الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

داوود حسين: «مصر» بوابة الفنان للوطن العربى والرقابة الكويتية ترفض التغيير

داوود حسين: «مصر» بوابة الفنان للوطن العربى والرقابة الكويتية ترفض التغيير
داوود حسين: «مصر» بوابة الفنان للوطن العربى والرقابة الكويتية ترفض التغيير




حوار_ آية رفعت

من اشهر نجوم الخليج الذين دخلوا قلوب الجمهور المصرى، ربما لم يشارك داوود حسين فى العديد من الاعمال المصرية ولكن ببصماته الكوميدية التى تركها فى الاعمال المختلفة جعلته يكتسب الشهرة هنا  وتصبح بعض الجمل الحوارية متداولة بين الجماهير. واختار داوود ان يظل بالدراما الخليجية بجانب تواجده المصرى رغم انه لم يرفض التنازل عن لهجته لاقتناعه ان الفنان يمكنه تقديم اى دور بأى لهجة او لغة. روز اليوسف حاورت النجم الخليجى، والذى تحدث عن السينما الكويتية والمشاكل الرقابية التى تقابل الدراما هناك رغم تقدمها.. كما تحدث عن اعماله الجديدة بالخليج وبمصر.

■ ما الذى دفعك لخوض تجربة الأعمال التراجيدية والاكشن؟
- الفنان يجب ان يتنوع فى مختلف اعماله ومن السهل ان اقدم اعمالا غير الكوميدية، فببعض العبارات او بالأداء يمكن ان اؤثر على شعور الجمهور. وتبقى الكوميديا هى الاصعب لأنه ليس كل دور كوميدى يمكن تقديمه بدون اسفاف او يصل لقلب الجمهور ليضحكه. وانا قدمت اعمالا قليلة بعيدة عن الكوميديا ولكن ربما الجمهور لم يعتد علىَّ بهذا النمط ففوجئ ظهورى بعمل تراجيدى تاريخى  يحمل اسم «سرب حمام».
■  كيف اخترت فيلم «سرب حمام»؟
- عرضه علىَّ المخرج رمضان خسروا.. وهذا العمل عمل قومى ويتطرق لحرب الخليج كنوع من التوثيق لبعض احداثها. فلك ان تتخيلى ان السينما الكويتية لم تتناول موضوعات حول حرب الخليج حتى يومنا هذا فشعرت ان على تقديمه.
■  الم تتخوف من التعامل مع مخرج لأول مرة؟
- لا ابدا فقبل ان يعرض علىَّ المخرج رمضان خسرو الفيلم كنت قد شاهدت فيلما له مشاركا بآخر دورات مهرجان أبو ظبى السينمائى وحصل بالفعل على جائزة افضل فيلم، واعجبت وقتها بالتكنيك وبأدواته المختلفة والجديدة خاصة على السينما الكويتية، فوافقت على اقتراحه بقراءة سيناريو العمل وعندما قمنا بعقد جلسات العمل كان الامر اكثر وضوحا لى وعلمت بأنه له رؤية مختلفة.
■  هل كان لك علاقات مباشرة بالمقاومة الشعبية وقت حرب الكويت؟
- بالطبع انا عايشت اجواء حرب الخليج كلها وحاولنا فى هذا العمل استعادة جو التوتر والترقب. وبالفعل كان لى اصدقاء كثيرون من ضمن المقاومة الشعبية، بل كانوا يمدوننى بالسلاح للدفاع عن بيتى لأنه كان من الطبيعى ان يقتحم احد الجنود اى بيت امامه فلا يصح الا يكون بكل بيت اسلحة للدفاع عن انفسنا. وكنا نوزع الحراسة بينى وبين اخى وقتها. ورغم اختلاف الاحداث الواقعية عن الفيلم الا ان الحالة النفسية ساعدتنى بتجسيد الشخصية.
■  وماذا كان اصعب مشهد بالتصوير؟
- كل اجواء التصوير كانت صعبة. فقد قمنا بالانتقال لجزيرة كويتية هجرها سكانها اثناء حرب الخليج وبقيت كما هي، وهى تبعد عدة امتار عن الدولة وكنا لا نغادرها ونحن السكان الوحيدون بها، لذلك كنا نشعر بالعزلة وهذا ساعدنا كثيرا فى تجسيد حالة الحصار والضغوط النفسية التى مررنا بها داخل احداث الفيلم. ولكن يمكن ان يكون من اصعب المشاهد هو اطول مشهد بنهاية الفيلم حيث تحدينا انفسنا بإتمام مشهد لمدة 10 دقائق متواصلة وتدربنا عليه كثيرا لأن ايا منا اذا اخطأ سيعاد المشهد بالكامل.
■  وهل تأثرت نفسيا بعد انتهاء التصوير؟
- بالطبع فالتوتر والضغط العصبى كان علينا كبيرا، وكنت احاول قبل تصوير اى مشهد الا اضحك مع احد ولا اتحدث مع احد لأنى احاول التعايش بالشخصية حتى انتهاء التصوير وهذا تعلمته من الراحل النجم أحمد زكى. واتذكر ان قبل تصوير مشهد النهاية والذى يستشهد به الجميع انى جمعت الشباب الممثلين معى بالفيلم وراجعنا الدور ثم قرأنا الفاتحة وكأنه «ماتش النهائي» وبعد انتهاء المشهد جلست على الارض منهارا من شدة الضغط العصبى لمدة 15 دقيقة على الاقل.
■  هل تعتقد ان الفيلم سيجد رواجا وتوزيعا بالكويت؟
- اتمنى ذلك ولكن المشكلة هو عدم وجود ثقافة السينما لدى الجمهور الكويتي، ولكن يكفينى فخرا بأنى قدمت فيلما سيعيش للاجيال القادمة ويؤرخ لمرحلة تاريخية مهمة للكويت.
■  لماذا لم تتقدم سينما الكويت مقارنة بالدراما؟
- المشكلة الأساسية لدينا فى التوزيع فالمنتج يقدم فيلما ويصرف عليه الكثير ولكن لا توجد دور عرض للتوزيع الا قليلا والجمهور نفسه لا يقبل على السينما مما قد يجعل المنتج خاسرا، والامر تجارة واذا لم يجد الشخص ايرادا مرضيا فلماذا ينتج فيلما ويكلفه الا اذا كان يحمل قضية ما ويحب المغامرة.
■  ألم يضايقك خروجك بدون جوائز بعد مشاركة العمل بمهرجان القاهرة السينمائى؟
- يجب ان نقر فى البداية ان فكرة مشاركتنا بمهرجان عريق مثل القاهرة السينمائى تعتبر فى حد ذاتها جائزة ووساما على صدرى، ولكن المشكلة لم تكن فى الجوائز النهائية بل كانت فى آلة عرض الفيلم امام لجنة التحكيم والجمهور الحاضر بالاوبرا، فلقد ظلمنا بالعرض بهذا الشكل الذى حذف العديد من الاصوات بالفيلم مما اثر على تركيبه الدرامى والشكلي، حتى انهم حذفوا الكثير من موسيقى الفنان خالد حماد وهو ما حزنت عليه كثيرا.
■  ما الذى يدفع النجم العربى لضرورة العمل بالسينما المصرية؟
- الفن لغة عالمية لا يرتبط بدولة معينة ولا بلهجة او بلغة، فيجب ان تتلاحم الثقافات مع بعضها البعض ولا توجد حدود للفنان. اما المشاركة بالسينما المصرية بشكل خاص فالفنان العربى لن يصبح نجما بين كل الدول الا عن طريقها. وانا سعدت بالمشاركات المصرية وإن كانت قليلة واتمنى عودة العمل قريبا. فهناك عمل مصرى كوميدى نتفق عليه وسيتم الاعلان عنه فى الاسابيع القليلة القادمة وسيكون من بطولة نجم مصرى كبير.
■  وما سبب عدم توزيع الدراما الكويتية بشكل كبير مقارنة بالتركية والهندية؟
- السبب الرئيسى فى عهذا الأمر هو الموضوعات المختارة بالدراما الكويتية والتى تكون اغلبها متشابهة وتفتقد للتجديد. فكل الموضوعات تدور حول مشاكل واحدة ومنها الحب الذى لا يكتمل ومشاكل الميراث والانتقام وغيرها من الموضوعات المتكررة. وربما يعود السبب فى عدم سماح الرقابة الفنية لدينا بالخوض بموضوعات جديدة. مما يجعلنا نحبس الدراما داخل اطار اجتماعى اسرى فقط، فهم متعنتون ضد الكثير من الموضوعات حتى البسيط منها.
■  هل صحيح انك رفضت التنازل عن لهجتك مقابل بطولة احد الاعمال المصرية؟
- لا ابدا وهذا ليس تنازلا فسبق ان وضحت ان الفنان لا يصح الا يعرف كيف يقدم الدور ويجب ان يكون ملما بمختلف اللهجات وان كان الامر ايضا يتطلب لغات اخرى. ولو عرض علىَّ هذا لكنت وافقت بالطبع وليس لدى اية حساسيات او موانع. ثم ان اللهجة المصرية رائعة وتصل لكل قلوب الوطن العربى والشخص يتعلمها بسرعة.
■  أصيبت بجلطة منذ اشهر هل فكرت بالاعتزال وقتها؟
- حمدا لله ان الامر مر بسلام ولكن اول ما فكرت به هو اولادى واسرتي، وبعدها فكرت بالفن وقررت انه لو أثر الامر على ادائى وحركتى فسأكتفى بالعمل الاذاعي. فقد كان الجانب الايسر من جسدى قد توقف تماما وقتها مما اصابنى بحالة يأس من العودة مجددا.
■  وهل هناك احد ابنائك مستعد لدخول الفن؟
نعم ابنى الصغير على وهو الآن يستكمل دراسته فى الخارج، وقدم فيلمين قصيرين هناك و«اكرمني» بالمشاركة بالعملين. وانا اشجعه لأنه مجتهد وشاطر وأتوقع له مستقبلًا كبيرا.