الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا

مدينة منف «رهينة» المياه الجوفية والحشائش

مدينة منف «رهينة» المياه الجوفية والحشائش
مدينة منف «رهينة» المياه الجوفية والحشائش




تحقيق وتصوير - علاء الدين ظاهر


أول عاصمة لمصر والمسجلة ضمن قائمة اليونسكو لمواقع التراث العالمى.. هكذا تعرف «منف» التى كانت مدينة عظيمة بمعابدها وموانئها وقصورها الرائعة.. هى أيضا «ميت رهينة» التى أصبحت بتاريخها رهينة المياه الجوفية ونباتات الحلفا والحشائش التى حاصرتها وآثارها المتبقية وتغولت عليها وتهددها بأضرار كثيرة.
وزارة الآثار أعلنت سبتمبر الماضى انتهاء مشروع تطوير المنطقة الممول من خلال دعم الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية، وجمعية أبحاث مصر القديمة بالتعاون مع جامعة يوركفيلندن، حيث بدأ المشروع أغسطس ٢٠١٥  فى إطار اتفاقية تعاون مشترك موقعة بين مصر وأمريكا تحت عنوان «الاستثمار المستدام لقطاع السياحة فى مصر» بتمويل من الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية بمبلغ ٩ ملايين و٢٠٠ ألف جنيه مصرى.
مشروع تطوير جبانة منف جاء بهدف إعادة إحيائها مرة أخرى، وتضمن إنشاء مسار جديد للمواقع الأثرية بمنف، وتوثيق المواقع الأثرية بمنف وتوصيفها من خلال أرشيف مصور متكامل، وتوثيق الحالة الراهنة للمواقع مع تحليل مدى تأثير الظروف البيئية على الأثر كالمياه الجوفية، وتسجيل توصيات لحل هذه المشكلات على المدى القصير والبعيد لصيانة وحفظ هذه المواقع الأثرية المهمة.
وقامت «روزاليوسف»  بزيارة المنطقة لاستطلاع حالها الفعلى على أرض الواقع، وبجولة فى الـ8 مواقع التى تضمنها مشروع التطوير، ومنطقة المتحف المفتوح الذى يتضمن العديد من القطع الأثرية المهمة من منف القديمة منها التمثال الضخم لرمسيس الثاني، وثانى أكبر تمثال لأبوالهول فى مصر، ومجموعة كبيرة من التماثيل المبهرة وبعض التوابيت الحجرية، حيث تعد  منطقة المتحف المفتوح ومتحف تمثال رمسيس أفضل حالا بعد التطوير، وتشهد إقبالا كبيرا من السائحين.
أما المواقع الثمانية فقد كانت صدمة بالنسبة، حيث وجدت مقصورة رمسيس الثانى ومعبد سخمت ومعبد رمسيس الثانى ومعبد حتحور وبيت العجل أبيس ومقابر كبار الكهنة ومقصورة سيتى الأول والبوابة الغربية لمعبد بتاح الكبير،جميعها غارقة فى نباتات الحلفا التى نمت بشكل مخيف حولها، كذلك المياه الجوفية التى أصابتها فى أجزاء كثيرة منها بأضرار أقلها الأملاح التى ترسبت عليها كثيرا، وبعض المواقع مثل معبد حتحور تسببت المياه الجوفية فى محو ملامح عدد من تيجان أعمدته والتى جاءت على شكل المعبودة حتحور.
حيث قال إبراهيم رفعت مدير عام منطقة آثار ميت رهينة إنهم يقومون بعمليات تنظيف من وقت لآخر للحشائش ونباتات الحلفا كذلك البعثة الأمريكية التى نظفت المعابد تماما من الحشائش،لكنها عاودت النمو مرة أخرى وهذا يحدث كلما نظفناها.
وتابع: سنخاطب قطاع المشروعات لبدء ترميم أحجار ومكونات المعابد التى تضررت من المياه الجوفية خاصة معبد حتحور ورمسيس، حيث إن المياه الجوفية تمثل المشكلة الأكبر التى تعيق تطوير المنطقة على نطاق أوسع، كما أنها تعطل افتتاح ما تم من أعمال تطوير للمعابد على يد البعثة الأمريكية بالتعاون مع وزارة الآثار، حيث تسعى الوزارة جاهدة لاحتواء مشاكل المنطقة وحلها.