الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا

خبراء: انسحاب القوات الروسية من سوريا إشارة لبدء الحل السياسى للأزمة

خبراء: انسحاب القوات الروسية من سوريا إشارة لبدء الحل السياسى للأزمة
خبراء: انسحاب القوات الروسية من سوريا إشارة لبدء الحل السياسى للأزمة




كتبت - نشوى يوسف


بعد عامين من انطلاق عملياتها على الأراضى السورية، أمر الرئيس الروسى فلاديمير بوتين، بعد وصوله إلى قاعدة حميميم الروسية، بالبدء بسحب القوات الروسية من سوريا، والعودة إلى نقاط تمركزها الدائم». وأشار بوتين إلى أن القوات الروسية فى حميميم أنجزت مهمتها ببراعة فى سوريا، قائلا: «إن مهمة محاربة العصابات المسلحة فى سوريا هى مهمة كان يتعين حلها بمساعدة القوات المسلحة على نطاق واسع. وقد تم حلها ببراعة. أهنئكم»، مشيرا إلى أن مركزين روسيين فى طرطوس وحميميم سيواصلان العمل فى سوريا بشكل دائم.
وأعلن قائد المجموعة الروسية فى سوريا، سيرجى سوروفيكين أن الأوامر تقضى بسحب 23 طائرة حربية متعددة الأنواع، ومروحتين من طراز «كا-52»، إضافة إلى سحب قوات على شكل فريق الشرطة العسكرية الروسية، وفريق خاص ومشفى عسكرى ميدانى وأيضا فريق مركز إزالة الالغام، إلا أنه لم يتطرق إلى القوات البحرية على الشواطئ السورية.
بدوره رأى مسلم شعيتو - رئيس المركز الثقافى الروسى العربى فى سان بطرسبرج الروسية، أن زيارة بوتين الخاطفة لحميميم، ولقائه بشار الأسد، تحمل رسالة للعالم مفادها أن «سوريا عادت إلى وضعها الطبيعي، وأن بناء بنيتها التحتية سيكون بمساعدة روسيا»، مضيفا أن روسيا لم تنسحب من سوريا مادام هناك «منظمات إرهابية»، وأن هناك اتفاقا مع ما سماها «السلطة الشرعية» وهى من طبقت قاعدة عسكرية لمحاربة تلك المنظمات»، وأن زيارة بوتين لم تكن مفاجئة بل لها دور مهم فى لعب سوريا دور مهم فى المنطقة».
ويقول المهندس باسل كويفى رئيس الكتلة الوطنية الديمقراطية السورية – فى تصريحات خاصة لـ«روزاليوسف» -  إن «الرئيس الروسى فلاديمير بوتين كان قد قرر، فى مارس 2016، بدء سحب قوات روسية بعد تنفيذ مهام ناجحة فى سوريا، موضحا أنه سوف تستمر قاعدة حميميم الجوية ومركز الخدمات اللوجيستية البحرية فى طرطوس ومركز المصالحة الروسية فى سوريا فى ممارسة جهودهم وعملهم».
وأعتقد كويفى أن بدء سحب القوات الروسية من سوريا، بمثابة إشارة إلى أن الوقت قد حان للحل السياسى للأزمة السورية، بعد قرب انتهاء داعش وبعد توافق معظم اللاعبين المحليين والإقليميين والدوليين على أن قرار مجلس الأمن رقم ٢٢٥٤ هو الأساس الذى يتم البناء عليه خلال العملية التفاوضية والحوار السورى - السورى هو المخرج الوحيد فى مسار جنيف للوصول الى حل سياسى عبر مشاركة حقيقية وفعالة لمكونات تمثل الشعب السورى بوضوح ودون تهميش أو إقصاء للمعارضة الداخلية التى تلامس معاناة الشعب السورى وأوجاعه، بعيدا عن المناورات الديبلوماسية والسياسية، بما يحقق السلام والاستقرار فى سوريا ويساهم فى حل الصراع ويحافظ على الجغرافيا والشعب السورى فى دولة المواطنة وسيادة القانون والمساواة والديمقراطية.
اللواء جمال مظلوم المدير السابق لمركز دراسات القوات المسلحة أوضح لـ«روزاليوسف» أن لهذا الأمر أكثر من سبب، أوله أنه من وجهة نظر بوتين أن هذا الحجم من القوات ليس له لزوم فى الوقت الحالى فى ظل التهديدات الموجودة بسوريا، والسبب الثانى أنه يعتبر الانسحاب الروسى نموذجاً لباقى القوات المتواجدة فى سوريا كالقوات التركية وغيرها، فأبقى على عدد محدود بحكم وجود الاتفاقيات بينه وبين سوريا على قاعدة حميميم، وهذا كله من أجل إحراج القوات الأخرى المتواجدة على الأراضى السورية.