السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

..وجدران «تهويد» القدس بـ«أيدٍ تركية»

..وجدران «تهويد» القدس بـ«أيدٍ تركية»
..وجدران «تهويد» القدس بـ«أيدٍ تركية»




ترجمة - خلود عدنان

لا تنحصر فضائح الرئيس التركى رجب طيب أردوغان على الدعم الخفى الذى يقدمه للكيان الإسرائيلي، وما أثير فى الفترة الأخيرة عن كونه أول من اعترف بالقدس عاصمة لإسرائيل قبل قرار ترامب، فبينما يحاول أردوغان أن يتزعم المشهد الإسلامى كواحد من أكبر المندّدين بالسياسات الإسرائيلية والأمريكية فى موضوع النزاع الفلسطينى -الإسرائيلي، كان  وزير الصناعة التركى فاروق أوزلو ونظيره الإسرائيلي، يتممان أضخم وأخطر صفقة لتصدير الحديد والأسمنت إلى إسرائيل، لإتمام بناء جدار القدس العازل وهو حائط الفصل العنصرى الذى يبنيه الإسرائيليون ليفصل القدس عن المناطق المجاورة بفلسطين.
وتشير البيانات الصادرة عن هيئة الإحصاء التركية، أن تركيا صدرت لإسرائيل شحنات حديد وأسمنت لاتمام بناء الجدار العازل بأكثر من 4.5 مليار دولار أى ما يعادل 3% من إجمالى صادراتها، حيث تجاوز حجم صادرات الحديد والصلب لإسرائيل هذا العام 153.8 مليار دولار، والذى يمثل ضعفى صادراتها لإسرائيل عام 2004، حيث كانت عام 2016 نحو 2.5 مليار دولار، وارتفعت خلال الأشهر العشرة الأولى من عام 2017 بنسبة 14٪.
وتزعم إسرائيل أن الهدف من بناء هذا الجدار لمنع دخول الفلسطينيين من الضفة الغربية إلى الأراضى المحتلة أو المستوطنات الإسرائيلية القريبة من الخط الأخضر أى داخل إسرائيل، بينما الفلسطينيون يعتبرون الجدار محاولة إسرائيلية لإعاقة حياة السكان الفلسطينيين أو ضم أراض من الضفة الغربية إلى إسرائيل، حيث بدأت إسرائيل فى بناء هذا الجدار منذ عام 2002، حيث يحيط معظم أراضى الضفة الغربية، ويتشكل هذا الجدار من سياجات وطرق دوريات، ويبلغ طوله 402 كم.
ولم يتوان أردوغان فى مساندة كيان الاحتلال فى إتمام مشاريعه التهودية والاستيطانية، حيث كثفت تركيا شحنات الاسمنت والحديد اللازمة لإسرائيل لبناء جدار لمنع الأنفاق من قطاع غزة إلى إسرائيل، والذى تكلف نحو مليار دولار، ويستغرق بناؤه فى غضون عامين، والجدار الاسمنتى سيكون بارتفاع عشرات الأمتار فوق وتحت الأرض بطول 60 كيلومترا، ويتضمن مجسات متطورة، لكشف حفر الأنفاق.
وكان هاتيس كارهان، أكبر مستشارى أردوغان، قد أكد لعدة صحف أجنبية أن «إسرائيل، تعدّ واحدة من الأسواق العشرة المهمة التى تستقبل السلع التركية، فـ«تركيا تصدّر السيارات والحديد والصلب والأجهزة الإلكترونية والبلاستيك إلى إسرائيل، بينما تستورد منها سلعا متنوعة فى مقدمتها مصادر الطاقة كالغاز الطبيعى والمنتجات البترولية والكيميائية».
وأفاد كارهان إلى بعض صفقات التسليح المتبادلة بين تركيا وإسرائيل خلال العقد الأخير، وهو ما لا يتلاءم مع ما هو معلن من الجانب التركي، بشأن تخفيض حجم العلاقات والتعاون بين البلدين، مشيرا إلى أن تركيا تفضل شراء أنظمة الدفاع التكنولوجية الإسرائيلية.