الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا

30 ألف فرصة عمل توفرها النباتات الطبية والعطرية ببنى سويف

30 ألف فرصة عمل توفرها النباتات الطبية والعطرية ببنى سويف
30 ألف فرصة عمل توفرها النباتات الطبية والعطرية ببنى سويف




بنى سويف - مصطفى عرفة


قبل دخولك قرية «بدهل» التابعة لمركز سمسطا جنوب بنى سويف بنحو 2 كيلو متر تستقبلك الروائح الذكية من زراعات النباتات الطبية والعطرية التى تشتهر بها القرية على مستوى العالم، حيث تنتج 40% من إجمالى الإنتاج العالمى وذلك على مساحة تزيد على 20 ألف فدان من مختلف النباتات الطبية والعطرية بأنواعها.
حشيشة الليمون
وتضم النباتات «الكسبرة ـ العطر ـ الشيح ـ الشبت - الشطة الحمراء ـ البردقوش ـ بقدونس ـ نعناع ـ حشيشة الليمون ـ الريحان ـ الياسمين - الشمر - الكراوية - بولبيستا - الجرندونا»، وتنتج أكثر من 20 ألف طن، وتوجد بها نحو 1500 منشر، وتوفر آلاف فرص عمل لأهالى القرية ما بين جمع وحصد وقطف وتجفيف ونشر وغربلة ونولون «نقل».
يقول محمد أحمد، بالمعاش، من أهالى من أهالى قرية «بدهل»: فى مطلع الثمانينيات من القرن الماضى فوجئنا بعدد من شباب «الجماعة الإسلامية» جاءوا إلى القرية فى صحبة القيادى الراحل «مجدى.م» الذى كان يلقب بالأمير وبدأو فى تجنيد الأهالى وقد استجاب لهم عدد غير قليل من الشباب وصغار السن حتى تحولت القرية إلى معقل من معاقل الإرهاب.
إقبال كثيف
وأضاف: وبالتوسع فى زراعة النباتات الطبية والعطرية والطلب المتزايد على الأيدى العاملة وإقبال الجميع على العمل بها انحسرت ظاهرة الإرهاب بعد أن تخلى مئات الشباب عن الفكر الضال ونبذهم التعصب والتشدد بعد أن التفتوا إلى لقمة العيش، الأمر الذى قضى تماما على ظاهرة الإرهاب بالقرية.
وتقول أم أحمد، سيدة فى العقد الخامس من عمرها قائلة: توفى زوجى منذ 5 سنوات وكان عاملا بسيطا بالجمعية الزراعية وترك لى 4 أبناء فى مختلف مراحل التعليم، وفوجئت بأن المعاش لا يتجاوز 300 جنيه ولم يصبنى اليأس لأن الذى خلقنا لن ينسانا، وبالفعل قررت العمل فى النباتات الطبية والعطرية «شأن ناس كتير» من أهالى القرية.
إجازة الصيف
وتابعت: «كنت بشترى اسبوعيا حمل من نبات البردقوش بـ50 جنيها وأعكف على قطفه أنا وأبنائى ونبيعه لتاجر بـ150 جنيها يعنى مكسب حلال 100 جنيه فى الأسبوع، والحمد لله دلوقتى بنشترى حملين والخير زاد، وأبنائى فى إجازة الصيف بيشتغلوا فى حقول النباتات الطبية والعطرية عشان يوفروا مصاريف المدارس».
ويشير إسماعيل إبراهيم، من أبناء «بدهل»، إلى أن القرية تعد أكبر منطقة لزراعة النباتات الطبية والعطرية على مستوى الجمهورية، منوها إلى أنه ينتج 700 طن نباتات سنويا يتم تصديرها لدول الاتحاد الأوربى لاستخدامها فى صناعات الأدوية ومستحضرات التجميل والعطور، منوها إلى أن زراعة النبابات توفر حوالى 30 ألف فرصة عمل، فى حين يبلغ عدد سكان القرية 40 ألف نسمة، وعدد القوة البشرية من الايدى العاملة يبلغ حوالى 20 ألفاً بما يعنى وجود 10 آلاف فرصة عمل إضافية، وتتم الاستعانة بشباب القرى المجاورة بل يوجد عمال من محافظات أخرى.
مصدر دخل
ويكمل عبدالمنعم ناصف، 21 سنة، من أهالى محافظة المنيا: أنا ذهبت إلى القاهرة بحثا عن فرصة عمل وتنقلت بين عدد من الأعمال إلى أن التقيت الحاج يونس محمود، وهو من أكبر مصدرى النباتات الطبية والعطرية، وعرض علىًّ العمل بمزارعه بقرية بدهل، وبعد تفكير جئت منذ 6 أشهر للعمل بيومية 50 جنيها، وارتفعت إلى 90 جنيها بخلاف الطعام والشراب.
ويكشف محمود حلمى، عن أن «بدهل» لا يوجد بها أى تعديات أو مبان على الأرض الزراعية، قائلا: «اللى عنده حتة أرض بيزرعها نعناع وبقدونس وشيح أو أى نوع من النباتات الطبية، أو يقوم بتأجيرها، والفدان فى القرى المجاورة إيجاره من 3 إلى 5 آلاف جنيه سنويا، أما فى قريتنا فإيجار الفدان من 7 إلى 8 آلاف جنيه، ومن لا يزرع يقوم بتأجيرها كمنشر للنباتات تدر عليه ربحاً سنوياً ثابتاً».
مجمع صناعى
من جانبه قال شريف حبيب، محافظ بنى سويف: إن المحافظة بصدد تنفيذ مشروع المدينة الصناعية الزراعية على مساحة 69 ألف فدان تضم أول مجمع صناعى متكامل لإنتاج الدواء من النباتات فضلاً عن صناعات مستحضرات التجميل والعطور، حيث حصل المشروع على موافقة مجلس الوزراء.
كما أعلن الدكتور منصور حسن، رئيس جامعة بنى سويف، أن الجامعة بها معهد لنباتات الطبية والعطرية لتعظيم إنتاج هذه النباتات لمواجهة الطلب المحلى والخارجى والاستفادة من ثروة النباتات الطبية التى تعد قيمة اقتصادية كبيرة، منوها إلى أنها تعتبر كنزاً استراتيجياً مصرياً يمكنه المساهمة فى الوصول إلى إنتاج دواء مصرى بنسبة 100%.