«دير أبوحنس».. حكاية مصنع فى كل بيت

المنيا - علا الحينى


فى الوقت الذى يعانى فيه أعداد كبيرة من الشباب من البطالة، ومحاولات جادة من الدولة لتوفير فرص عمل للشباب مع زيادة وعى الشباب نحو ثقافة العمل الحر، تأتى قرى فى الصعيد فى النجوع لترفع شعارًا لا للبطالة وتؤكد للدولة أن التنمية ستأتى من قلب الصعيد.
ونجح النموذج الصينى الذى تضمن أن كل منزل يحتوى على مصنع، فى تقديم تجربة لقرية «دير أبوحنس» بأن تتحول منازل القرية لمصانع صغيرة ومشروعات متناهية الصغر تتحول لمشروعات تعطى الاسم والمكانة.
بنطلونات أطفال
واشتهرت «دير أبو حنس» بصناعة الملابس وقدرتها على أن تكون المورد لكل المحافظات لمنتجات الكلسون الشتوى وبنطلونات الأطفال والترنجات، سواء أطفال أو رجال، والسويت شيرت للأطفال، فكل منزل يوجد لديه ماكينة خياطة يقوم بصناعة تلك الملابس.
يقول الأب يوساب حشمت، كاهن كنيسة الأنبا يحنس الأثرية: لدينا فى القرية ما يقارب الـ28 مصنعًا كبيرًا بخلاف الورش الصغيرة الموجودة فى كل منزل، ونُعلم كل أسرة كيف تعتمد على نفسها ويتم تعليمهم الخياطة ونساعدهم فى شراء ماكينة خياطة يبدأ بها ثم يطور نفسه فيخصص دورًا بعد ذلك فى منزله وتصبح الماكينة الواحدة 10 ماكينات ويتحول الأمر لمصنع صغير، مؤكدا أن الإنتاج أصبح لا يكفى الطلب عليه من كل المحافظات.
تعليم الصنعة
ويستكمل مكارى شحات جرجس، مدير مكتب كهرباء دير البرشا وأحد أصحاب المصانع بدير أبو حنس متخصص فى صناعة السويت شيرت الرجالى وبنطلون الترنج: إن كل شاب يقوم بشراء قطعة أرض نصف قيراط وينفذ عليها المصنع، فضلا عن أن عددًا كبيرًا من شباب القرية عملوا بمحافظة الدقهلية وتعلموا الصنعة وقاموا بإنشاء مصانع ببلدتهم، ونقوم بشراء أطنان من القماش حسب نوعيته والمطلوب للموديل ويتم صناعته وتسويقه.
وأكد مكارى أهمية مدارس التعليم المزدوج بالقرية ورفض التربية والتعليم ترخيص هذه المدارس والتى تعمل على تعليم الطالب بجانب عمله بالمصنع، منوها إلى أن جميع أفراد القرية يعملون فى المصانع فنعلم حتى الأطفال ويتم تدريبهم وتعليمهم كيفية التكييس والتغليف اللازم للمنتج بجانب دراسته.
ماكينات خياطة
وتقول اليصبات يعقوب، إحدى الفتيات التى تعمل فى خياطة الملابس: إننى امتلك ماكينة خياطة بالمنزل واتفق مع متعهد يوفر لى الأقمشة وأقوم بخياطتها ويتم محاسبتى حسب الإنتاج، منوهة إلى أن أسعار ماكينات الخياطة الآن ارتفع بشكل كبير فالماكينة العادية الآن سعرها يتراوح ما بين 2700 جنيه إلى 3500.
وتلفت مارسا راشد، إحدى العاملات بمصانع الملابس، إلى أن اليومية داخل المصنع تتراوح ما بين 10 إلى 20 جنيها بخلاف الأوفر تايم إذا زاد العمل عن 7 ساعات، مؤكدة أن طلاب مدارس التعليم المزدوج يدرسون يومين ويعملون 4 أيام داخل المصانع لثقل خبراتهم.
تعليم مزدوج
أما هانى كمال، متعهد خردوات لمصانع القرية،  فيقول: إننى أمر يوميا على مصانع القرية لحصر الطلبات من الخردوات من خيوط ومستلزمات الخياطة بأكملها ويتم توزيعها حسب الاحتياج والطلبات، موضحا أنه يقوم بجلب الخامات اللازمة من المحلة ومحافظتى القاهرة والعاشر من رمضان .
أهالى القرية طالبوا التربية والتعليم بالاستجابة لهم بترخيص مدارس التعليم المزدوج الملحقة ببعض المصانع حتى يستطيع الطالب أن يحصل على شهادة معتمدة مع ثقل خبرته فى العمل مع الدراسة، قائلين: المطلوب ترخيص مدرستين بالقرية للتعليم المزدوج ملحقين بمصانع بخلاف مدرسة واحدة فقط مرخصة.