الخميس 28 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا

الحلم النووى المصرى

الحلم النووى المصرى
الحلم النووى المصرى




 كتب-  أحمد إمبابى -  سامى عبدالرحمن

بعد 6 عقود..  دخلت مصر مرحلة جديدة نحو المستقبل، بتحقق حلم طال انتظاره بإنشاء أول محطة نووية للاستخدامات السلمية.
أولى مراحل الحلم النووى بدأ بالحوار المجتمعى بين فئات المجتمع لإنشاء المحطة بمنطقة الضبعة بمحافظة السويس، بهدف الاستغلال الأمثل لثروات الوطن وإمكانياته من أجل مستقبل أفضل.

عقود الضبعة
القمة السابعة بين الرئيسين عبد الفتاح السيسى والروسى فلاديمير بوتين، ستحسم عددا من الملفات المهمة أبرزها أن الرئيسين سيشهدان مراسم التوقيع على عقود إنشاء أول مفاعل نووى مصرى فى إطار حرص البلدين لتدعيم علاقاتهما التاريخية والاستراتيجية.
وعلمت «روزاليوسف» أن زيارة الرئيس الروسى فلاديمير بوتين للقاهرة اليوم تتضمن عدة مكاسب من بينها دعم التعاون الثنائى فى جميع المجالات واستكمال الاتفاق على المشروعات المشتركة فى مقدمتها محطة الضبعة النووية وانتظام حركة الطيران بين البلدين والاتفاق النهائى على إنشاء المدينة الصناعية فى محور قناة السويس.
المصادر أكدت أن توقيع عقود تنفيذ محطة الضبعة النووية جاء بعد استكمال التفاوض حولها، مع شركة «روس أتوم» الروسية، التى تتولى تنفيذ المحطة لتوليد الطاقة والكهرباء.
وأضافت أنه سيتم البدء فى إنشاء مدينة صناعية روسية بمحور قناة السويس بعد التوقيع عليها فى فبراير 2016، وهى مذكرة إطارية سيتم على أساسها التوقيع على الاتفاق النهائى بشأن المنطقة الصناعية، التى تضم مشروعات فى مجال تجميع السيارات والمعدات الزراعية ومواد البناء والأدوية والمنسوجات والملابس الجاهزة والصناعات الالكترونية والأثاث والمعدات الهندسية، فضلا عن مشروعات فى مجال تكنولوجيا المعلومات وإعادة تدوير المخلفات والخدمات المالية.
من جانبه أكد الدكتور أمجد الوكيل رئيس هيئة المحطات النووية أن الحلم النووى سيتحقق والمصريين قادرون على تحقيق المعجزات.

4 مفاعلات
وقال فى تصريحات خاصة لـ«روزاليوسف» إن لدينا 4 عقود بمحطة الضبعة النووية يتم التوقيع عليها ويشمل العقد الرئيسى ebc المتعلق بتفاصيل الإنشاء والتنفيذ، أما العقد الثانى فهو خاص بإمداد الوقود، والعقد الثالث يشمل تفاصيل التشغيل والصيانة، أما الرابع والأخير فيتضمن مراحل التخلص من الوقود المستنفد، وتبدأ مراحل التنفيذ مطلع العام المقبل.
وأضاف: أن المحطة بها 4 مفاعلات،  وتبلغ قدرة كل منها 1200 ميجاوات بإجمالى 4800 ميجاوات، كما أن الموقع يستوعب بناء 4 مفاعلات آخرين وتصل تكلفة المحطة إلى 30 مليار دولار وتقدم روسيا قرضًا حكوميًا لصالح مصر بقيمة 25 مليار دولار.
وأشار الوكيل إلى أنه بعد الانتهاء من مراسم التوقيع بين البلدين يتم البدء فى مراحل تنفيذ البرنامج النووى المصرى وهناك عدة خطوات الاولى تسمى المرحلة التحضيرية وتصل إلى عامين ونصف العام يتم فيها الموافقة على تصميم الموقع ثم الحصول على إذن ببناء الموقع من هيئة الرقابة النووية ثم مراحل البناء والتشغيل التجريبى وهذا يستغرق 5 سنوات.. اى خلال 7 سنوات من التوقيع سيصبح لدينا اول محطة نووية لتوليد الطاقة.

أعلى معدلات الأمان
 وأوضح ان محطة الضبعة بها أعلى متطلبات الأمان عالميا حيث توفر أنظمة الأمان للمفاعلات الروسية VVER- 1200 ذات مستوى غير مسبوق من الحماية ضد العوامل والمؤثرات الداخلية والخارجية وعلى سبيل المثال تم تصميم الوعاء الخارجى له لكى يتحمل اصطدام طائرة تجارية كبيرة زنة 400 طن محملة بالوقود وتطير بسرعة 150 متر/ ثانية، هذا بالإضافة إلى خصائص السلامة والأمان النووى التى تشملها تصاميم المفاعلات الحديثة من الجيل الثالث المطور والتى أخذت فى الاعتبار قدرتها على مواجهة الأخطار الخارجية مثل الزلازل وموجات تسونامى حتى 14 مترا  وقدرتها على التوقف الآمن حتى فى حالة حدوث أخطاء بشرية أو التشغيل لمدة 72 ساعة.
 وقال الوكيل إن هناك ثلاث استراتيجيات يتم تنفيذها عبر التوقيع مباشرة مع شركة روس أتوم  الأولى استراتيجية إعلامية تستهدف إعلام المواطنين بمراحل تنفيذ مشروع المحطة النووية والترويج للمشروع باعتباره إحدى ركائز استراتيجية الطاقة فى مصر.. والثانية استراتيجية للتدريب وتتضمن إعداد الكوادر اللازمة لتشغيل المحطة النووية فى كافة التخصصات أما الثالثة فاستراتيجية توعية المواطنين بطبيعة الطاقة النووية للأغراض السلمية خاصة أن المحطة النووية هى الأولى من نوعها فى المنطقة وتوضيح إيجابيات تكنولوجيا الطاقة النووية وكيف يمكن ان تساهم فى مخطط التنمية الاقتصادية والقضاء على المخاوف التى لدى البعض من استخدام الطاقة النووية.

زيادة الدخل القومى
ويحقق المفاعل النووى المصرى نقلة نوعية فى إنتاج الطاقة الكهربائية، والتى تعمل بشكل أساسى على ارتقاء الصناعات، مما يؤهلها للمشاركة فى صناعة المنتجات العالمية لتكون بذلك مصر دولة صناعية كبرى، فضلا عن زيادة الدخل القومى من العملات الأجنبية، والارتقاء فى كافة المجالات الصناعية وما يتبعها من الزراعة والتجارة.
يذكر أن البرنامج النووى المصرى بدأ عام 1961 بإنشاء مفاعل أنشاص فى عهد الرئيس الراحل جمال عبد الناصر  ثم اتخذ قرارا بالبدء فى إنشاء محطة نووية لإنتاج الكهرباء وتحلية المياه فى منطقة سيدى كرير.. ثم تلتها حرب 67 وأجلت المشروع وبعد حرب أكتوبر جاء ريتشارد نيكسون وتم الاتفاق مع السادات على إنشاء محطتين نوويتين من الولايات المتحدة الأمريكية وتم طرح المواصفات وتقدم لتنفيذ  المحطتين شركتان أمريكيتان ولكن قبل توقيع أمريكا فرضت شروطا لم يقبلها الرئيس السادات وتوقف المشروع الذى كان سينتج 600 ميجا وات بسيدى كرير.
ثم خطط الرئيس السادات لإنشاء 8 محطات نووية وتقدمت لذلك دول منها فرنسا وبعد توقف المشروع فى سيدى كرير تم اختيار موقع الضبعة، وفى عام 1981 أعلن الرئيس الأسبق حسنى مبارك عن مناقصة لتنفيذ  المشروع خلال  3 سنوات ثم وقعت حادثة تشرنوبل واستغلها مبارك وقال مش هانعمل المفاعلات حفاظا على صحة الشعب.
 لكنه تجدد الأمل مرة أخرى فى 2007  حيث أحيا مبارك مشروع الطاقة النووية وأصدر قانونا للأنشطة النووية وأنشئت هيئة الرقابة النووية والإشعاعية فى عام 2010 وأخذنا خطوة جدية فى المشروع وتم تحديث موقع الضبعة وتم إقرار صلاحية موقع الضبعة من جانب عدد من بيوت الخبرة العالمية وخبراء جيولوجيين فى جميع المجالات.