الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

عبد الملك المخلافى وزير خارجية اليمن فى حوار خاص لـ«روزاليوسف»: قطر تمول الإرهابيين.. ومصر تدافع عن صنعاء فى المحافل الدولية

عبد الملك المخلافى وزير خارجية اليمن فى حوار خاص لـ«روزاليوسف»: قطر تمول الإرهابيين.. ومصر تدافع عن صنعاء فى المحافل الدولية
عبد الملك المخلافى وزير خارجية اليمن فى حوار خاص لـ«روزاليوسف»: قطر تمول الإرهابيين.. ومصر تدافع عن صنعاء فى المحافل الدولية




حوار - شاهيناز عزام

قال النائب الأول لرئيس الوزراء، ووزير خارجية اليمن، دكتور عبد الملك المخلافى، أن قطر تمول الجماعات المتطرفة وتنظيم القاعدة داخل اليمن، وأضاف فى حوار خاص لـ«روزاليوسف» أن «الجزيرة» لم تعد قناة إعلامية بل تحولت إلى أداة لتشوه دول التحالف العربي.
وأوضح «المخلافى» أن إيران بعد إطلاقها للصاروخ الباليستى على الرياض عن طريق الحوثيين، لا ترغب فى السلام، ولا تهدف إلى استقرار اليمن. وكشف وزير خارجية اليمن فى حواره عما قاله له الرئيس عبد الفتاح السيسى (قبل دخول مصر فى مجلس الأمن فى المقعد غير الدائم بأسبوعين) إذ قال «السيسى»: «اعتبر وجود مصر فى مجلس الأمن هو وجود لليمن». وأضاف «المخلافي» أن مصر تسعى إلى حل الوضع فى اليمن وترسيخ استقراره بفضل الدبلوماسية المصرية، وأن الانقلاب الحوثى إلى زوال بعد أن استعادت الدولة اليمنية 80% من مساحة الأراضى التى كان يسيطر عليها، وأن التحالف العربى مستمر فى مواجهة الانقلابيين لتحرير الأرض المتبقية، ويحقق انتصارات كبيرة عليهم، وإليكم نص الحوار.

■ كيف ترى المشهد السياسى والأمنى على الساحة اليمنية؟
- اليمن دخلت فى مشكلة كبيرة بعد الانقلاب، صنعتها جماعات الحوثى والرئيس المخلوع على عبد الله صالح، بدعم إيراني، تلك المشكلات أدت إلى اشعال الحروب وخلق أزمات مختلفة الجوانب، ومنذ ذلك الوقت والحكومة الشرعية بالتعاون مع التحالف العربى بقيادة المملكة العربية السعودية تسعى لاستعادة الدولة اليمنية والقضاء على الانقلاب، وخلق استقرار، ولا بد من مواجهة التدخل الإيرانى فى اليمن الذى لا يؤثر فقط على اليمن بل على الملاحة الدولية فى اليمن والبحر الأحمر والأشقاء فى السعودية ودول الخليج.
ومن جانبنا استعادت الحكومة الشرعية اليمنية 80% من أراضيها التى استولى عليها الحوثيون، وقد شهدت تلك الأراضى دمارا كبيرا جدًا، بمختلف المجالات، وتعمل الحكومة الشرعية على إعادة بناء مؤسسات الدولة التى تم تدميرها بسبب الحرب والانقلاب. بالتوازى مع ذلك تحضّر القوى السياسية المختلفة، المؤيدة للشرعية، لإقامة تحالف لدعم «الشرعية واستعادة الدولة وبنائها».
وعلى الرغم من كل المصاعب التى واجهناها ويتسبب فيها الانقلاب، إلا أنه يعتقد أن تعود الحياة السياسية إلى الوضع الطبيعى شيئا فشيئا، فمهمتنا خلال الفترة الماضية كانت تتمثل فى محاولة العودة إلى المسار السياسى من خلال المشاورات، عبر المبعوث الأممى اسماعيل ولد الشافعي، ولكن تلك المحاولات تعثرت بعد اطلاق الانقلابيين الصاروخ «الباليستي» على الرياض، ما أكد عدم رغبة الحوثيين فى السلام، ورغم الجهود الكبيرة التى بذلتها الحكومة اليمنية ودول التحالف والمبعوث الأممى خلال الفترة الماضية من أجل العودة لمسار السلام، ووقف الحرب، وبناء جسور الثقة، والعودة للمشاورات، لكن الانقلابيين بدعم وتوجيه إيرانى دمروا كل هذا بعدوانهم الصاروخى على السعودية، والآن العملية السياسية فى حالة جمود.
■ ما الحل للخروج من هذه الأزمة؟
- على المجتمع الدولى أن يتحمل مسئولياته، ويمارس الضغوط على إيران وعلى الانقلابيين بصورة واضحة، وإعادة العملية السياسية إلى مسارها الصحيح بعد ركودها. فالمجتمع الدولى يركز على الأزمة الإنسانية فى اليمن، وهى من صنع الانقلابيين، ولعلاج هذه الأزمة لا بد من تحميل الانقلابيين المسئولية، والضغط عليهم للعودة للمسار السياسي، ولإعادة الدولة والأمن والاستقرار داخل اليمن. لكن إيران تمنع الحوثيين من الاستجابة لمحادثات السلام، ودفعت الانقلابيين لإطلاق صاروخ باليستى تجاه السعودية لتعطل محادثات السلام، وهو ما يشير إلى أن إيران لا ترغب فى استقرار اليمن، ولازالت ترهن الوضع اليمنى بالاوضاع الأخرى فى المنطقة، مثل سوريا وغيرها، للضغط على دول الخليج وخاصة السعودية.
إذا، المجتمع الدولى لا بد له من مواجهة إيران، والضغط عليها، عن طريق فرض عقوبات اقتصادية عليها، كما أن مناورات طهران حول السلاح النووى الإيرانى أدت إلى فتح نافذة لتلك العقوبات.
■ ما الذى جعل ايران متوغلة بعمق داخل اليمن؟
- إيران متوغلة فى بلادنا منذ فترة طويلة نتيجة لفساد نظام «صالح»، ولارتباط الحوثيين بإيران إرهابيا، فأصبحوا جزءاً من المشروع الإيرانى وذلك مثل الجماعات الإرهابية فى سوريا ولبنان التى أصبحت جزء من المشروع الإيرانى وما يعرف بـ «ولاية الفقية» عزز من ذلك تدفق السلاح الإيرانى إلى اليمن خلال الفترة الماضية، فاليمن تملك شواطئ مفتوحة تمتد إلى 2500 كيلو متر، إضافة إلى أنها تطل على بحرين ومضيق وخليج، تلك المساحة الشاسعة من الشواطئ من الصعب مراقبتها، لذا يتم تهريب السلاح الإيرانى داخل اليمن بسهولة، كما يوجد خبراء من إيران وحزب الله متوغلون داخل جماعة الحوثى فى اليمن، ويقودون معارك صاروخية وغيرها، ويزودونهم بالخبرة منذ فترة طويلة، فإيران تسلح الانقلابيين من قبل اندلاع الحرب داخل اليمن واستيلائهم على السلطة فى صنعاء عام 2012، وقد تم القبض على مجموعة من السفن الإيرانية تحمل السلاح لليمن منها «جيهان 1» و«جيهان 2»، وقد حضرت الأمم المتحدة واطلعت على السلاح الايرانى المهرب.
والآن يستخدم ميناء الحديدة «وهو ميناء تجاري» لتهريب السلاح، وهناك آلية رقابية اتفقت عليها الحكومة اليمنية مع الأمم المتحدة للسيطرة على الميناء، لكن الآلية غير كافية لتحقيق المأمول. وعليه أعتقد أن «الحديدة» يجب أن يُحل بطريقة صحيحة، من خلال انسحاب الانقلابيين منه ووقف استمرار تدفق السلاح.
ورغم ذلك تعمل الحكومة اليمنية والتحالف العربى على تضييق الخناق على الانقلابيين بمختلف الوسائل، فالمعارك الدائرة الآن، والتى تقودها قوات الحكومة اليمنية، تتقدم باتجاه صنعاء، وتحقق انتصارات واسعة فى الفترة الأخيرة، وكل هذا يسهم فى إجبار الانقلابيين على السلام.
■ هل اليمن على صفيح ساخن؟
- الوضع فى اليمن صعب، حرب ومعاناة، ودمار.
■ قناة الجزيرة التى لعبت دورا سيئا لتشويه صورة اليمن، كيف حدث ذلك؟
- قناة الجزيرة لم تعد قناة إعلامية تلتزم بالموضوعية والمهنية. فمشكلة قطر مع دول المقاطعة الأربع، أنها حولت «الجزيرة» إلى أداة إعلامية فجّة ضد الآخرين، تشوه بها دول التحالف العربي، والآن تشوه اليمن فى إطار خلافاتها مع دول المقاطعة.
■ قطعت اليمن علاقاتها مع قطر، ما الأسباب التى جعلتكم تتخذون هذا القرار؟
- أولا قرارنا جاء فى سياق تأييدنا للدول العربية المقاطعة لقطر، وثانيا ان قطر لها تأثير على بعض الجماعات الإرهابية وعلاقات مع الحوثيين، ومع بعض العناصر المتطرفة فى اليمن، وكانت تتعامل بطريق غير مباشر من خلال دفع ما يسمى بـ«الفدية» وغيرها، وكانت ممول غير مباشر لتنظيم القاعدة!
■ سابق وأن قلت أن على عبد الله صالح أصبح فى يد الحوثيين وإيران، ماذا تقصد بذلك؟
- «صالح» لم يعد هو صاحب القرار، بل أصبح جزءاً من المشروع الإيرانى الذى يمثله الحوثيون فى اليمن، فهو فقط أداة لتنفيذ ذلك المشروع، ولو كان يمتلك القرار لكان بامكانه أن يفعل الكثير.
فـ«صالح» حاليًا بدأ الشكوي، ويعلن باستمرار فى تصريحات عديدة أن الحوثيين يستهدفون حزبه، وأنه فى خلاف معهم، وأن الطرف القوى هم الحوثيون، وهذه من الناحية النظرية بعد تقاسمهم للسلطة فى المناطق التى سيطروا عليها. فصالح خاين، سلّم البلد، والسلطة، والوحدات العسكرية إلى الانقلابيين، وانقلب على الشرعية، والتحالف مع إيران، وأدخل البلد فى حرب.
■ إذا لماذا لا تقبض الأجهزة الأمنية عليه؟
- هو محمٍ بالوحدات العسكرية التى بناها على مدى فترة حكمه، على أساس قبلى وعشائرى وطائفي.
■  سبق أن فتحت النار على الأمم المتحدة، قائلا إنها نواة لتغطية الفشل الأممي، وضح لى هذا الأمر؟
- بعض المنظمات الدولية تسوّق للحوثيين بشكل غير مباشر، من خلال إغفال الانقلاب وما سببه فى اشعال الحرب، والتركيز فقط على البُعد الإنساني، دون أن يذكر من الذى سبب هذه المأساة الانسانية! وهذا الأمر ينعكس على تشجيع الانقلابيين، فمن المؤسف أن يتم تجاهل المتسبب فى هذه المأساة، وأنا أرى ذلك الأسلوب يمثل ضرب للعملية السياسية، ويجب عدم تشجيع الانقلابيين بل مواجهتهم.
■ كيف تحاربون الارهاب؟
- الإرهاب فى اليمن كان موجودا فى ظل نظام «صالح»، حيث كان يستخدمه أداة لمواجهة الخصوم، والابتزاز السياسي، ثم جاءت الحرب والانقلاب الحوثى، ما أعطى فرصة لتنظيم القاعدة والجماعات الإرهابية للتوسع، وقد دمرت الحرب أجهزة الدولة والأمنية والمخابرات، ما أدى إلى تمدد الجماعات الإرهابية.
وتنظيم القاعدة استولى على ميناء «المكلا» ولكن الحكومة اليمنية بالتعاون مع التحالف العربى فى مقدمتهم السعودية والامارات بصورة خاصة استطاع أن يقضى على تنظيم القاعدة، وطارت فلوله فى كل مكان، ويتواجدون حاليا بصورة خفية فى مناطق الجبلية.
وتواجه الحكومة اليمنية والتحالف العربي، بالتعاون مع الولايات المتحدة الأمريكية، معركة شرسة لمواجهة تنظيم القاعدة، ونحن شركاء فى مواجهة الانقلاب والارهاب معا.
■ بعد سقوط الصاروخ الباليستى على الرياض، هل أثر ذلك على علاقاتكم بالسعودية؟
- نحن والسعودية فى معركة واحدة فى مواجهة الانقلابيين.
■  كم منطقة فى اليمن تحتاج إلى تحريرها من الإرهاب؟
- يوجد عدد من المناطق الحكومية اليمنية. لكن تم تحرير 80% من الأرض، ونقترب من العاصمة صنعاء، واستعادة العاصمة يجعل بقية المناطق تتحرر بشكل تلقائي.
■ كيف تتعاونون مع مصر لمواجهة الإرهاب؟
- مصر تتفق مع الحكومة الشرعية، وعلاقاتها باليمن علاقة تاريخية، وقد قدمت مصر تضحيات لليمن فى كل المجالات، وتربطهم روابط عميقة جدا، وخلال هذه الأزمة مع الإرهاب، تقف مصر مع التحالف العربى خاصة، أنها عضو فى مجلس الأمن غير دائم.
■ ما الذى قدمته مصر لليمن فى مجلس الأمن؟
- قدمت الكثير، وتبنت قضية اليمن، وكانت المدافع الشرس عن اليمن وكانت صوت اليمن فى مجلس الأمن وكل المحافل الدولية، ومؤخرا فى مجلس حقوق الإنسان فى جنيف، والدبلوماسية المصرية تتمتع بكفاءة من أجل الدفاع عن اليمن واستعادة اراضيه.
■ هل طلبت مصر عقوبات على إيران بمجلس الأمن؟
- مصر دائما كانت تتبنى الموقف العربى اتجاه اليمن، وتدافع عنه بكفاءة واقتدار، ونحن نعبر عن تقديرنا العالى والشديد باسم الشعب اليمنى لما قدمته مصر دائما للرئيس عبد ربه منصور والحكومة اليمنية، ونقدم الشكر لاشقائنا فى مصر، وفخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي، قال لى شخصيا قبل تولى عضوية مصر بمجلس الأمن غير الدائم باسبوعين «اعتبروا وجود مصر فى مجلس الأمن هو وجود لليمن». وهذه اللفتة الطيبة طمأنتنى كونها تنعكس عمليا على كل الأوساط، وعلى النتائج التى تصدر من مجلس الأمن. فالدبلوماسية المصرية هى خط دفاع لليمن فى كل المحافل الدولية.
■ كيف سيتم القضاء على الحوثيين؟
- الانقلاب لا بد من القضاء عليه، لانه غير مقبول وطنيا واقليميا وعربيا ودوليا، وهو فى فترته الأخيرة، ومن ثم لا مستقبل له، فعندما بدأت الحرب كان الانقلاب مسيطرا على كل اليمن، أما الآن يسيطر على 20% فقط، فلم يعد له الكثير ليبقي، وسوف ينتهى.
فى نفس الوقت وفيما يتصل بقضية الحوثيين، اذا وافقوا على تسليم السلاح والانسحاب والالتزام بالسلام والمرجعية، ممكن أن يتعاملوا كأبناء لليمن، فى إطار عمل سياسى أو فى حزب سياسي، ما عدا بعض الشخصيات التى ارتكبت جرائم حرب، مثل عبد الملك الحوثى وعلى عبد الله صالح.
■ سؤال يتردد دائما، لماذا إيران تهدد أمن السعودية؟
- إيران لديها مشروعها الخاص، عندما استولى الحوثيون على صنعاء قال مسئول إيرانى كبير «الآن قامت الإمبراطورية الفارسية وعاصمتها بغداد وصنعاء العاصمة الرابعة التى سقطت فى أيدينا»!
■ اجتماع وزراء الخارجية العرب الأخير ضد الانتهاكات الإيرانية هل كان مختلفا عن كل مرة؟
- رغم التحفظ اللبنانى الذى يعود لظروف لبنان، طلبت الدولة العراقية مهلة من أجل التعبير عن رأيهم، ولكن أعتقد أن كل الدول العربية اتفقت على البيان الصادر من الاجتماع، فى صيغة رسالة قوية موحدة اتجاه ايران، على عكس ما كنت متوقع.
والموقف العربى السياسى الموحد سينعكس على مجلس الأمن، وسيقومون بتقديم شكوى رسمية من مندوبى الدول العربية فى نيوريوك، فأن يكون هناك موقف عربى موحد هو خطوة إيجابية فى هذه الفترة، فبعض العرب كان يراهن أن هذا الاجتماع لن ينجح، لكن الموقف العربى توحد ضد إيران، وهذه خطوة إيجابية.
■ هل ترى أن مجلس الأمن سوف يستجيب لقراراتكم؟
- هناك موقف عربى وجهد وكفاح.
■ هل هناك حرب عسكرية عربية قادمة لضرب إيران؟
- المشروع العربى لا يقوم على الحروب بل على الدفاع عن النفس فى مواجهة الحروب، ويتجنب الحرب التى تشعلها إيران ضد العرب، ونحن لا نريد مواجهة عسكرية، نحن ندافع عن بلادنا فى مواجهة الحرب التى تشعلها إيران فى أكثر من مكان.
■ سبق أن فرضت عقوبات اقتصادية على إيران، ومع ذلك مستمرة فى سياساتها التوسعية، هل فرض عقوبات سياسية ضد طهران تجعلها تخضع؟
- هذه المسألة تعتمد على ما سيتم فى الفترة المقبلة وما سينتج عنه فى مجلس الأمن.