الفلسطينية عن اندلاع انتفاضة كبرى واعتبار الجمعة يوم غضب، ردًا على إعلان الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، القدس عاصمة لإسرائيل، والشروع فى نقل العاصمة الأمريكية من تل أبيب إليها.
الفصائل والقوى الإسلامية والوطنية الفلسطينية، دعت إلى إضراب عام رفضاً للقرار الأمريكى، وأصدرت وزارة التربية والتعليم العالى بيانًا طالبت فيه موظفيها والمعلمين وطلبة المدارس الثانوية والجامعات والكليات المشاركة الحاشدة فى جمعة الغضب الفلسطيني.
الشعب الفلسطينى لبى نداء زهرة المدائن بكافة أطيافه وفئاته، فخرج الالاف فى مسيرات حاشدة لنصرة للقدس المحتلة من جميع أنحاء الأراضى الفلسطينية أبرزها مدن الضفة الغربية، مثل بيت لحم ورام الله ونابلس وأريحا، والقدس، وغزة، عقب صلاة أداء الجمعة للتنديد بالقرار الأمريكى، وتزامنت التظاهرات مع الذكرى الثلاثين لانتفاضة الحجارة التى اندلعت عام 1987.
الاحتجاجات تطورت إلى مواجهات مع القوات الإسرائيلية فى بعض المناطق، إذ تعامل جيش الاحتلال مع المتظاهرين السلميين بعنف شديد، واعتد قواته على عشرات المعتصمين أمام باب العامود فى القدس، كما منع الصحفيين والمراسلين من تغطية الأحداث لحجب الصورة الحقيقية عن العالم والمجتمع الدولي.
الجيش الإسرائيلى ألقى القبض على عدد كبير من المتظاهرين السلميين، كما أطلق قنابل الغاز المسيل للدموع، والرصاص المطاطى والرصاص الحى على المحتجين خلال المواجهات لتفريق المحتشدين، مما أدى إلى إصابة المئات.
كما شنت قوات الإحتلال الإسرئيلى عدداً من الغارات الجوية فجرًا فى غزة وخان يونس، وأعلن الهلال الأحمر الفلسطينى عن إصابة 1100 فى الضفة والقدس وقطاع غزة، واستشهاد 4 شهداء هم محمود المصري، وماهر عطا الله، وعبد الله العطل، حتى موعد طبع الجريدة.
وفى سياق متصل دشن عدد من الشباب الفلسطينى حملة لجمع توقيعات تطالب الرئيس الفلسطينى محمود عباس، بعدم لقاء نائب الرئيس الأمريكى مايك بينيس الذى سيزور فلسطين بعد أيام، اعتراضًا على القرار الأمريكى الجائر ضد القدس المحتلة، ولقيت الحملة اقبالا كبيرًا من الشارع الفلسطيني.
«روزاليوسف» تحدثت إلى عدد من الشباب الفلسطينيين المشاركين فى المظاهرات، إذ قال محمد ياسر أبو شقفة الناشط القانونى والمدير التنفيذى لفريق سفراء السلام فى فلسطين، « إن وقفتهم رسالة رفض واستنكار للقرار الصهيوني، وخطوة لمنع تطبيقه، لافتًا إلى أن القدس موطن الأديان، وتعبر عن الهوية الفلسطينية للشعب الفلسطيني، ولذلك لا يمكنهم التفريط فيها بأى شكل من الأشكال.
«أبوشفقة» حذر من خطورة تداعيات هذا القرار على عملية السلام والأمن والاستقرار فى المنطقة والعالم، مؤكدًا: «موقفنا الثابت والراسخ بأنه لا دولة فلسطينية دون القدس الشريف عاصمة لها وفقاً لقرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية، مشددًا على أن انتفاضتهم قد تطال الأخضر واليابس هذه المرة.
وطالب جميع الشعوب والدول العربية بالنهوض، وتكاتف الأيدي، لتكون يداً واحدة تضغط على أمريكا للتراجع عن قرارها.
الصحفى الفلسطينى سعيد الطويل قال فى تصريح لـ«روزاليوسف»، إن خطورة القرار الأمريكى تكمن فى اعتبار القدس عاصمة لإسرائيل وخروجها من طاولة المفاوضات وفقًا للمنظور الأمريكي، وهو ماينهى عملية التسوية، ويخرج امريكا من الوساطة لأنها لم تعد طرفًا نزيهًا.
آدم المدهون أحد الشباب المشاركين فى التظاهرات، قال فى تصريح لـ«روزاليوسف»، إن هدفهم توصيل رسالتهم للعالم أجمع بأن شعبنا الفلسطينى يرفض مثل هذه الأساليب العنصرية المنحازة لدولة الاحتلال، مضيفًا: «نحن كشباب وطنى لن نكل ولن نمل من تحريك الشارع ودعوة كل أحرار العالم لمساعدتنا ومساندتنا بالإضافة لوقوفنا مع أهلنا فى القدس».
وتابع «المدهون»: «متمسكون بالقدس عاصمة للدولة الفلسطينية شاء من شاء وأبى من أبى».
وائل أبو عمر، أحد المشاركين فى التظاهرات، قال لـ«روزاليوسف»: الشباب عليهم دور كبير فى هذه المرحلة الفاصلة من تاريخ شعبنا ويجب علينا توحيد الجهود لنصرة القدس عبر عدة أدوات أبرزها الحراك الشبابى فى كل ربوع الوطن لتحفيز الشباب فى العالم العربى للخروج الى الشارع لنصرة القدس، بالإضافة لنشاطنا بقوة على صفحات الفيس بوك، وأدوات السوشيال ميديا، لننقل صورة الغضب لكل العالم.
الاحتجاجات على القرار الأمريكى لم تقف عند حدود الشارع الفلسطينى فحسب، لكنها امتدت لتشمل دولاً كثيرة، حيث تظاهر المصريون أمام نقابة الصحفيين، كما اندلعت مظاهرات حاشدة أمام السفارات الأمريكية فى الكثير من البلدان بينها الأردن، وتونس، وفى تطور آخر أعلنت وسائل الإعلام عن استهداف صواريخ من غزة لمواقع قوات الاحتلال الإسرائيلية.
قوات العاصفة الجناح العسكرى لحركة فتح الانتفاضة فى غزة، أعلنت فى بيان صحفى لها تبنيها القصف الصاروخى على المستوطنات الإسرائيلية المحاذية للقطاع، مؤكدة أن هذا ردها الأول على قرار الرئيس الأمريكى اعتبار مدينة القدس عاصمة لدولة لإسرائيل.
ووعدت أبناء الشعب الفلسطينى والأمتين العربية والإسلامية بمواصلة الكفاح المسلح وتصعيده داخل الأراضى المحتلة لحين تحريرها.
فى السياق ذاته عقد مجلس الأمن جلسة طارئة لبحث قرار ترامب بشأن القدس، وشهدت الجلسة رفضًا كبيرًا من قبل الدول الأعضاء وعلى رأسها مصر، إذ استنكر السفير عمرو أبوالعطا، مندوب مصر الدائم بالأمم المتحدة، قرار الولايات المتحدة الأمريكية الاعتراف بالقدس كعاصمة لدولة إسرائيل ونقل سفارتها إليها، ومؤكدًا رفض مصر لأية آثار مترتبة على ذلك.
«أبوالعطا» أشار إلى أن اتخاذ مثل هذه القرارات الأحادية يعد مخالفاً للشرعية الدولية، وبالتالى فإنها لاتؤثر على الوضع القانونى للقدس كونها مدينة واقعة تحت الاحتلال ولا يجوز قانوناً القيام بأية أعمال من شأنها تغيير الوضع القائم فيها.
رفض القرار الأمريكى لم يقف عند الجانب المصرى فقط ولكنه امتد ليشمل الكثير من الدول بينها فرنسا، والأردن، والاوروجواي، وإيطاليا، وبوليفيا، والسويد.
الغضب الدولى امتد ليشمل أمريكا نفسها إذ اندلعت مظاهرات حاشدة فى جميع ولاياتها للتنديد بالقرار، كما رفض 9 سفراء أمريكيين من 11عملوا بتل أبيب الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل.
السفراء السابقون هاجموا إجراء الرئيس الأمريكى خلال تعليقهم لصحيفة «نيويورك تايمز»، مؤكدين أنه يضر الولايات المتحدة، ويعزلها دوليًا شيئا فشيئا بسبب تصرفاته، وأشاروا إلى أنه رغم صحة الخطوة إلا أنها تضيع فرص الولايات المتحدة فى دفع عملية السلام قدمًا.
«دانيل كورتسر»، الذى شغل منصب سفير أمريكا فى إسرائيل فى الفترة من 2001-2005، تحت ادارة الرئيس جورج دابليو بوش، قال إن: «هناك الكثير من الجوانب السلبية دبلوماسيًا بخصوص عملية السلام فى الشرق الأوسط، ولا يوجد أى جوانب ايجابية»، مضيفًا: «نحن معزولون دوليا مرة أخرى، باستثناء الحكومة الإسرائيلية، التى تدعم الخطوة، ونحن نسعد أنفسنا بالدور الذى يتحدث عنه الرئيس بشأنه أنه يرغب فى التوسط بعملية السلام».
واعتقد البعض أن الخطوة سوف تؤدى إلى المزيد من العنف فى المنطقة، خاصة بعد أن دعت حركة حماس إلى انتفاضة جديدة، إذ قال ريتشارد جونس، الذى كان سفيرًا لأمريكا بتل أبيب فى الفترة من 2005-2009 تحت إدارة بوش، : «هذه خطوة خطيرة، سوف تؤدى بدون شك إلى سقوط ضحايا فى إسرائيل والمنطقة، وخاصة بينما يستخدمها مستوطنون إسرائيليون لتبرير تصعيد نشاطاتهم أكثر».
ومن بين السفراء الأمريكان الذين عارضوا القرار مارتين أندايك، الذى كان سفيرًا فى إدارة بيل كلينتون، وويليان اندرياس براون، الذى كان سفيرا فى الفترة من 1988-1992، وويليام كالدويل هاروب الذى عمل فى هذا المنصب فى الفترة من 1992-1993، وإدوارد دجيريجيان الذى كان سفيرًا فى الفتر من 1993- 01994، وتوماس بيكرينج، السفير الأمريكى إلى إسرائيل تحت إدارة ريجان، وجيمس كانينجهام، الذى تولى المنصب تحت إدارة بوش وأوباما.
كما دعت ٦ منظمات عربية ومؤسسات أمريكية وإسلامية إلى مظاهرات ضد قرار الرئيس الأمريكى، فى  6 ولايات أمريكية بميدان times square الشهير بنيويورك وأيضا فى ولايات واشنطن وكاليفورنيا وشيكاغو ودالاس وأوهايو، واندلعت مظاهرات حاشدة فى جميع الشوارع والميادين الأمريكية للتنديد بالقرار.
وفى السياق ذاته حذرت الخارجية الأمريكية رعاياها فى 32 دولة، وطالبتهم بتوخى الحذر من المظاهرات المناهضة لقرار الرئيس ترامب، وبعثت وحدة الأمن الدبلوماسى رسائل شبه موحدة إلى المواطنين الأمريكيين، بحسب الموقع الرسمى للوحدة.
الوحدة قالت فى رسائلها إنه يتعين على المواطنين توخى الحذر، وتجنب التواجد قرب أماكن التظاهرات أو التجمعات الكبيرة، والتى غالبا ما تتركز قرب السفارات والقنصليات الأمريكية.
كما طالبت وحدة الأمن الدبلوماسى الرعايا الأمريكيين بـ«متابعة الأخبار المحلية لمعرفة آخر المستجدات».
والدول الـ 32 المعنية هي: فلسطين، وموريتانيا، والعراق، واليونان، وأفغانستان، ومصر، وتونس، وقبرص، ونيكاراجوا، وأرمينيا، وكندا، والنرويج، وبنجلاديش، وفنزويلا، والأردن، والمغرب، والجزائر، والنمسا، وتركيا، وفرنسا، والنرويج، وليتوانيا، وأوكرانيا، وأيرلندا، وسلوفينيا، وباكستان، وإسبانيا، وإيطاليا، وبريطانيا، وألمانيا، والبرتغال، وبيلاروسيا.
وفى السياق، حظرت الوحدة الأمنية السفر الشخصى لموظفى الحكومة الأمريكية إلى البلدة القديمة فى القدس والضفة الغربية، بما فى ذلك مدينتا أريحا وبيت لحم.