السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

الضرب في الميت حرام






حماد عبدالله حماد روزاليوسف اليومية : 27 - 08 - 2009



لا أعرف علي وجه التحديد، من أين جاء الأدب الشعبي المصري بهذا التعبير أي أن "الضرب في الميت حرام" ... حيث الميت والمقصود به إنسان توفي إلي رحمة الله فالضرب فيه غير ذي أثر علي المضروب، وربما كان المثل يشير إلي ما يقال (تذكروا محاسن موتاكم) أي يجب علي الأحياء أن يتغاضوا عن نقائص المتوفين حيث لا يجوز أن نذكر عنهم السيئ من أعمالهم.
فهم قطعاً في حساب الآخرة، ولهم رب يحاسبهم علي ما فعلوه، وبالتالي من الظلم أن يحاسبوا في الآخرة ونحن في الدنيا نزيد ونهيل عليهم الأتربة بما فعلوه في دنياهم، ربما .. !! لكن ما يشدني هنا أن هذا المثل ينطبق علي كثير من الأحياء الذين هم في عداد الأموات !!. حيث كثير ممن لا يعلمون بأن كل شيء زائل، ولا يبقي إلا وجه الله العلي العظيم ، العمل الطيب ، الصدقة الجارية ، أو الأبناء الصالحون الذين يدعون لهم طيلة حياتهم .
كثير من الأحياء لا يعلمون ذلك أو يعلمون ولكن يتناسون !! وبالتالي فإن ما نراه في حياتنا وفي كثير من تشابكات التعامل مع الغير أن هناك وعلي قدر كبير جداً ممن يجب أن يعلموا بل الأكثر من ذلك ما يحملوه من شهادات أو ما يحتلونه من مراكز أو وظائف عليا من المفترض أنهم لديهم قليل أو جزء كافٍ من التعليم والخبرة، نجد كثيرين من هؤلاء يستحقون هذا المثل المصري الأصيل .
حيث يجب الابتعاد عنهم واعتبارهم موتي وهم أحياء يرزقون ولكن هكذا العقل المصري الفصيح يجب أن يعتبر صاحبنا تولاه الله برحمته وبعدله، ونحن البشر يجب أن ندعو له بالمغفرة وقبول توسلاته وهو في ضيق سوف يحْكِمْ أضلاعه وفي هذه الحالة ينطبق المثل "الضرب في الميت حرام " !!
ولعل من حسن الطالع أن يكون اليوم هو يوم الجمعة، أول جمعة في رمضان المبارك، ونحن سوف نتوجه إلي المساجد لصلاة الجمعة، حيث تزداد كثافة المصلين في هذا الشهر الكريم بالمساجد خاصة يوم الجمعة، فلننتهز فرصة التجمع وندعو الله مخلصين أن يرحمنا ويعفو عنا ويرزقنا برزق من نعول ويرزقنا بالكلمة الطيبة والإخلاص في نوايا الناس الذين نتعامل معهم والله خبير عليم !! ولا إيه !!