الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

«مكس الإسكندرية» بلا عاطلين

«مكس الإسكندرية» بلا عاطلين
«مكس الإسكندرية» بلا عاطلين




الإسكندرية ـ الهام رفعت


تتراص مساكن الصيادين حول مصب مياه عذبة تصب فى البحر الأبيض المتوسط بمنطقة «المكس» ذات ، الطابع الشعبى وهناك سمة سائدة فى المكان حيث يحترف معظم قاطنيها حرفة صيد الأسماك عبر قوارب صغيرة يتوارثونها من جيل إلى آخر. بينما تمتد منازلهم على مسافة كيلومتر ونصف الكيلومتر، وتتميز بنسق معمارى بدائى يأخذ شكل المدرج،  كل البيوت بلا فواصل ويتجمع الصيادون على القوارب لحياكة الشباك وتجهيزها للصيد.
السمك الطازج
هذه التجمعات، يطلق عليها قرية الصيادين نتيجة انتشار حرفة الصيد وصناعة الشباك والسنار ووجود حلقة أسماك كبيرة يقصدها تجار الأسماك والمطاعم والأهالى من كل أرجاء الإسكندرية لشراء السمك الطازج منها.
وليس غريبًا أن نجد أشهر مطاعم الأسماك فى المدينة على شاطئ المكس مثل مطعم الزفير وسى جول والتى تعتمد على الصيد اليومى فى تشغيلها.
كازينوهات ومطاعم
يقول الحاج محمود السيد (صياد): أول المساكن  بنيت بالقرب من  المصرف ومحطة الطلمبات، وكان الميناء شغال مع وجود خليج باب العرب والمنارات وبدأ الناس فى التجمع  حول المصرف والصيد وزادت  الكازينوهات والمطاعم على شاطئ البحر، ومنطقة الصيادين وحلقة السمك ومعظم سكان القرية يعملون بالصيد وغزل الشبك وبيع السمك.. وأضاف الحاج السيد: كلنا فى المنطقة نعرف بعض وحياتنا بسيطة لا تشبه حياة المدينة لذلك اطلق على منطقتنا قرية الصيادين مؤكدًا أن القرية لا تعرف البطالة ولا يوجد بين أبنائها عاطل فالأطفال يذهبون للمدرسة صباحًا وبعد عودتهم من الدراسة فى المساء يساعدون أهلهم فى الصيد وتجهيز القوارب وكل متطلبات المهنة ومنهم من يعمل فى بيع الأسماك التى يصطادها أهله سواء كان الأب أو أشقاءه  الكبار.
ويضيف جمعة العربى أحد  الصيادين القاطنين بالقرية: إنه  مرتبطً ارتباطًا شديدًا بمسكنه الحالى ويرفض الأنتقال لأى مكان أخر فمعظم الصيادين لا يستطيعون العيش بعيدا عن منطقتهم لارتباطها بحرفتهم. فأهالى المنطقة يترقبون خروج قواربهم للصيد وعودتها وعندما تحدث «نوة» مفاجأة يسرعون لإدخالها  فى الخندق حتى لا ينكسر من شدة حركة المياه والرياح.
ويشير محمد الفار«صياد» إلى أن منطقة المكس من المناطق المعرضة للغرق كما حدث فى السابق لمنطقة عبد القادر، فى حالة عدم تمكن سواحل المصايد فى ضبط «الوابور» فى منطقة الطلمبات المتحكمة فى منسوب مياه المصرف فإن الخندق، وما عليه من مساكن قرية الصيادين وقواربهم معرضة للغرق.
مخلفات المصانع
وأوضح الفار أن الخندق تم حفره منذ زمن بعيد أيام الاحتلال الإنجليزى لاستخدامه كمصرف ، لافتًا إلى أن إلقاء مخلفات المصانع وتلوث المياه فى الخندق زاد من حجم المخلفات والمصارف بصورة مخيفة مما تسبب فى زيادة الملوثات هروب الأسماك وقلتها.