الثلاثاء 23 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

«بيتكوين».. شفرة تمويل الإرهاب وكسر سيطرة الدول على حركة الأموال

«بيتكوين».. شفرة تمويل الإرهاب وكسر سيطرة الدول على حركة الأموال
«بيتكوين».. شفرة تمويل الإرهاب وكسر سيطرة الدول على حركة الأموال




كتب - أحمد زغلول


ضجّة كبيرة تحدثها عملة «بيتكوين» الافتراضية فى كل دول العالم، فقد استطاعت أن تفرض نفسها بقوة محطمة كل قيود تحويل الأموال وقواعد الأجهزة المصرفية.. فالعملة التى هى عبارة عن نظام تشفيرى على شبكة الانترنت وليس لها أساس فى الواقع أو غطاء لإصدارها استطاعت أن تقفز أمام العملة الامريكية لتسجل 18 ألف دولار لوحدة البيتكوين بتعاملات أمس السبت، بعد أن كانت لا تتجاوز السنتات فى سنوات سابقة.
الأمر لا يمكن وصفه إلا بأنه جنونى.. فكيف لعملة ليس لها أى غطاء أن تقفز لهذا السعر.. فتوليد أو تعدين «بيتكوين» لا يتطلب سوى قيام أجهزة الكمبيوتر بحل معادلات حسابية معقدة.. وإن كانت عملية صعبة للغاية وتستغرق جهدًا ووقتًا طويلًا.. إلا أنه لا يمكن تفسير ما الفائدة من هذه العمليات.. وأما الأمر الذى يثير الشكوك والمخاوف هو أنه لا أحد يعلم، حتى الآن، من هو صاحب نظام التشفير الذى يقوم بتوليد عملة بيتكوين.. وإن كان معروفًا باسم ساتوشى ناكاموتو، حيث لم يستدل عليه، وقد  أصدر نظام التشفير الخاص ببيتكوين كبرنامج مفتوح المصدر فى عام 2009.
وثمة ترجيحات تشير إلى أن وكالة الاستخبارات الامريكية هى من تقوم بالسيطرة على نظام التشفير الخاص بعملة بيتكوين، ويعتبرها البعض أداة جديدة للسيطرة على الاقتصاد العالمى، وقد أعطتها الولايات المتحدة الامريكية بعض الشرعية حيث بدأ تداول العقود الآجلة لعملة بيكتوين فى بورصة شيكاغو، وبدأت تنتشر ماكينات صراف خاصة بعملات بيتكوين فى بعض المناطق، كما انتشر عدد المحال التجارية التى تقبل التعامل بالبيتكوين.
وفى واقع الأمر لا يمكن لعملة البيتكوين أن تنال مشروعيتها الدولية إلا من خلال الحصول على دعم من أربع جهات دولية هى صندوق النقد الدولى والبنك الدولى والصين والهند، ومنذ بداية العام الجارى وخلال الـ 11 شهراً الماضية قفزت عملة «بيتكوين» بنسب كبيرة بعدما ارتفعت من نحو 997 دولاراً فى بداية العام الجارى لتسجل نحو 18 ألف دولار خلال تعاملات أمس السبت.
أما الأمر الذى يقلق منظمة الشفافية الدولية، والبنوك المركزية، هو استخدام عملة بيتكوين والعملات الافتراضية بصفة عامة فى تمويل الجماعات الارهابية وكسر قواعد غسل الأموال، حيث تشير تقديرات إلى أن المنظمات الارهابية ومن بينها داعش تمكنت من الحصول على تمويلات كبيرة من خلال العملات الافتراضية.
ويوم الجمعة الماضى تم توجيه اتهامات لامرأة  من نيويورك بغسل أموال، من عملة بيتكوين الإلكترونية وعملات أخرى مشفرة، وإرسالها لمساعدة تنظيم داعش الارهابى.
وحذر بنك ألمانى عريق عملاءه من التعامل بالعملة الافتراضية الذائعة الصيت «بيتكوين»، التى وصلت قيمتها، إلى أعلى مستوياتها، وبحسب الوكالات فقد حذر البنك الألمانى «دويتشه بنك»، من أى تعاملات مع العملة الافتراضية المعروفة باسم «بيتكوين»، حيث إن سعرها غير مستقر ولم يتم عمل استراتيجية استثمارية تستطيع احتواءها بعد، ونصح البنك الألمانى بالتفكير أكثر من مرة قبل أى تعامل مع البيتوكين التى وصفها مسئول استثمارات دويتش بنك أولريش ستيفان بالتعاملات «غير الطبيعية».
أما البنك المركزى المصرى فقد حذر من التعامل بعملة البيتكوين، وسارع إلى إصدار بيان رسمى يؤكد فيه أن التعامل بهذه العملات ينطوى على مخاطر عالية وأن هذه التعاملات غير مقننة بالبلاد، ورغم هذه التحذيرات إلا أن هناك صفحات كثيرة على مواقع التواصل الاجتماعى، تدعو إلى التعامل بالعملات الافتراضية.