الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

7 أسباب تمنع كوبر من تجديد دماء المنتخب

7 أسباب تمنع كوبر من تجديد دماء المنتخب
7 أسباب تمنع كوبر من تجديد دماء المنتخب




كتب – وليد العدوى


من بين أهم صدمات الأرجنتينى هيكتور كوبر المدير الفنى لمنتخب مصر الأول لكرة القدم للجماهير والخبراء والنقاد أنه يرفض دائما الإقبال على التغيير، مفضلا بشكل مستمر التركيز على مجموعة بعينها من اللاعبين مهما كان أداؤهم ومستواهم داخل المستطيل الأخضر، وهو ما ينعكس فى كثير من الأحيان على تعامله الفنى فى المباراة ذاتها، حيث سبق أن تأخر الفراعنة فى كثير من نتائج المباريات، ورغم ذلك كان تعامل المدرب الأجنبى مع التغييرات ضعيفا ولا يرقى إلى المستوى المطلوب مع أحداث الـ90 دقيقة، لكن مهما طالت قائمة عيوب كوبر، يظل رمزا فى تاريخ كرة القدم المصرية، بعد أن وصل بفكره وبالعدد المحدود من لاعبيه إلى نهائى بطولة الأمم الأفريقية الأخيرة فى الجابون العام الجارى، بعد أن كانت مصر بعيدة تماما عن التأهل لثلاث دورات متتالية، بفعل الخروج من التصفيات، والأهم تأهله إلى كأس العالم بعد غياب 28 عاما، ذلك الحلم الذى طوى أجيالاً وأجيال وبات للكثيرين حلم صعب المنال، إلى أن جاء كوبر وحقق المعجزة على حساب منتخب عملاق بحجم غانا التى تصل إلى الأدوار الإقصائية فى المونديال حال تأهلها.
كوبر من نوعية المدربين الذين يصممون على مجموعة بعينها من اللاعبين بغض النظر عن مستواهم الفنى أو البدنى، ولا يعير أى اهتمام لأخرين قد يتألقون ويتوهجون مع أنديتهم كما يفعل قائد الأهلى السابق حسام غالى والمحترف بصفوف النصر السعودى، إلا أن خلافه السابق مع الجهاز الفنى يحول دائما أمام عودته إلى قيادة الفريق، رغم أهميته الفنية والقيادية، فكثيرا ما عانى المنتخب من غياب القائد داخل الفريق، وهو عنصر يتوافر بكل قوة وسهولة فى غالى المغضوب عليه، بينما تتاح الفرص لآخرين دون المستوى مثل باسم مرسى مهاجم الزمالك، وأحمد حسن كوكا مهاجم سبورتنج براغا البرتغالى، حتى إنه اصطحب المدافع حمادة طلبة معه فى بطولة الأمم الأفريقية وهو غير مقيد فى البطولة من الأساس لمجرد أنه يحبه ويلتزم بتعلمياته.
كل ما سبق معالم ترسم ملامح وفكر كوبر، لكن المثير أنه خلال الأيام القليلة المقبلة سيكون مجبرا على الاستمرار بهذا الفكر، حيث تقف 7 عوامل دفعة واحدة أمام استحالة تجديد دماء الفريق الوطنى، ليبقى على الحرس القديم فى كأس العالم المقبل بروسيا 2018، والذى كان يمنى فيه البعض النفس بعمل تغييرات وإحلال وتجديد للدماء بحيث يظهر الفراعنة فى ثوب الشباب والانطلاق فى ظل وجود مجموعة سهلة نسبيا، ساهمت فى أن يحلم المصريين بإمكانية تجاوزها والتأهل إلى الدورى الثانى، حيث تتواجد منتخبات روسيا البلد المضيف والسعودية وأوروجواى، بعكس مجموعات أخرى قاتلة، ويعد على رأس هذه العوامل المانعة لتغييرات كوبر:
1- ضيق الوقت
ينطلق مونديال روسيا فى 14 يونيو المقبل، أى بعد أكثر من ستة أشهر، وحسابيا قد تكون فترة زمانية طويلة ومناسبة لصناعة منتخب جديد تماما، لكن هذا فى حالة توقف الدورى واصطحاب كوبر لعدد معين من اللاعبين يمكن الرهان عليهم لتصفيتهم إلى قائمة نهائية قبل انطلاق كأس العالم، مع أجندة مباريات ومعسكرات أوروبية قوية، بالضبط كما فعل الراحل محمود الجوهرى المدير الفنى الأسبق لمنتخب مصر قبل كأس العالم الأخير بالنسبة لنا فى 90، لكن هذا الفكر لم يعد موجودا الآن وباتت مسابقة الدورى المحلى المتواضعة هذه هى منبع ظهور هذه الكوكبة من اللاعبين الذين حققوا انجاز الصعود والوصول إلى نهائى أفريقيا، ومن قبلهم جيل حسن شحاتة صاحب ثلاثية أفريقيا، فضلا عن أن فى عهد الجوهرى لم يكن هناك محترفين بحجم ما هو موجود الآن، فكان لزاما على الجوهرى أن يصطحب لاعبيه لتعريفهم بالكرة الأوروبية حتى لا تكون هناك رهبة نفسية عند مواجهة منتخبات بحجم هولندا وإنجلترا وايرلندا، إذن بات كوبر ملتزما بضرورة انتظار مسابقة الدورى العام التى يحاول مسئولو اتحاد الكرة جاهدين انهاءها بشكل رسمى وكأس مصر قبل كأس العالم، وهو عرف متبع فى جميع دول العالم سواء شاركت فى المونديال أم لا حيث تحرم الكرة فى جميع البلاد وقت خوض منافسات كأس العالم، الأمر الذى يضغط المباريات المحلية بشكل كبير، ومن ثم صعوبة ايجاد فرصة لعمل عدد كبير من المعسكرات باستثناء ما تقره لوائح الفيفا، فيما يخص إمكانية جلب المحترفين.
2- ضعف الدورى
بجانب ضيق الوقت وضغط المسابقات، لم تنجح حتى الآن المسابقة الكبرى الخاصة بالدورى العام الممتاز فى تقديم وجوه جديدة يمكن الرهان عليها، لإقحامها بقوة فى القائمة الدولية، باستثناء اسم هنا أو هناك، فلا أحد يتذكر طوال الأسابيع الماضية سوى حسين الشحات لاعب المقاصة الذى صادفه تألق غير عادى أمام الأهلى والزمالك ونجح فى قيادة فريقه الفيومى فى الفوز عليهما، فضلا عن كونه هداف الدورى برصيد 9 أهداف مع زميلة جون أنطوى، كذلك مهاجم الإنتاج الحربى عمرو السعيد الذى سجل 8 أهداف، باستثنائهما لا توجد أسماء قوية قادرة على فرض نفسها، فى الوقت الذى يحتاج فيه الفريق القومى للاعبين مميزين فى بعض الأماكن تكاد تكون منعدمة تماما مثل غياب الظهير الأيسر مثلا رغم وجود محمد عبد الشافى لاعب أهلى جدة السعودى، ولولا وجود الجوكر أحمد فتحى لكانت نفس الأزمة فى الناحية اليمنى، وهى أزمة أن يفتقد منتخب صاعد إلى كأس العالم جناحيه، دون أن يجد البديل المناسب طوال هذه المدة.
3- غياب الطموح
من بين العوامل التى لا تساعد كوبر، غياب الطموح عند كثيرا من اللاعبين، صحيح أن كوبر تقليدى جدا ولا يرحب بالمغامرة أو المجازفة، لكن فى الوقت نفسه يشاهد يوميا فى مسابقة الدورى لاعبين بلا طموح أو إصرار لفرض نفسهم بقوة رغما عن أنف كوبر نفسه، فالجميع توقع أن تتحول مسابقة الدورى العام بعد ضمان التأهل إلى كأس العالم إلى كتلة من اللهب، الكل يتنافس بقوة لتقديم اسم على مائدة الجهاز الفنى لنيل شرف تمثيل البلاد فى محفل دولى لا يتكرر كثيرا بحجم كأس العالم، إلا أن الظاهر عكس ذلك تمر المباريات بنفس الرتم والأداء الهادئ، وكأن معظم اللاعبين قرروا الاستسلام للأمر الواقع.
4- ارتبك الأجندة
جدد طلب الاتحاد الإسبانى لكرة القدم من نظيره المصرى الخلاف القائم فى الوقت الراهن بين كوبر واتحاد الكرة برئاسة هانى أبوريدة، ويرجع الخلاف على طبيعة المعسكرات المنتظرة قبل كأس العالم، الأمر الذى أجل كثيرا وضوح الرؤية بالنسبة للأجندة المقترحة، فكوبر يرى أن من الضرورى عمل المعسكر فى أوروبا، كنوع من التقرب من جو وطقس روسيا الذى سيطل فى المونديال إلى معدلات منخفضة عما نعيشه فى مصر، بينما فرضت لعبة المصالح الشخصية نفسها على أداء رجال الجبلاية وعلى رأسهم أبوريدة الذى يرى ضرورة عمل معسكر فى الإمارات، وهو ما يرفضه وبشدة كوبر لأسباب كثيرة، أبرزها اختلاف الطقس تماما وارتفاع معدلات الرطوبة، فضلا عن عدم وجود منتخبات قوية فى البلد العربى فى هذا التوقيت لنفس أسباب الطقس، الأمر الذى قد يعصف بحزمة مباريات ودية محترمة قد يستفيد منها الفريق الوطنى فى استعداده.
5- تخبط الزمالك
تواصل القلعة البيضاء التخبط الإدارى بقوة الأمر الذى يهدد بخروج الفريق من دائرة المنافسة على مسابقة الدورى هذا الموسم، بعد أن خرج من دائرة تمثيل الكرة المصرية فى دورى أبطال أفريقيا مع القطب الأول والأوحد الأهلى والذى يتأثر بشدة سلبيا لغياب منافس قوى وطويل النفس بحجم غريمه التقليدى والتاريخى نادى الزمالك، الذى يترك مقعده فى كل موسم لمنافس استثنائى، فإن لم يكن الإسماعيلى يكون إنبى أو المقاصة وآخرين لا تتوافر لديهم القدرة الفنية على مجاراة الأهلى فى المنافسة على اللقب.
6- محمد صلاح
بات تألق النجم الأوحد فى الكرة المصرية وفخرها الأول بلا منازع محمد صلاح جناح ليفربول الطائر سببا سلبيا، حيث بات الواجهة المقنعة للإعلام والجماهير والمبرر الأساسى فى تمسك كوبر بمجموعة المحترفين مهما كان مستواهم المتواضع فهم فى كل الأحوال أفضل وأقوى من مجموعة المحليين، فكثيرا ما انتقد الجميع أداء أحمد حسن كوكا المحترف بصفوف سبورتنج براغا البرتغالى، وكذلك عمرو وردة المحترف بصفوف أتروميتوس اليونانى، حتى محمد الننى نجم أرسنال الإنجليزى لم يسلم من الانتقاد، بل والمطالبة باستبعاده من المنتخب، والاعتماد على قائد الأهلى حسام عاشور.
7- أماكن مستحيلة
بات المنتخب فى أمس الحاجة إلى تدعيم صفوفه بقوة فى جميع المراكز دون استثناء، فلم يعد مقنعا الاعتماد على كرة النجم محمد صلاح المرتدة خلف المساحات، فضلا عن انكشاف عورة حراسة المرمى فى ظل تردى مستوى حارسى الأهلى والزمالك شريف إكرامى وأحمد الشناوى، فضلا عن عدم وجود بديل جيد لمحمد عبد الشافى الظهير الأيسر والذى لا يرحب كوبر بإمكانياته فضلا عن كبر سنه، إلا أنه الخيار الوحيد لعدم قدرة الدورى العام الممتاز على إفراز أى لاعب مميز فى الجبهة اليسرى، حتى الأهلى يتخبط فى هذا المركز رغم قدرته على شراء لاعب اجنبى فى هذا المركز.