الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا

«بوتين» بالقاهرة للمرة الثانية فى عهد السيسى

«بوتين» بالقاهرة للمرة الثانية فى عهد السيسى
«بوتين» بالقاهرة للمرة الثانية فى عهد السيسى




كتب ـ أحمد إمبابى

 
فيما يعد مرحلة جديدة من التعاون الاستراتيجى بين مصر وروسيا، يبدأ الرئيس الروسى فلاديمير بوتين زيارة رسمية لمصر، غدًا الاثنين، يلتقى خلالها الرئيس عبدالفتاح السيسى.
السفير بسام راضى، المتحدث باسم رئاسة الجمهورية، قال إن الزيارة تأتى فى إطار حرص مصر وروسيا على تدعيم علاقاتهما التاريخية والاستراتيجية، ومن المقرر أن يبحث الرئيسان خلال الزيارة سبل دفع أطر التعاون الثنائى فى المجالات المختلفة، خاصة السياسية والتجارية والاقتصادية وفى مجال الطاقة، فضلاً عن التشاور بشأن عدد من القضايا والملفات الإقليمية ذات الاهتمام المشترك.
وتعد زيارة الرئيس الروسى إلى القاهرة هى الثانية خلال عهد الرئيس «السيسى»، فسبق أن زار «بوتين» مصر فى فبراير 2015، بعد أن كانت آخر زيارة له لمصر عام 2005، فى المقابل زار الرئيس السيسى روسيا ثلاث مرات، فى أغسطس 2014، وفى مايو 2015 للمشاركة فى أعياد النصر الروسية، ثم فى أغسطس 2015، ضمن سياسة الانفتاح والتوازن فى العلاقات الخارجية التى تتبعها مصر حاليا.
وستكون زيارة «قيصر روسيا» (وهو لقب الرئيس بوتين) إلى القاهرة فرصة لتعزيز أطر التعاون الثنائى بين البلدين فى مختلف المجالات وخاصة الاقتصادية والعسكرية، والتجارية، ذلك أن بوتين يصطحب معه خلال الزيارة حوالى 35 مسئولًا روسيًا.
التنسيق الإقليمى
الرئيسان من المقرر أن يبحثا القضايا المتعلقة بالاستقرار والأمن فى الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، وفى مقدمتها قضية القدس ومفاوضات السلام، والأزمة الليبية، والحل السلمى فى سوريا، والأزمة اليمنية، والحرب على الإرهاب بشكل خاص، فضلًا عن متابعة الاتفاقات السابقة ومنها مشروع الضبعة النووى، واستئناف الرحلات الجوية.
زيارة بوتين لها أهمية، خصوصا بعد القرار المثير للغضب، الذى اتخذه «ترامب» بشأن القدس، حيث تعكس الزيارة دعم بوتين لمصر ولسياستها حيال الأزمات الحالية، والإتفاق على وجهات النظر فى عدة قضايا أهمها الموقف من القضية الفلسطينية وسوريا وليبيا واليمن والأزمة القطرية، وغيرها من القضايا الإقليمية والدولية.
وستكون الأزمتان الليبية والسورية ضمن الأجندة، وخاصة بعد النجاح فى القضاء على البؤر الإرهابية فى سوريا، فضلاً عن مناقشة الوضع فى ليبيا، ومواجهة عناصر داعش التى تهرب من سوريا والعراق وتحاول أن تنظم نفسها فى ليبيا لمهاجمة مصر ودول أوروبا والغرب، وهو ما سيكون أهم الموضوعات التى ستتم مناقشتها، وذلك بسبب حزم بوتين فى عملية القضاء على الإرهاب، والنهوض بسوريا وليبيا من دول فاشلة إلى دول حقيقية تستطيع السيطرة على أراضيها وحدودها.
 التعاون الأمنى والعسكرى
وفى إطار الجهود المشتركة لمكافحة الإرهاب، تدعم روسيا مصر فى حربها على الإرهاب، ويعد ملف التعاون العسكرى والأمنى من أهم الملفات المطروحة فى مباحثات الرئيسين «السيسى» و«بوتين»، وتمت صياغة محاور للتعاون المشترك خلال زيارة وزير الدفاع الروسى، سيرجى شويجو، للقاهرة فى 29 نوفمبر الماضى.
وترجم هذا التعاون فيما أعلنه الأمن الروسى فى أكتوبر الماضى عن إحباط مجموعة من العمليات الإرهابية داخل روسيا بمساعدة من مصر.
كما تمت إقامة عدد من التدريبات العسكرية المشتركة خلال السنوات الأخيرة، منها أول تدريبات بحرية مشتركة فى يونيو 2015، ومناورات عسكرية مشتركة فى أكتوبر 2016، ومناورات فى 2017 فى روسيا.
 التعاون الاقتصادى والتجارى
ويبحث الرئيسان خلال الزيارة التعاون الاقتصادى والتجارى واستكمال الاتفاق على المشروعات المشتركة وفى مقدمتها إنهاء الاتفاقيات الخاصة بإنشاء مدينة صناعية مصرية ـ روسية بمحور قناة السويس، وتوقيع العقود النهائية لمحطة الضبعة النووية.
وسيكون مشروع الضبعة من أهم الملفات التى سوف يناقشها الرئيسان، حيث وقعت القاهرة اتفاقية مع موسكو لبناء وتمويل أول محطة للطاقة النووية فى مصر.
وارتفعت معدلات التعاون الاقتصادى والتجارى بين البلدين فى الفترة الأخيرة، حيث بلغ حجم التجارة الثنائية 5.5 مليار دولار فى عام 2014، أى ضعف ما كان عليه فى العام السابق، وفقًا لإحصاءات التجارة الروسية، ويسعى الكرملين أيضا إلى زيادة العلاقات الاقتصادية مع مصر من خلال مشاريع التجارة والطاقة، وفى فبراير 2016 وقع البلدان مذكرة تفاهم بشأن منطقة التجارة الصناعية.
 أزمة رحلات الطيران
وتمثل القمة المصرية ـ الروسية فرصة لبحث ملف الرحلات الجوية وإمكانية استئنافها مرة أخرى بشكل مباشر من موسكو إلى القاهرة بعد توقفها عقب حادث سقوط الطائرة الروسية فى سيناء أكتوبر 2015، فى حادث إرهابى لتنظيم داعش، أودى بحياة 224 شخصا، معظمهم من السياح الروس، حينها اتخذ الرئيس الروسى قرارا بوقف الرحلات الجوية من روسيا لمصر.
ورغم أن المسئولين الروس عقدوا أكثر من لقاء مع نظرائهم فى مصر حول تعزيز الإجراءات الأمنية فى المطارات المصرية لتأمين رحلات الطيران، إلا أن قرار استئناف تلك الراحلات مازال معلقا.
وفى هذا الإطار أعلنت الحكومة الروسية الأسبوع الماضى أن موسكو والقاهرة صاغتا اتفاقًا سيسهل إعادة الرحلات الجوية.
3 اجتماعات للحوار الاستراتيجى
فى مايو الماضى استضافت القاهرة المحطة الثالثة من الحوار الاستراتيجى المشترك بين مصر وروسيا، بحضور وزيرى الخارجية والدفاع الروسيين، حيث يعقد الحوار الاستراتيجى بين البلدين وفقا لصيغة «2+2» التى يشارك فيها وزيرا الخارجية والدفاع بالبلدين.
وتعد مصر الدولة السادسة التى ترتبط معها روسيا بمثل هذا الإطار المهم من المباحثات الاستراتيجية على مستوى وزيرى الخارجية والدفاع بعد الولايات المتحدة وفرنسا وإيطاليا والمملكة المتحدة واليابان، وهو ما يعكس القيمة الاستراتيجية التى تحظى بها مصر فى السياسة الخارجية الروسية باعتبارها مركز الثقل الاستراتيجى فى المنطقة، خاصة أنها الدولة العربية الوحيدة التى فعّلت معها موسكو هذه الصيغة.
وسبق أن عقد الجانبان اجتماعين فى إطار هذه الصيغة، الأول فى القاهرة، نوفمبر 2013، والثانى فى موسكو، فبراير 2014.
وتناقش المباحثات الاستراتيجية القضايا والأزمات الإقليمية فى كل من سوريا وليبيا واليمن والعراق والمواقف المصرية والروسية إزاءها، فضلا عن تناول قضية الإرهاب.